أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


الأردن "قلعة" وعمان "مرجع"

بقلم : شحادة ايو بقر
13-11-2023 12:17 AM

منذ فجر دولته الحديثة قبل أزيد من مئة عام، كان الأردن وما زال وسيبقى، 'قلعة' عزٍ وصمودٍ ورجولة، فهنا ملك هاشمي رائد لا يخذل أهله، وهنا جيش مصطفوي قدم مواكب الشهداء هناك في معارك فلسطين كلها، وعلى ثرى وادي الأردن كله، ولا يخلو بيت أردني من شهيد، إبن، أخ، أب أو قريب.

وهنا على مشارف القلعة ذاتها، قوى أمنية باسلة صانت وتصون الأرض والعرض وتقف سداً منيعاً في مواجهة الشر، وترد كيد كل مارق مخادع حاقد خوان.

هنا عاصمة عربية 'مرجع' لكل باحث عن الحكمة والحقيقة واستشراف المستقبل إزاء قضايا الإقليم كله، وسبل حلها بالعدل والسلام الذي يحفظ حقوق الكافة، ويجسد الأمن والأمان لسائر الشعوب المظلومة المستباحة حقوقها.

وهنا الملاذ الآمن والحياة الفضلى لكل المهجرين والمشردين من أوطانهم، إن بسطوة حكوماتهم، أو بفعل محتل مجرم غاصب.

هنا الأردن الذي خاب وخسر كل من تخطاه باحثاً عن الحكمة والحقيقة عند سواه، وهنا مملكة أردنية هاشمية صدحت دوماً بالحق، محذرة ومنذرة من جرائم غاصبي فلسطين وأعوانهم، الذين اخذتهم العزة بالأثم، وتوهموا إمكانية تحقيق أوهامهم وطموحاتهم البائسة.

هنا المملكة الأردنية الهاشمية ذات المواقف المبدئية المشرفة من كل قضايا الأمة ومصائبها، وهنا المملكة التي لا يفت في عضدها تشكيك كاذب ٍ أو مغرض أو صاحب هوى وأجندة خارجية.

هنا المملكة التي لو سمعت قوى النفوذ الدولي صوتها واستجابت لحكمتها، لما بقيت قضية فلسطين خارج اهتمام العالم، ولما سالت أنهار الدم، ولما ارتقى عشرات آلاف الشهداء، ولما تشرد الملايين في طول الكوكب وعرضه، ولما عانى الشعب الفلسطيني الشقيق الأمرين على امتداد ثلاثة أرباع قرن.

هنا في رحاب الأردن العربي الهاشمي، الكلمة الحق، والموقف الحق، والحل الحق، هنا تُحلٌ مشكلات الاقليم كله بكلمات عدل ينصف المظلوم ويردع الظالم، وتوجه مقدرات الشعوب وخيرات أوطانها من أجل رفاهها وإزدهار حياتها، بدلاً من الفقر والجوع والذل والمرض والبؤس والهوان.

هنا الأردن الذي لا وطن مثله بين الأوطان، هنا من تحمل وبشرف، كل التبعات والاستحقاقات والنكبات، جراء نزوات غيره، وظلم غيره، ومطامح ومطامع غيره.

هذا وطنٌ لا مجال بعد اليوم لأن يتحمل المزاودة من أحد أياً كان، هذا بلدٌ منذور دوماً للفضيلة لا الرذيلة، للصدق لا للكذب، بلد يزن الأمور وتقاطع المصالح والمطامح الدولية بميزان من ذهب، ويتصرف بما يصون مصالحه الاستراتيجية الوطنية من جهة، وبما يسند ويدعم الاشقاء المطالبين بحقهم من جهة ثانية.

هذا وطن يعلم يقيناً أن الحرب المجرمة على غزة البطلة، سيتطاير شرها وشرورها في الشرق الأوسط كله، إن لم تتوقف على الفور، وأن لا سبيل ولا طريق للسلام، إلا برحيل المحتل الغاصب عن الأرض الفلسطينية والعربية المحتلة، وقيام الدولة الفلسطينية الحرة على التراب الوطني الفلسطيني.

هذا بلد شريف قال منذ البداية ويقول ويردد مليكه اليوم وكل يوم، أن هذا هو الحل، وأن الحرب لا تنتج سوى المزيد من الأحقاد، وستلد حروباً أخرى بمرور الأيام والسنون، لا بل ستتطور الأمور فيها إلى حروب دينية على شاكلة الحرب الصليبية، وستصيب العالم كله بشرورها.

فهل لدى قوى النفوذ الدولية الداعمة للاحتلال متسع من عقل للاتعاظ بأن الأجيال العربية والمسلمة لن تقبل بدوام الاحتلال والقهر والهوان؟ نتمنى ذلك، ونسأل الله لغزة البطلة النصر على أعدائها الظلمة ومن معهم.

حمى الله الأردن وفلسطين وكل أرض العرب والمسلمين من كل شر، إنه سميع قريب مجيب الدعاء، هو سبحانه من أمام قصدي.

الرأي



التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012