أضف إلى المفضلة
الخميس , 09 أيار/مايو 2024
الخميس , 09 أيار/مايو 2024


عندما تتكشف الحقائق

بقلم : د. رحيّل غرايبة
03-07-2012 12:05 AM
لن تدوم الغشاوة طويلاً على أعين بعضهم، وسوف تنقشع كل الغمامات التي حاول الإعلام المضلل نشرها فوق رؤوس الجماهير؛ من أجل تضليل الشعوب وتشويه الثورات العربية المجيدة، من خلال الإشاعات الكاذبة وكثرة تكرارها حول رضا الأمريكان عن الثورات الشعبية التي أطاحت رموز الطغيان والفساد، وممارسة التدليس من خلال المقولات المجتزأة لتصريحات هنا وتصريحات هناك.
كانت ردة الفعل الأولى الغاضبة من المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية حول خطاب الرئيس المصري الجديد الذي ذكر فيه الشيخ عمر عبدالرحمن، متهمة الرئيس المصري بعدم احترام سيادة القانون الأمريكي، أما السيناتور الجمهوري 'بيتر كينج'، رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس الشيوخ، فقد كان أكثر غضبا وأكثر إفصاحا عن المكنون الداخلي للأمريكان تجاه نتيجة الانتخابات الرئاسية المصرية عندما قال: 'إن كلمة مرسي دليل على أنه إسلامي متشدد لا يمكن الوثوق به'، وأضاف: 'هذه طريقة مشينة لبداية فترة رئاسته'.
إن الأمريكان تعودوا على رضوخ الحكام العرب لإرادتهم، والسعي الدائم من قبل الأنظمة العربية ولهاثها المستمر لتحصيل الرضا الأمريكي على حساب شعوبهم واستقلال بلادهم، وتعود الأمريكان أيضا على أنهم فوق القانون وفوق النقد، ولذلك عملوا جاهدين على توقيع معاهدات متعددة مع معظم دول العالم على عدم محاكمة جنودهم الذين يرتكبون جرائم حرب.
وعملوا بالأمس القريب على تهريب المجموعات الأمريكية التي خرقت الأمن المصري بالاتصال بأفراد ومؤسسات مدنية مصرية، والاتصال ببعض الناشطين السياسيين وعرض الأموال عليهم وشراء ذممهم، وتمكن الأمريكان فعلا من تخليصهم من أيدي القضاء المصري بين عشية وضحاها من خلال الضغط على المجلس العسكري؛ ويريدون لمصر أن لا تتفوه بكلمة عن بعض المصريين المسجونين في أمريكا، فعمر عبدالرحمن الذي يزيد عمره على السبعين عاما ويعاني من الأمراض الكثيرة، تمّ إيقاعه عبر تمثيلية مفبركة كان بطلها أحد عملاء السي آي آيه، والقضاء الأمريكي يعلم ذلك علم اليقين.
كما يريد الأمريكان من العرب والمسلمين أن يتناسوا مذابح الأمريكان ومجازرهم في العراق وفي أفغانستان، وأن يتناسوا الدعم الأمريكي للعصابات الصهيونية المتغطرسة في فلسطين المحتلة، وأن يتناسوا الجرائم المروعة في سجون 'أبوغريب' و'جوانتانامو' والسجون السرية الكثيرة المنتشرة في معظم الدول العربية ودول العالم.
الشعوب تختزن الحقائق ولن تنسى التاريخ، ولكنها تعلم علم اليقين ما كان لذلك أن يحدث لو كانت هذه الشعوب حرة مطلقة الإرادة كاملة السيادة على أرضها ومقدراتها، وهي تعلم أيضا أن الزعماء المستبدين الذين سلبوا الشعوب حقها في اختيار رؤسائها وحكوماتها سلبوها إرادتها هم السبب الرئيسي والمباشر في ضعفهم وتفرقهم وعدم قدرتهم على مقاومة قوى الاحتلال وعدم القدرة على مواجهة قوى الغزو والاستكبار العالمي.
إن الشعوب العربية عرفت طريقها، وبدأت الخطوة الأولى التي تقتضي التحرك الداخلي وتحرير الإرادة الشعبية أولا من أجل الانطلاق نحو امتلاك القوة والحرية والسيادة، وكل من يخالف هذه الأولوية، أو يعمل على إعاقتها بأي لون من ألوان الإعاقة، إنما هو متواطئ بوعي أو بلا وعي مع الاستبداد والفساد أولا، ومع القوة الخارجية التي دعمت هؤلاء المستبدين الخارجيين ثانيا، وإنّ غداً لناظره لقريب .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-07-2012 09:09 AM

اوافقك في الكثير مما جئت به ولكن علينا ان نحدد اولوياتنا فالفقر والبطالة و1000 عشوائية بمصر اولى بالعناية من موضوع الشيخ على اهميته

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012