أضف إلى المفضلة
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024


لماذا تقمص الرئيس الأمريكي دور المدافع عن الشيطان في خطابه الأخير؟

بقلم : د. بسام روبين
14-10-2023 06:44 AM

لقد تفاجأت شعوب العالم بكلمات الرئيس الأمريكي التي جاءت مخالفة للسياق العام ومنتهكة للقانون الدولي والإنساني ،فلم يعتاد العالم على سماع رئيس يجاهر في الدفاع عن الظلم ويقف إلى جانب الجلاد ضد الضحية، فالعالم بأسره يعلم أن الكيان الإسرائيلي الذي زرعته بريطانيا هو كيان محتل ،وأن الشعب العربي الفلسطيني شعب يقبع تحت الإحتلال وأجاز له القانون الدولي حق المقاومة وحق الدفاع عن النفس لإسترداد أرضه المسلوبة وما قامت به فصائل المقاومة الفلسطينية الإسلامية ضد أهداف عسكرية إسرائيلية يعد أمرا مشروعا أجازه القانون الدولي ،ويأتي في سياق الرد على جرائم العدو الصهيوني ضد المسجد الأقصى ،والذي سمح للمتطرفين الصهاينة بإقتحامه ودخول الجنود ببساطيرهم إلى المحراب في تحد سافر لمليار مسلم.
وكنا نتمنى على الرئيس الأمريكي أن يقف إلى جانب الشعب العربي الفلسطيني المظلوم ضد الصهاينة كما وقف ودعم الشعب الأوكراني على الرغم من إختلاف كبير في واقع الحال ،كما أننا لم نعهد بأي رئيس يدعم قتل الأطفال وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها وهدم الأبراج والمساجد ،فكيف برئيس دولة القيم والقانون والديموقراطية يقوم بهذا الفعل وعلى مرأى من العالم ومن الأمم المتحدة التي نوه رئيسها وحذر من خطورة ما يجري ضد الفلسطينيين ،فالمتطرفين يريدون إخلاء غزة وتهجير الفلسطينيين إلى مصر لإنهاء القضية الفلسطينية، ولكنهم ما زالو لا يعلمون من هم أبطال المقاومة في غزة العزة ،فقد نجحوا في إذلال الكيان الإسرائيلي المحتل وإعادة المكانة المرموقة للقضية الفلسطينية ووضعها في صدارة القضايا العالمية، ونفتخر كأردنيين بما جاء في خطاب جلالة الملك أمام مجلس الأمة وأقتبس منه ( أن منطقتنا لن تنعم بالأمن والإستقرار دون تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين ليحصل الشعب الفلسطيني على دولته المستقله ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية …فلا أمن ولا سلام ولا استقرار من دون السلام العادل والشامل الذي يشكل حل الدولتين سبيله الوحيد وستبقى بوصلتنا فلسطين وتاجها القدس الشريف ولن نحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة حتى يستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة ) إنتهى الإقتباس ،وأتمنى على الرئيس الأمريكي وعوضا عن الحديث والوعيد للفلسطينيين ولمن يساندهم أن يقرأ ويفهم ويتبنى كلمات جلالة الملك أمام مجلس الأمة، وهذا الكلام المهم يأتي من زعيم دولة لها أطول حدود مع الكيان المحتل ،فالعنف والوعيد والتطرف يا فخامة الرئيس لا يجلب إلا الموت والدمار وما قامت به الحكومة المتطرفة خير دليل على ذلك حتى ظهر ضعفها أمام العالم وانكسرت شوكتها أمام إرادة الشعب الفلسطيني المقاوم ،لذلك أتمنى عليك ثانية يا فخامة الرئيس أن تنظر الى القضية الفلسطينية بمنظار العدالة وأن تتوقف عن الكيل بمكيالين ودعم المتطرفين الصهاينة لأن ذلك سيؤثر سلبا على مكانة أمريكا المتناقصة وستفقد أمريكا حلفاءها وقد تختفي من منطقة الشرق الأوسط إذا بقيت سياستها على هذا الحال المنحاز للتطرف وللظلم فحاملة الطائرات الأمريكية والبارجات لم تعد تجدي نفعا مع أبطال محور المقاومة حيث ظهرت جاهزيتهم ووحدة الساحات لديهم في التعامل مع أسوأ السيناريوهات والخاسر الأكبر هو أمريكا التي تزحلقت خلف تقارير كاذبة للكيان المحتل فأخلاق المقاومين مقتبسه من أخلاق الرسول العظيم فلا يمكن لهم أن يسيئوا لإمرأة أو لطفل ،وعلى البيت الأبيض أن يتأكد من صحة التقارير والمعلومات التي تقدم له والتي جعلت منه عدوا للشعوب العربية والإسلامية خصوصا بعد خطاب الرئيس الذي تقمص فيه دور المدافع عن الشيطان إرضاءا للمتطرفين الصهاينة.

رأي اليوم

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012