أضف إلى المفضلة
الخميس , 09 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
الملك يعزي رئيس دولة الإمارات بوفاة الشيخ هزاع بن سلطان آل نهيان الأردن الرابع عربيا في سرعات الإنترنت الطاقة: انخفاض أسعار المشتقات النفطية عالميا الاردن ينجح بالتوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي بشأن المراجعة الأولى رفع التصنيف الائتماني للأردن لأول مرة منذ 21 عاما القوات المسلحة الأردنية تنفذ 7 إنزالات جوية لمساعدات شمال غزة - صور للعام الثالث على التوالي سيدات أردنيات مبدعات يتألقن في سماء ملهمة التغيير حريقان في مأدبا وإربد .. والدفاع المدني يحذر أندية الفيصلي والوحدات والحسين إربد تحصل على الرخصة الآسيوية وفد حماس يغادر مفاوضات القاهرة حول غزة .. ومصر تحذر من الفشل الخصاونة من القاهرة: الملك يعمل على فتح جميع المعابر لتصل المساعدات إلى غزة 4.8 دينار الزيادة السنوية لمتقاعدي الضمان الاجتماعي الأمن يحيل معلمة اعتدت على طالب من ذوي الاعاقة ومديرة مركز إلى القضاء الخصاونة ينقل رسالة شفويَّة من الملك إلى السيسي اجواء خماسينية الجمعة وتحذير من التعرض للشمس
بحث
الخميس , 09 أيار/مايو 2024


اغتيال عرفات.. الجريمة والتواطؤ

بقلم : لميس اندوني
04-07-2012 11:20 PM
لم يكن هناك حاجة لتحقيق استقصائي قام به فريق من شبكة قناة 'الجزيرة' للتأكيد على ضرورة الكشف عن كيفية اغتيال ياسر عرفات، والأدوات التي اسّتٌعمِلَت لقتله- لأن عملية اغتيال قائد تاريخي، بغض النظر عن أي موقف منه، لا يمكن التعامل معها وكأنها حادثة هامشية يتم المرور عنها من دون أية التفاتة حقيقية خوفاً من إغضاب القوى المهيمنة على المنطقة.
لكن ما كشفه التحقيق عن وجود اثار مادة البلونيوم القاتلة على أغراضه الشخصية، من كوفيته الشهيرة، إلى قبعته وفرشاة أسنانه، تدل على عملية تسميم هدفت، لندرة استعمال هذه المادة المٌشعة، إلى إخفاء المسببات، تماما كما كان الحال في محاولة اغتيال خالد مشعل في عمان ، التي كانت قد تٌسَجل كحادثة تسمم غير مفهومة، لو لم يتم القبض على الفاعلين وهم يحاولون الهرب وبالتأكيد العودة إلى إسرائيل، وكأن شيئاً لم يكن.
كان خالد مشعل يسير في أحد شوارع عمان عندما اقترب منه رجال وابتعدوا بسرعة غريبة، مما لفت أنظار رجال الأمن الأردني، الذي كانوا يتابعون تَحرٌكات المسؤول الحمساوي، وتمت المطاردة والقبض عليهم والتحقيق معهم، فاعترفوا بأن احدهم اقترب من مشعل كفاية لخز إذّنِه بإبرة مسمومة، حينها تدخل الملك الراحل وأبلغ إسرائيل أن الأردن ستحجز المجرمين الإسرائيليين حتى تستلم الترياق المضاد للسم المٌصَنَع إسرائيلياً، وبالفعل بعثت إسرائيل الترياق وأفرج عن العمليين الإسرائيليين، ونجا مشعل بعد أن اقترب من الموت كثيراً.
رئيس الموساد السابق ، داني ياتوم اعترف علناً بعد تركه منصبه بفشل العملية وبأنه هو شخصياً اضطر للحضور إلى عمان لتسليم الدواء الشافي من السم الذي لم يكن من السهولة إيجاد أثر له في الجسم لو نجحت العملية، ولاعتٌبِرت أسباب الوفاة مجهولة.
أسوق هذه الحادثة المهمة لأبين بأن موضوع التسميم بمواد نادرة، متوفرة في الطبيعة أو مٌصَنَعة، ليس جديدا على إسرائيل، وفي حالة مشعل بالذات تفاخر ياتوم بالعملية ودافع عنها، ولم يقه تدخل الملك الراحل وبالتالي إفشالها.
سياسة الاغتيال السياسي، أو ما تصفه إسرائيل ' بعمليات الاستهداف المحددة'، بقصد إضفاء شرعية على الجرائم، لست بجديدة وهي نهج دائم وثابت، ضد قادة أو مفكرين كبار مثل وديع حداد، وخليل الوزير وأحمد ياسين، وغسان كنفاني، وخالد نزال وفتحي الشقاقي وماجد أبو شرار وأبو علي مصطفى ، والقائمة تطول وتضم أسماء كبيرة ومناضلين أقل شهرة تجري تصفيتهم ، عن طريق القصف والتفجيرات على أرض فلسطين وخارجها.
معظم الفلسطينيين، وحتى بعض الشخصيات الغربية التي قابلتها ، ليس لديهم أي شك بأن إسرائيل اختارت تصفية عرفات، بالرغم من توقيعه اتفاق أوسلو، وما تلاها من تفاهمات، لأنه في النهاية، لم يوقع على ما دٌعيَ حينها 'بالعرض الإسرائيلي السخي' في كامب ديفيد، والذي تمثل بمحاولة إجبار الفلسطينيين على قبول قيام كينونة ممسوخة وممزقة الأوصال، تسمى بدولة فلسطينية في مقابل التخلي عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين وعن الحقوق الوطنية والقانونية والشرعية لشعب فلسطين في أرض فلسطين التاريخية.
إسرائيل لم تغفر لعرفات بالذات، إذ أنها وقعت الاتفاقيات معه على أمل أن تحظى على توقيعه بتصفية القضية الفلسطينية، وبالنهاية لم يرفض فقط بل قام بدعم وحتى تمويل الانتفاضة الثانية والعمليات الفدائية ضد إسرائيل ، بالتنسيق مع جميع الفصائل بما في ذلك حركة حماس.
القادة الإسرائيليون، لم يخفوا رغبتهم برؤية عرفات ميتاً، وبالذات أريئيل شارون، الذي أصبح رئيساً لوزراء إسرائيل بعد أشهر قليلة من اندلاع الانتفاضة الثانية، وأعلن صراحة عن خطته لقتل عرفات، و حاصر مركز تواجده في مبنى المقاطعة في رام الله، وباشر في دكه بالمدافع إلى درجة اقتربت كثيراً منه ذات ليلة استفزت الفلسطينيين ، بمن فيهم معارضو عرفات إلى الخروج إلى الشوارع ، في جميع أنحاء مدن الضفة الغربية وغزة ، متحدين القصف الإسرائيليين ليمنعوا الجيش الإسرائيلي من ردم مقر القيادة على رأس عرفات ومن معه.
ليلتها لم يكن مهما أن يكون الإ محباً أو كارهاً لعرفات، مؤيداً أو معارضاً له- فالقضية أكبر بكثير، لأن مواجهة وكشف إسرائيل التي لا تعترف بإنسانية كل الشعب الفلسطيني، أهم من الخلافات والاختلافات.
المسألة لم تتغير، فإسرائيل مستعدة أن تتخلص ممن يتفاوض معها أو يعاديها وفقاً لمصالحها، وهذا درس يبدو أن العرب والفلسطينيين الذين يؤيدون استمرار مفاوضات عبثية ومدمرة لم يستوعبوه .في حالة اغتيال عرفات فإن القيادة الفلسطينية متهمة بالتقصير والتخاذل، بطريقة مخزية، لأنه من الضروري ليس الكشف فقط عن المادة التي سٌمِمَ بها عرفات بل أيضاً عن المتعاونين ، أو حتى الخونة ، الفلسطينيين، أو أياً كانوا الذين شاركوا بتنفيذ الجريمة.

(العرب اليوم)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012