أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


انحياز أميركي لفلسطين

بقلم : حماده فراعنه
25-06-2012 09:41 AM




قرار الكاتبة الأميركية أليس ووكر، ورفضها ترجمة روايتها الحاصلة على جائزة بوليتزر الدولية 'اللون القرمزي' الصادرة العام 1982 إلى اللغة العبرية، احتجاجاً على سياسة التمييز العنصري، والاضطهاد القومي، والاحتلال الاستعماري العسكري، التي تمارسها إسرائيل بحق طرفي الشعب العربي الفلسطيني في مناطق 48 ومناطق 67، إنما يعكس هذا القرار الاحتجاجي، تفتح الوعي الإنساني، واتساعه، ليشمل قطاعات أميركية وازنة، على حقيقتين: الأولى إدراك حقيقة إسرائيل كمشروع استعماري توسعي عنصري، والثانية حقيقة عذابات الشعب الفلسطيني ومعاناته الثلاثية جراء التمييز والاحتلال والنفي خارج الوطن.

الروائية الأميركية، ليست حديثة العهد بالمواقف التقدمية الإنسانية المعادية للعنصرية والاضطهاد والتمييز، فقد سبق لها أن رفضت عرض الفيلم الذي أخرجه ستيفن سيليزبيرغ والمقتبس عن روايتها 'اللون القرمزي'، رفضت عرضه في دولة جنوب إفريقيا العنصرية، إبان فترة التمييز والاضطهاد القومي للأفارقة، وقبل انتصار الحركة الوطنية الإفريقية بقيادة نيلسون مانديلا، ولذلك جاءت المقاربة العنصرية بين دولة جنوب إفريقيا البائدة ودولة إسرئيل الطاغية، من قبل الروائية الأميركية، كدلالة على إدراكها وانحيازها لكل ما هو تقدمي إنساني، ورفضها لكل ما هو عنصري رجعي يقف حائلاً دون تحقيق التقدم والمساواة والشراكة بين البشر.

الكاتبة الأميركية، وجهت رسالة إلى دار نشر 'يديعوت أحرونوت' الإسرائيلية، قالت فيها، 'لا أستطيع في الوقت الحالي وفي ظل السياسة الإسرائيلية القائمة، ترجمة كتابي إلى اللغة العبرية، وأنا أشهد مع العالم حجم الانتهاكات الإسرائيلية وحجم الوجع الفلسطيني بسبب هذه الانتهاكات، خاصة وأن محكمة 'راسل' بشأن فلسطين، حكمت أن إسرائيل مذنبة بتطبيق نظام الفصل العنصري على الفلسطينيين، سواء باضطهاد الشعب الفلسطيني داخل إسرائيل، أو في الأراضي الفلسطينية المحتلة'.

ميزة رسالة الكاتبة الأميركية لا تقتصر على شجاعتها المعلنة في تحدي النفوذ الصهيوني اليهودي، وفي رفضها للسياسة الإسرائيلية بمجملها، وفي انحيازها المقدر لنضالات الشعب الفلسطيني ومن يدعمه من الإسرائيليين البواسل الذين يرفضون سياسات الاحتلال والتمييز والحل الصهيوني للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بل تمكنها من إدراك الربط بين معاناة طرفي الشعب الفلسطيني في مناطق 1948، ومناطق 1967، وفي رفضها للسياسة الإسرائيلية العنصرية الاحتلالية الموحدة في المنطقتين باعتبارهما يصدران عن مؤسسة واحدة، ورؤية واحدة، وخلفية واحدة نحو قضية واحدة لشعب واحد وإن تعددت العناوين والتلاوين والأرقام والأحداث.

معاناة طرفي الشعب الفلسطيني على أرض وطنه في 48 و67، لا تلغي معاناة المكون الفلسطيني الثالث من اللاجئين المحرومين من الوطن ومن حق العودة إلى بيوتهم واستعادة ممتلكاتهم.

اتساع حركة التضامن والفهم والوعي الإنساني لحقيقة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، ولحقيقة معاناة الشعب الفلسطيني المثلثة، تؤكد أهمية وضرورة العمل الفلسطيني من قبل قواه السياسية وشخصياته المستقلة وفعالياته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ومبدعيه، على ضرورة الانفتاح على العالم وعدم السقوط في مفردات ومظاهر العنصرية في حملة العداء ضد الاحتلال وسياساته، مثلما تستوجب بالضرورة الانفتاح على المجتمع الإسرائيلي، لكسب انحيازات من بين صفوفه لعدالة المطالب الفلسطينية العادلة وتطلعاته المشروعة، فثمة فرق جوهري ونوعي بين التطبيع مع المؤسسات الرسمية الاحتلالية التوسعية الإسرائيلية ومن يؤيدها ويساندها ويقبل بها، ومن يقف ضد هذه السياسة ويتصدى لها ولا يقبل بها من الإسرائيليين، فالقطاع الأول من الإسرائيليين يجب التصدي له وتعريته، بينما يجب التعاون والتحالف والتعاضد مع القطاع الثاني من الإسرائيليين التقدميين ، والذي يدلل على عدالة القضايا الفلسطينية ومشروعية النضال الفلسطيني إلى الحد الذي يجد من يقف إلى جانبه، ويؤيده ويدعمه من الإسرائيليين.

h.faraneh@yahoo.com





التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-06-2012 10:16 AM

لأول مرة أتفق معك 100% !!

أليس ووكر من أهم الكتاب المناهضين للتمييز العنصري والأبارتايد.

شكرا لك على هذا المقال الذي يعكس نتائج حركة التضامن العالمية مع القضية الفلسطينية، ويبرز أهمية حملة مقاطعة إسرائيل أكاديميا الآخذة في الاتساع بين النخب الادبية والفنية والثقافية في العالم، ببطىء ولكن بثبات

تحياتي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012