أضف إلى المفضلة
الجمعة , 10 أيار/مايو 2024
الجمعة , 10 أيار/مايو 2024


الفائزون..في المونديال

بقلم : رشاد ابو داود
05-12-2022 12:10 PM

فيما كان مدرب البرازيل يبكي تأثراً بشهامة مشجع عربي يلف جسده و قلبه بعلم فلسطين في مونديال قطر كان وحش من 'المنبوذين' يقتل من مسافة صفر فتىً فلسطينياً في الأراضي المحتلة . صورتان متناقضتان ، أليس كذلك ؟
المدرب قال أن افراد عائلته كانوا عائدين من مباراة والمسافة بعيدة جدا ً بين الملعب و المترو الذي يجب أن يستقلوه . وله حفيدان أوزانهما ثقيلة أحدهما كان محمولاً من قبل أحد افراد الأسرة والآخر النائم كان أثقل وزناً . هنا ، لم يتمالك المدرب الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي نفسه ، توقف عن الكلام و بكى ، ثم أكمل ' ظهر رجل عربي وعرض المساعدة فقام بحمل حفيدي 'الثقيل' وحمله الى المترو . أود أن أتعرف على ذلك العربي وأشكره لأنه أظهر لنا شعوراً بالتضامن و الأنسانية يتجاوز حدود كرة القدم '.
وبالفعل التقى المدرب ذلك الشهم العربي وأهداه قميص الفريق البرازيلي .
هذه قصة واحدة من عشرات القصص التي حفل بها المونديال وقلبت الصورة المشوهة عمداً وبفعل فاعل هو الآلة الاعلامية الصهيونية والغربية المتصهينة عن العرب والمسلمين في العالم .
بدأت تلك الآلة عملها منذ أسس الصحفي اليهودي المجري المولود في بودابست ثيودور هرتزل الحركة الصهيونية العام 1897 في مؤتمر بازل بسويسرا . وهدف الحركة الاساسي قيادة اليهود الى حكم العالم بدءاً من اقامة دولة لهم في فلسطين . كان هرتزل صحافياً وكاتباً و..مسرحياً .
عندما قرأت أنه كان مسرحياً تذكرت رئيس أوكرانيا ثيودور زيلنسكي اليهودي الذي كان ممثلاً مسرحياً أيضاً والذي يحرض الآن الغرب على نشوب حرب عالمية دينية . وجاء قبل أيام انه اغلق الكنائس الأرثوذكسية وهو المذهب الشائع في روسيا ! فهل زيلنسكي هو هرتزل العصر الحالي ؟
هل 'شطحنا ' ؟
لا . فالربط بين ما يجري في العالم الآن هو استمرار لما حدث بالأمس القريب و البعيد. ومن هنا تأتي أهمية ما جرى و يجري في مونديال قطر وأبرزه :
اعادة الاعتبار للعادات و المعتقدات وحتى..الملابس العربية . فقد انتقد اللاعب الألماني السابق الثوب الخليجي العربي مشبهاً اياه ب 'روب الحمام' ما أدى الى حملة استنكار واسعة من قبل جمهور المونديال الذين ارتدى بعضهم 'الدشداشة' الخليجية فيما كانت النساء فرحات وهن يتدربن على ارتداء الحجاب . اعتذر اللاعب السابق لكن سبق الاعتذار الوقاحة !
لا بل أعلن أحد اعضاء الفريق الألماني اسلامه بعد اساءة فريقه للمسلمين في حين تبرأ اللاعبون المسلمون من 'فعلة' فريقهم في تلك الصورة المشينة التي ظهروا بها وهم يكممون افواههم تعبيراً عن احتجاجهم على رفض قطر السماح بأي اشارة للمثلية . وقالوا أنهم أجبروا على تلك اللقطة .
فلسطين لم تشارك في المونديال لكنها كانت حاضرة ، اعلاماً وهتافات مع كل فريق عربي و كل فريق محب للعدالة في العالم . وقد كتبت صحيفة برازيلية ' ليس هناك اثنين و ثلاثين فريقاً في المونديال بل ثلاثاً وثلاثين. ففلسطين حاضرة بقوة ' .
شاب أميركي وجه كلامه للمسؤولين الأميركيين في فيديو ' لقد خدعتمونا ، شاهدت في قطر عكس ما كنتم تروجونه ' . وهنا مربط الفرس ، لقد نجح المونديال في ايصال الصورة الحقيقية للعرب و المسلمين ، تلك الصورة التي اشتغلت الصهيونية على تشويهها منذ قرن . فهل يصبح الرسميون العرب فرساناً ويستغلون الفرصة لاعادة الاعتبار للعرب و المسلمين ؟!

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012