أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
السبت , 04 أيار/مايو 2024


انا مع شعبي في قارب واحد

بقلم : نبيل غيشان
20-06-2012 11:31 PM
لا معنى للربيع العربي ان لم يخلق ظروفا اكثر عدلا ودولا طبيعية تحترم الانسان وحقوقه.
كنت وما زلت مؤمنا بان الاردن بلدا محظوظا رغم قلة موارده الطبيعية ،ولدي مثالان على ذلك الاول ان الاردن استفاد من اندلاع ازمة الرهونات العقارية في الولايات المتحدة التي ولدت عام 2007 ازمة ركود عالمية طالت كل دول العالم والمثال الثاني اندلاع الربيع العربي وسقوط اربع زعامات عربية تاريخية وتـاثير ذلك على الحراكات الشعبية في الاردن.
ففي الحالة الاولى صبت ازمة الرهون في صالحنا بان لجمت ازمة النخبة الليبرالية المتوحشة واوقفت كل عمليات الخصصخة وبيع مقدرات الوطن وخاصة المدينة الطبية والمدينة الرياضية وانكفأ الفريق الاقتصادي بعد ان صحا الاردنيون للخطر وتنبهت وسائل الاعلام له ومنه 'العرب اليوم 'فشنت الهجوم الصاعق على ادوات التخريب والنهب .
وفي الحالة الثانية ايضا رأى الشعب الاردني على شاشات الفضائيات العربية ما جرى في مصر وتونس وليبيا وسورية من فوضى وخراب ودمار جرّته الثورات غير المنظمة التي قطف ثمارها الطارئون، الامر الذي خفف من الاندفاع الشعبي نحو التغيير والاصلاح غير المحسوب، واعطى درسا من تجارب الآخرين.
واليوم نستفيق على ما يجري في الساحات العربية لنقرأ مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مع رئيس تحرير صحيفة الحياة اللندنية ليقول ' انا وشعبي في قارب واحد' ما يؤسس لحالة فريدة من العلاقة بين الناس والقيادة قائمة على المصير المشترك والتطلع نحو الاصلاح الشامل الذي يؤكد جلالته انه 'نهج واسلوب حياة وليس محكوما بسقف او حدود'.
وهذا الكلام يعني ان الحاجة اصبحت ماسة الى التغيير الذاتي الداخلي المبرمج نحو الافضل، فلا معنى للربيع العربي ان لم يخلق ظروفا اكثر عدلا ودولا طبيعية تحترم الانسان وحقوقه وتقطع مع إرث الاستبداد السياسي الجاثم على صدورنا منذ عقود.
وقد وعي النظام الاردني الى حقيقية ان الاصلاح السياسي والاقتصادي لا يتعارض مع النظام الملكي بل ان الاخير يشجع على إعادة انتاج نظام يتواءم وطبيعة المرحلة الجديدة القائمة على العدالة والحرية والمساواة والشفافية والمساءلة.
لم يكن النظام الاردني في تاريخه متشنجا، حتى مع اخطر معارضيه وابقى على شعرة معاويه معهم ولم ينصب أعواد المشانق او يقوم بالتصفيات الجسدية لكنه ابقى حبل التواصل قائما حتى كسب اشرس الانقلابيين والمعارضين.
لذلك فان اول ما يقوم به المعارض العربي لاي نظام سياسي اليوم هو المقارنة بين النظام السياسي القائم وبديله المتوقع ونهجه في الحكم ، وهنا غالبا ما تكون المقاربة لصالح النظام القائم خوفا من البدائل المتوقعة والتي بانت نماذجها واضحة وكما يقول انطون سعادة 'النظام السيىء افضل من اللاّنظام'..
الاصلاح في الاردن اصبح عن'ايمان وقناعة وثقة' لانه واقع ومرحلة تاريخية لا بد من التجاوب، فالنظام الاردني يعرف ان الديمقراطية حماية للافراد من تغول الحكومات وفي المقابل هي شبكة يمدها النظام لحماية نفسه لانها توسع شرعيته الشعبية لدى الناس .

(العرب اليوم)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-06-2012 12:42 PM

اذا لم تتم الاصلاحات على ارض الواقع سيغرق هذا القارب بجميع ركابه...

2) تعليق بواسطة :
21-06-2012 11:20 PM

نعتذر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012