أضف إلى المفضلة
الخميس , 09 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
للعام الثالث على التوالي سيدات أردنيات مبدعات يتألقن في سماء ملهمة التغيير حريقان في مأدبا وإربد .. والدفاع المدني يحذر أندية الفيصلي والوحدات والحسين إربد تحصل على الرخصة الآسيوية وفد حماس يغادر مفاوضات القاهرة حول غزة .. ومصر تحذر من الفشل الخصاونة من القاهرة: الملك يعمل على فتح جميع المعابر لتصل المساعدات إلى غزة 4.8 دينار الزيادة السنوية لمتقاعدي الضمان الاجتماعي الأمن يحيل معلمة اعتدت على طالب من ذوي الاعاقة ومديرة مركز إلى القضاء الخصاونة ينقل رسالة شفويَّة من الملك إلى السيسي اجواء خماسينية الجمعة وتحذير من التعرض للشمس الملك يعود إلى أرض الوطن بايدن: لن تحصل إسرائيل على دعمنا إذا دخلت المراكز السكانية في رفح الإمارات تعلن وفاة الشيخ هزاع بن سلطان آل نهيان استقرار أسعار الذهب بالسوق المحلي مصدر مطلع على مفاوضات الهدنة: إشارات لنضوج إتفاق قد ينهي الحرب إغلاق جزئي على شارع الشهيد الجمعة لاستكمال أعمال الباص السريع
بحث
الخميس , 09 أيار/مايو 2024


اللعبة الخطيرة لقوى الشد العكسي

بقلم : لميس اندوني
03-07-2012 12:09 AM
على الرغم من خطاب الملك، نتوقَّع أنْ تبدي قوى الشد العكسي النافذة المتنفذة مزيداً من الإصرار على الإبقاء على نظام الصوت الواحد، وإنْ زيد عدد مقاعد قائمة الوطن؛ فإنَّ لعبتها المكشوفة لم تتغيَّر، ولسوف يظل هدفها إحكام السيطرة على السلطات التشريعية والتنفيذية لسنوات قادمة.
فالقوى المُتَنفذة ، والتي صادرت في الماضي التمثيل الشعبي، تحاول الآن استغلال المطالب الشعبية بتشكيل حكومات برلمانية، والتي سعى الملك في تلبيتها في خطابه، لإضفاء شرعية على نواياها بفرض هيمنتها على الحكومات ومجالس النواب القادمة؛ وكل ذلك سيتم باسم الديمقراطية؛ فإذا تحقق لها مرادها فما الفائدة، عندئذٍ، من تشكيل حكومات منبثقة عن مجلس النواب، وإذا ما كانت نتيجة الانتخابات محسومة للجهات المحافظة وقوى الشد العكسي؟ فحتى لو فازت فئات سياسية أخرى فستكون القوى المناوئة للإصلاح القوة الرئيسية في أي ائتلاف حكومي، هذا إذا كان هناك فرصة لقيام ائتلافات، وتكون بذلك مُسَيطِرة على الحكومة ومجلس النواب معاً.
وعليه فلن تكون هناك أي مراجعة حقيقية للسياسات الاقتصادية، والتي تحدث عنها الملك في مقابلته مع التلفزيون الأردني مساء يوم الأحد، بل واقعياً يجب أن نتوقع مراجعات لا تمس جوهر النهج الاقتصادي الذي بدأ منذ بدء سياسات الإفقار عام 1989 ، وفق وصفة صندوق النقد الدولي المجربة عالمياً لدورها في تعميق الهوة الاقتصادية بين الفئات المجتمعية وخلق الأزمات.
في عام 1989 تم سحب فتيل الأزمة بعد انفجار هبة نيسان بإعادة الحياة البرلمانية، وبعد ذلك رفع الأحكام العرفية، على أساس توسيع المشاركة السياسية في صنع القرار. شعبيا استبشرت فئات واسعة من أن التمثيل البرلماني يضمن قرارات لا تزيد الضيم والظلم على الطبقات الأشد فقراً ولكن رسميا كان الاعتقاد بأن التمثيل البرلماني كاف لإقناع الفئات الشعبية بتحمل وِزّر 'التضحيات الاقتصادية'.
برأيي أن الخديعة بدأت قبل فرض نظام الصوت الواحد، عام 1993، بل منذ الاستمرار بتنفيذ البرنامج النيوليبرالي بالرغم من هبة الفقراء في هبة نيسان، لأنه (أي النموذج النيوليبرالي) كان البرنامج الوحيد الذي أصرت عليه مؤسسات الإقراض الدولية ، كشرط لإعادة جدولة ديون الأردن.
الإشكالية لم تكن أردنية خالصة ، بل عالمية فنفس البرنامج فُرِض على معظم دول العالم، بما فيها دول أوروبا الشرقية بعد انهيار المعسكر الاشتراكي، وذلك لفتح أسواقها وربط اقتصادها بالسوق الرأسمالي العالمي.
لكن، وبسبب انهيار المعسكر الاشتراكي، فإن الكثير من الأصوات، بما فيها يسارية أردنية وعالمية، شاركت بالخديعة بتصديقها أن 'لبرلة الاقتصاد' بما في ذلك عمليات خصخصة القطاع العام، تترافق عضوياً مع توسيع الحريات السياسية والعامة، أي أن انفتاح الاقتصاد يرافقه أوتوماتيكياً الانفتاح السياسي.
الأمور كانت على العكس تماماً، لأن إجراءات فتح الأسواق في كل مكان (وإن بأشكال متفاوتة) وليس فقط في الأردن، لا يرافقها تشكيل شبكة ضمان اجتماعي مما أدى إلى احتجاجات، منها على سبيل المثال لا الحصر الانتفاضات الشعبية خلال أكثر من عقدين في تونس ومصر، والتي كانت المقدمة، في رأيي ورأي الكثير من المحللين، لثورات تونس ومصر، والتي تواجه خطر إعادة إنتاج النموذج الليبرالي، وإن كان هذا ليس موضوع المقال.
في الأردن بالذات، لم يكن من الممكن توسيع المشاركة في القرار من خلال البرلمان، وفي الوقت نفسه الاستمرار في توسيع 'لبرلة' الاقتصاد، بما يتبعه ذلك من تداعيات اجتماعية، فكان لا بد من فرض نظام انتخابي هو نظام الصوت الواحد لتهميش المعارضة وتقويض الرقابة التشريعية على عمليات بيع الموارد الوطنية، إضافة إلى الحاجة لتحجيم الرفض الشعبي للمفاوضات مع إسرائيل التي آدت إلى معاهدة وادي عربة.
لكن تزييف التمثيل، الذي تطلب تدخلاً سافرا في الانتخابات النيابية لتمرير قرارات تضر بالمصلحة الوطنية، لم يخدع إلا واضعيه، إذ أنه لا يمكن خداع المتضررين من سياسات تصيبهم في معيشتهم، كما دلت على ذلك هبة الجنوب عام 1989 وانتفاضة الخبز عام 1996 وانتهاء بالحركات الشعبية المطلبية والسياسية المستمرة منذ أكثر من عام.
ولذا من الضروري مقاومة الإبقاء على نظام الصوت الواحد، ليس كهدف وحيد ، بل كوسيلة لمنع مصادرة الإرادة والرقابة الشعبية وفصلها عن عملية صنع القرار.
لكن يجب التحذير من تصوير الانتخابات، حتى لو كانت نزيهة، بأنها عملية ديمقراطية تبرر سياسات الإفقار، فلا نريد خلق انطباع أن الفقير يشارك ويوافق على سياسات تكون محصلتها زيادة بؤسه، وكل ذلك باسم الديمقراطية وحق التمثيل.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-07-2012 12:27 AM

ااااخ لو في مثلك عشرة بالبلد كتاب اعمدة وبكفي

2) تعليق بواسطة :
03-07-2012 07:56 AM

الاخت لميس اندوني
دام قلمك وسلم لسانك كل ما تقدمت به من خلال ما كتبت كلام في الصميم وواقع معاش والله يطول عمرك واكتبي المزيد لعل وعسى ان يكون هنالك صحوة عند ابنائنا لاستيعاب ما يدور وشكرا

3) تعليق بواسطة :
03-07-2012 09:04 AM

ابدعتي اخت لميس

4) تعليق بواسطة :
03-07-2012 09:38 AM

آثار النيوليبراليه لمستها دول قبلنا
بكثير وبالاخص دول امريكا اللاتينيه وكلنا
يعرف آثارها هناك ونتائجها عديده من
اهمها ظهور عدة (شافيزات منتخبون)
وليس بالانقلاب العسكري حسب الطريقه
التي سادت هناك لعقود خصوصا بعد
تطبيقات هذه السياسه بدءا منذ منتصف
عقد سبعينات القرن الماضي التي جلبت
معها ماسمي (النخبه الدوليه) التي
مثلت (حصان طرواده) لتمرير هذه السياسه.
ما مر للمقارنه والمنهج المقارن
يبيح للدارس والباحث وصانع القرار
وواضعو السياسه العامه والمخططون
الاستراتيجيون والتنفيذيون الاخذ به
عند محاولتهم البحث عن بدائل واختيار
البديل الانسب سواء في محاولات الاصلاح
او التغيير خصوصا في عالم سريع التبدل
والتغيير .

5) تعليق بواسطة :
03-07-2012 02:51 PM

الأستاذة لميس أندوني الأبيّة:

أرجو منك أن تُسامحينني (دنيا وآخره)...؛ إذ قرأت مضمون مقالك الرّائع والذي أفصح وأنصف وسيكون حجّةٍ على كلّ من لا يَرى أو يسمع أو يفهم...


أمّا على ماذا ستسامحينني؛ فإنّني قرأت المقال بعنوانٍ قريب من عنوانك ولو أنّه مُختلف، فقد وددت مطالعته على نيّة العنوان الآتي: اللعبة الخطيرة لقوى (الغيار) العكسي وليس (الشّد) ولكلّ إمرءٍ ما نوى...


لأنّ الشّد يا سيّدتي يعني أنّ الفاسدين يملكون نصف ما يملك الشّعب، وكما ترين نحن لا نملك شيئاً، ولأنّهم هم من يسوق ويتولّى سياقة البلد...؛ فالمنطق يقول بأنّهم هم من يملك التّحكّم بكامل (غياراته) بالإضافة إلى غيار (النّيوترون) وهو أكثرها استخداماً معنا الآن...؛ ألا ترين أنّ البلد تسير على البركة (نيوترون) وطعطعة أعضائه (قايمه)...

ما رأيك لأنّه يهمنا...، والشكر والتّقدير لمثلك واجب علينا...، والسّلام.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012