أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
السبت , 04 أيار/مايو 2024


لا ضرائب من دون تمثيل

بقلم : لميس اندوني
23-06-2012 11:24 PM
لغة التهديد التي استخدمها رئيس الوزراء فايز الطراونة، في حديثه للتلفزيون الأردني، تدل أن الحكومة لم تستطع حتى اللحظة التقاط رسالة الحراك الشعبي؛ فارتفاع سقف الشعارات يتصاعد مع وتيرة تجاهل الحكومات المتعاقبة للمطالب الشعبية الأساسية للمعارضة السياسية والشعبية.
صحيح أن الحراك وشعاراته يبدو مشتتا أحياناً، ومنقسما أحياناً أخرى لكنه موحد على نقطتين ؛ معارضة قانون الانتخابات ومعارضة رفع الأسعار.
بمعنى آخر، الحراك الشعبي، وإن تفرق أحياناً، لديه مطالب موحدة تتلخص أولاً بضمان المشاركة في صنع القرار، وبالتالي انتخاب مجلس نواب يعكس تمثيلا حقيقياً للإرادة الشعبية ، وثانياً وضع حد للسياسات الحكومية التي تسعى إلى حل الضائقة المالية عن طريق إفقار المواطن.
قد لا يخرج الجميع إلى الشارع، لكن المواطن الذي يقاتل يومياً لتوفير الحد الأدنى من متطلبات المعيشة، يتساءل لماذا عليه دفع فاتورة سنوات من الإهدار المالي وخسائر في الموارد نتيجة سياسات ، مقترنة بفساد رسمي ، أدت إلى عجز غير مسبوق في الموازنة، وإلى تراكم مديونية تجعل استقرار الأردن ومستقبله في دائرة الخطر.
لست متأكدة أي جزء من هذه الاعتراضات لا تفهمه الحكومة: هل هو الجزء المتعلق بأن يكون للمواطن رأي في مصيره، وبالتالي مطالبته بانتخابات حرة ونزيهة وفقاً لقانون لا يقصي أي طرف، أو الجزء المتعلق برفض المواطن أن يعاقب في معيشته ومستقبل عائلته بسبب أخطاء ارتكبتها حكومات اتخذت قرارات قصيرة النظر، ومجحفة بحق الاقتصاد الوطني الأردني ومعظم المواطنين على السواء؟
قد لا يوافق كثيرون على بعض شعارات الحراك، لكن لا أعتقد أن تهديد رئيس الوزراء سيؤثر في طبيعة هذه الشعارات، لأن رفع سقفها، كان دائما مرتبطا ارتباطاً وثيقاً بتجاهل الحكومات المطالب الرئيسية - التي تتعلق بطريقة مباشرة بقرارات تمس حياة المواطن.
الوضع يتعلق بقرارات حكيمة ، ولغة التهديد لا حكمة فيها ولا بعد نظر.
طريقة تعامل الحكومات مع الأزمة التي يمر فيها الأردن، وهي سياسية، اقتصادية واجتماعية، تشير أن هذه الحكومات تعتقد أن المواطن مسؤول عن تدهور الأوضاع ويجب أن يدفع الثمن، وان يعاقب فوق ذلك.
صحيح أنه في أوقات الأزمات الاقتصادية يتوجب على الجميع التحمل من أجل إنقاذ اقتصاد وطني مهدد، لكن إذا كانت الحكومات تريد من المواطن المشاركة في حمل العبء، فعليها أن لا تحرمه أولاً من المشاركة في صنع القرار، وثانياً أن تكون حكومة تحاول بصدق إيجاد حلول لا تسحق الطبقات الدنيا، وإلا لماذا تقبل الشرائح الأكثر تضرراً بالمعاناة خاصة إذ لم يبق لها شيْء تخسره؟
الشعار الذي رفعته المستعمرات الأمريكية في حملة استقلالها عن بريطانيا العظمى، كان بسيطاً ومهماً؛ ' لا ضرائب من دون تمثيل شعبي' أي لماذا على المستعمرات دفع الضرائب إذا لم تكن ممثلة ومشاركة في صنع قرارها ومستقبلها.
هذا هو جوهر الشعارات التي رفعت في الأردن يوم الجمعة الماضي، أي أن الحراك يريد أن يرسل رسالة واضحة، بغض النظر عن طبيعة بعض الشعارات هنا وهناك، وهي 'لن ندفع تكلفة قرارات لم نشارك فيها بينما يتم فرض قانون يسلبنا حق التمثيل والمشاركة'.
فأي جزء من الرسالة لم تفهمه الحكومة؟

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-06-2012 03:05 AM

The prime minister can not say beyond his ability . He said what any person from elementary school to high school can say . Any one can threat , but what the prime minister or others appointed by his Majesty , , is what is his economic plans . He knows he is there for a year or so , so he does not have to say anything to make his people happy because they have not elected him and he does not feel he is or he has any gratitude for them . He said what seems to be or may seem to be satisfactory to his boss or that at least what he thinks is the pleasing thing.As long as our prime ministers appointed we will continue to have same issues.No more no less

2) تعليق بواسطة :
24-06-2012 07:42 AM

اعتقد ان هذه المقالة من اهم المقالات واكثرها ذكاء واشدها خطورة ، ويجب ( نعم يجب على الحكومة ودوائر القرار ) ان تقراها جيدا، لان مجرد رفع شعار : لا ضرائب بلا تمثيل يشكل انعطافة حادة في خط سير الحراك....
ان ذلك يتطلب من مجلس الاعيان واهل الحكمة بمفاصل القرار ( ان كانوا موجودين)ان يستدركوا الوضع قبل فوات الاوان.

3) تعليق بواسطة :
24-06-2012 08:28 AM

لاضرائب دون توطين هكذا المعنى الذي تريدين

4) تعليق بواسطة :
24-06-2012 09:56 AM

لم يحكم شعب اي شعب عربي ببعد نظر في يوم من الايام ,منذ القرن الرابع الهجري ,كلمة (بُعد)لا تتعلق بالاستراتيجيه بل بالعواطف والمسافات !الضرائب في قاموسنا التاريخي ليست اكثر من خاوات ,حتى الخلفاء كانوا يجمعون خاوات وينفقونها بنفس الطريقة التي تحصل الان !اما التمثيل فلم يك للشعوب العربية تمثيل في يوم من الايام, كانت التسميات التي تطلق عليهم (تحقيرية) الدهماء ,العامة ,الرعاع ,الرعية ...حتى الان لا زال بعضنا يطمح لاعادة ذاك العصر ,التمثيل مسألة نسبية جداً ,وهل الاغلبية لديها بعد نظر ,هل هي راشده ,عقلانية ,متحضرة , ام دهماء ديماغوجية!!

5) تعليق بواسطة :
24-06-2012 10:01 AM

ان التغيير والاصلاح المطلوبان هو تغيير واصلاح العقول .
ان التغيير والاصلاح المطلوبان هو تغيير واصلاح النفوس والظمائر .
ان التغيير والاصلاح المطلوبان هو تغيير المناهج والرسالة .
ان التغيير والاصلاح المطلوبان ان يكون لاجل ان تكون هنالك رسالة لهذه الامة

ان التغيير الحقيقي يكون بتغيير العقلية عقلية الشعب . وان هذا التغيير يتطلب منا جهد بسيط جدا وهو ان نرتقي بتفكيرنا من السطحيات الى العمقيات

ان التغيير ولاصلاح لا يكونان فقط بتغيير واصلاح الاشخاص من او في مواقعهم السيادية ولكن التغيير يكون اولا بتغيير العقلية الظاهرية والباطنية لدى الافراد افراد الشعب

يخطئ من يعتقد ان تغيير الاشخاص والطقوس واستبدال حزب حاكم بحزب اخر او تيار بتيار سياسي اخر قد يفضي الى ماهو خير في مجتمعنا العربي لان التغيير حدث هنا في الطقوس والشكليات فقط .

ان القيادات العربية العربية جميعها موالية لقوى خارجية اما روسية او امريكية كانت .وهذه حقيقة ثابتة منذ اكثر من 100 عام .

ان التغيير الحقيقي والاصلاح المطلوبان هو جعل العقلية العربية على نفس مستوى تلك العقول التي تخطط وتنفذ على مستوى العالم .

ان التغيير المرتبط بتغيير الاشخاص والاحزاب والتيارات لن ينفع لان ما يحمله او تحمله هذه الشخصيات او الاحزاب او التيارات - القديمة اوالجديدة - هو فقط انتمائات خارجية لا تصب في مصلحة الامة العربية بمعنى انها موالية للقوى الخارجية النافذة .

السؤال المتكرر : هل تستطيع الشخصيات والاحزاب والتيارات الجديدة في ظهورهاوالتي تم انتخابها بعد عمليات التغيير هل تستطيع ان توصل الامة العربية الى مسارها الحقيقي ؟ اما ان القوى الخارجية المسيطرة لن تترك لها مجال .

الاجابة : نعم ان القوى الخارجيةهي المتحكم الوحيد . ان عمليات التغيير تتم برغبتها وتخطيطها المسبق . وبعدها ستأتي قوى اخرى تسير على نفس الوتيرة التي كانت تسير عليها القوى السابقة

وهذا كله ليس بالتغيير ولا بالاصلاح !!

ان التغيير هو يجب ان يكون نابعا من وجدان الانسان العربي بضرورة استرجاع الرسالة والمكانة وبالتالي يكون تغيير داخليا غير متأثر بعوامل او قوى خارجية . ومن ثم سوف تتغير معاملات القيادات واشكالها وانظمتها تلقائيا وستظهر قيادات وشخصيات وانظمة جديدة تسير بالمجتمع الى المستوى الذي ينشد .

لسنا بالاغبياء !!!!!!!!!!!!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012