أضف إلى المفضلة
الخميس , 09 أيار/مايو 2024
الخميس , 09 أيار/مايو 2024


هؤلاء .. من أين هبطت عليهم "الثروة"؟

بقلم : حسين الرواشدة
05-07-2012 12:26 AM
السؤال الاهم عند الناس من اين جاء بعض المسؤولين بهذه الثروات والبيوت الفارهة؟ أهبطت عليهم من السماء؟ كيف يمكن ان تقنعني بأن الدولة بكل ما توفر لديها من اجهزة رقابة واستشعار عجزت عن “رؤية” احدهم وهو يصبّ مئات الالاف من الدنانير في “حساباته” البنكية، او وهو يباشر بناء “قلعته” المحصنة المنيفة؟ لا اعرف.

هذه عينة من الاسئلة التي خطرت الى بالي حين قرأت على مدى الايام الماضية مداولات محاكمة مسؤول، سابق لا يعني –بالطبع- ان ادخل في تفاصيل القضية، ولكن يمكن ان اشير الى مسألتين: اولاهما اننا امام “نموذج” صارخ لغياب الرقابة والمتابعة (دعك الان من المحاسبة)، فلو كان لدينا ما يلزم من تشريعات “للنزاهة العامة” ومؤسسات فاعلة تفتح عينيها “ضميرها ان شئت” على اداء المسؤولين مهما كانت مواقعهم لما تفاجأنا بهذه “الحقائق” المفزعة التي تعبر بصورة او بأخرى عن حجم “الفساد” الذي تغلغل داخل مؤسساتنا لدرجة دفعت الموظفين الصغار الى “التمادي” في النهب بحجة ان من اعلى منهم في المسؤولية ينهب اكثر منهم.

اما المسألة الاخرى فتتعلق بكيفية ادارة “الاموال العامة”، لا اتحدث هنا عن الموازنة واصولها، ولا عن التبذير في الانفاق، وانما عن قائمة طويلة من الاعطيات والهبات “والدفوعات” الشخصية لغايات معروفة احيانا وغير معروفة احيانا اخرى، ومع انه يفترض ان كل قرش يصرف من المال العام يستند الى “آلية” واضحة في الصرف، ويذهب الى عناوين “مؤسسات” لا جيوب اشخاص، فان ما جرى في بلادنا –للأسف- كان بعكس ذلك تماما.

بالعودة الى موضوع “ثراء” بعض المسؤولين المفاجىء الذي لا يتناسب مع حجم “الرواتب” التي يتقاضونها، يمكن ايضا ان نشير الى ثلاث ملاحظات: اولاها اننا شهدنا في المرحلة الماضية طبقة من السياسيين الذين ارتبطوا “بالبزنس” سواء قبل الوصول للمسؤولية او بعدها، وهؤلاء استطاعوا بشطارتهم ان “يستغلوا” مواقعهم لممارسة اسوأ انواع التجارة، ولو دققنا في الوظائف التي تبوأها هؤلاء –بحكم مناصبهم- لفهمنا كيف جرى استثمار الوظيفة بطرق غير مشروعة للحصول على المزيد من المال.

الملاحظة الثانية ان الكثير من “المشروعات” الكبرى التي ارتبط انشاؤها تارة بالخصخصة وتارة بأسماء معروفة، وخصص لها مئات الملايين من الدنانير، جرى تجييرها لحساب هذه الطبقة، سواء من خلال “العمولات” او “الاستشارات” او الوظائف، ولأن “الفساد” كفعل لا اخلاقي اصبح مبررا ومشروعا، لا بل “قيمة” للشطارة، وجد هؤلاء “فرصتهم” في تحقيق اكبر ما يمكن من “ثروات” بأقل ما يمكن من زمن.

اما الملاحظة الثالثة فهي ان “التواطؤ” المكشوف على “دفن” كل مشروع قانون يتعلق بمعرفة مصادر “الثروة” ابتداء بتشريع “من اين لك هذا” الى تشريع “اشهار الذمة” هذا التواطؤ بعث برسالة قوية الى البعض بان الطريق نحو “الاثراء” غير المشروع ما زال سالكا، وبأن من يشكو بأنه خرج من “وظيفته” فقيرا فعليه ان يتحمل مسؤولية “نظافته” ويقبل نصيبة الذي اختاره لنفسه “تصور!”.

اذا اردنا ان نقرأ “محاكمات” بعض المسؤولين في بلادنا بعيدا عن “الشخصنة” فمن واجبنا ان ننتبه الى ان ما نراه ليس الا “نموذجا” لحالة عامة، فكم في بلادنا من “اثرياء” هبطت عليهم الثروة من برشوتات “المنصب” العام، وكم لدينا من شواهد على “غياب” مؤسساتنا عن مهمة المراقبة والمتابعة وكشف طوابق “الفساد” وكأن “عيوننا” اغلقت تماما عن رؤية هؤلاء وهم يسرقون ويعبثون بالمال العام.

من حسن حظ الناس في بلادنا انهم يعرفون بعضهم تماما، ولو سألت اي مواطن عن اي مسؤول لسرد لك على الفور تاريخ اجداده وآبائه واوضاعهم الاقتصادية.. اما من اين جاء بهذه “الثروات” مع ان كل ما حصل عليه من رواتب لا يكفي لشراء شقة متواضعة في عمان.. فما المسؤول عنه بأعلم من السائل.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-07-2012 01:27 AM

ماذا تم بشان المعاني و لماذا و لمصلحة من طويت صفحته؟؟؟؟؟و من هو الداعم لذلك؟؟ اعرف ياشاطر

2) تعليق بواسطة :
05-07-2012 09:00 AM

كل مسؤول اردني يهم بالسرقة يتلفت حواليه قبل ان يقدم على فعلته ,فاذا وجد من حوله نائمون اومن فوقه غير مبالين او هم مشغولون بسرقاتهم فانه هو يطمئن ويقوم بالسرقة باعصاب باردة , هذا ماحدث في الاردن وانطبق علينا قول علي الى عمررضي الله عنهما ( عففث فعفوا ولو رتعث لرتعوا)والذي حدث ان من هم فوق رثعوا كثيرا فرتعت الرعية, شكرا يااخ حسين الرواشده .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012