|
الثلاثاء , 03 كانون الأول/ديسمبر 2024
الشيخ مروان الحمود .. العباءة الضافية
بقلم : د. صبري اربيحات 06-07-2022 11:14 PM كل ما يمكن ان يتعلمها الإنسان عن الصبر والتاني والحكمة والأتزان كان مختزلا في شخصية ابو العبد التي عرفها الاردنيون واحبوها . اليوم ستنام مدينة السلالم والأودية والجبال حزينة ايما حزن فهي تستعد لوداع احد اهم رجالاتها وشيوخها الذي زين مجالسها بالحكمة والسمت السلطي الذي جعل منها وابقى على صورتها كمدينة جامعة يحبها اهل الشمال ويتوافد عليها الخطار من كل جنبات البلاد ومحيطها العربي. منذ أن عاد من معهد خضوري الزراعي بعيد منتصف القرن الماضي انخرط الشيخ مروان الحمود في العمل العام رئيسا لبلدية ام المدن الاردنية وحاضنة اقدم مدارسنا الثانوية فاضاف الى وقارها وقارا وحكمتها حكمة ثم ما لبث ان دخل الحكومة وزيرا للبلديات في حكومة الرئيس زيد الرفاعي الأولى ليبقى عضوا في نادي الوزراء والاعيان والنواب طوال العقود الستة الماضية. في السلط كما في مختلف جنات الاردن هناك إجماع على محبة وتقدير الشيخ الحمود فالناس يتونسون بذكرى وسمعة والده الراحل الشيخ عبدالحليم النمر الحمود ويتذكرون السيرة النضالية العطرة لاحد اهم الرجالات الذين ناضلوا من أجل تكريس العمل البرلماني النزيه وبناء علاقة متوازنه بين السلطات تستنير وتلتزم باحكام الدستور. في مسيرة الشيخ مروان الحمود الذي بقي كالنهر المتدفق كرما وحبا وحكمة وعطاء ما يدفع الكثيرين للاعتقاد بحاجة المجتمع الأردني الى مثل هذه الرواسي التي جرى اقتلاعها واستبدالها بعيادات مصطنعة لا تشبه الناس ولا تقنعها. لسنوات طويلة كانت مجالس الأعيان المتعاقبة تحرص على ان يكون ابو العبد مساعدا لرئيس مجلس الأعيان لدرجة انه أصبح احد الملامح الثابتة للصورة الذهنية لمجلس الأعيان. في كل مناسبة فرح او ترح في الأردن حرص الشيخ مروان على مشاركة الناس وجبر الخواطر واشعار الجميع بأن الأردنيين أسرة واحدة. في السنوات الأخيرة فجع ابو العبد بفقد أشقاء اللواء نمر الحمود الذي خدم جهاز الامن العام لعقود واللواء المتقاعد السفير أنمار الذي قضى بحادث ميداني مروع وهو يقوم على تنسيق وتنظيم جهود الإغاثة التي ينهض بها الاردن للتخفيف على اللاجئين السوريين. في هاتين الفاجعتين وغيرهما كان ابو العبد صلبا صابرا مؤمنا يعتمد كل من رأى شدة بأسه العزم منه. خلال الاشهر القليلة الماضية خفت حركة ابا العبد بعدما نال منه الداء لكن عزيمته لم تتضاءل وبأسه لم يلين فقد حرص على ان يجمع قواه كلما استدعت الحاجة ليشارك الناس ويفيض بمشاعره الصادقة وحضورة البهي على الناس.... برحيل الشيخ مروان الحمود نفقد في الاردن رجلا عز ان نجد من يملأ ما سيتركه الفقيد في فضائنا من فراغ لروحك الرحمة ايها الصديق الشهم ولاسرتك واحبتك واهلنا العربيات وسائر عشائر السلط وأبناء الاردن وافر العزاء وانا لله وانا اليه راجعون
التعليقات
لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق