أضف إلى المفضلة
الخميس , 09 أيار/مايو 2024
الخميس , 09 أيار/مايو 2024


غرايبة: ليست مسألة "صقور وحمائم"

بقلم : د. رحيّل غرايبة
05-07-2012 01:27 AM
نشرت صحيفة الرأي الاردنية خبراً منسوباً الى السيد خالد مشعل، بعنوان: انّ المشكلة بالاخوان انتقال التشدد الى صفوف الحمائم، وأنّ ذلك سببٌ في إعاقة اتخاذ القرار داخل الجماعة بالمشاركة في الانتخابات، اذ أنّ 'الحمائم' لا يريدون المشاركة بينما 'الصقور' يريدونها، ولم تتأكد صحة هذا الخبر، ولكن ما ينبغي توضيحه في هذا المجال أنّ وصف ' الحمائم والصقور' وصف غير صحيح، ولا يمت للحقيقة بصلة، ولا أدري من أين جاء هذا التوصيف، والمشكلة أنّ بعض الأشخاص صدقوا أنفسهم أنهم صقور، ومضى بالتمثيلية الى آخرها؛ من أجل كسب الشعبية والتلاعب بعواطف الشباب.
ليس هذا هو المهم، بل المهم أن هناك اختلافا بين فريقين في ترتيب أولويات العمل لدى التنظيم، وهذا الاختلاف لم يعد محصوراً في الصف القيادي الأول في الجماعة، بل تعداه الى الصف الثاني والثالث حتى وصل الى القاعدة العريضة، ولم يتم حسم هذا الموضوع بشكل حقيقي وقاطع، رغم الجهود الكبيرة التي بذلت خلال السنوات السابقة، والتي أثمرت عن توافق نظري مكتوب على الورق ومبرمج على شكل خطط وبرامج، لكن تنفيذه على ارض الواقع كان وما زال صعباً.
هناك فريق يرى الاولوية لمشروع القضية الفلسطينية، بمعنى أن يكون التنظيم مسخراً بمعظم طاقاته وقواه خدمة لهذه القضية وكل ما يتصل بها، وكيفية خدمة هذا المشروع يرتبط بالتأكيد باصحاب ' السيادة الشرعية' عليه، الذين أصبحت حاجتهم الى 'الساحة الاردنية' أكثر ضرورة في ظل الأوضاع السياسية على مستوى الإقليم. في المقابل هناك فريق يرى أن الاولوية ينبغي أن تكون لمشروع الإصلاح الوطني، وأنّ نجاح هذا المشروع سيصب حتما في مصلحة مشروع القضية الفلسطينية باعتبارها مسألة أمّة عربية وإسلامية وليست مسألة فلسطينية أو فصائلية، وهذا يؤكد أنّه لا حاجة للتناقض المصطنع.
إنّ الاختلاف في موضوع المشاركة في الانتخابات البرلمانية ليس خاضعاً لمنطق التشدد والتساهل، أو منطق 'الصقور والحمائم'، وإنّما ينطلق من خدمة 'المشاركة في الانتخابات' لمشروع الإصلاح الوطني، وكم تكون هذه المشاركة بمثل هذا الظرف والشروط المفروضة على المسار الاصلاحي وسقوفه، مفيدة أو معيقة للمشروع، وأيضاً كم تكون هذه المشاركة مؤثرة في زخم الحراك الشعبي وقدرته على انتزاع اصلاح حقيقي يلبي رغبة الشعب الاردني بالانتقال بالدولة نحو عتبة الديمقراطية الحقيقية المتمثلة بتمكين الشعب الاردني من اختيار حكومته رئيساً وفريقاً من خلال صناديق الاقتراع النزيهة، وانتخابات برلمانية على أسس برامجية وتكتلات سياسية.
على هذا الأساس: يستطيع المراقب أن يفسر المواقف السياسية، ويفسر ما يجرى على الساحة الاردنية المحلية من لقاءات واستقبالات ومحادثات، وتقاطعات وتقريب واستبعاد لاشخاص وقيادات، وعلى هذا الاساس، يتم قراءة وفهم التصريحات والبيانات.
إنّ المطلوب هو البعد عن منهج الاستغفال، والتزام منهج الصراحة والشفافية بالافكار والطروحات، من أجل التعاون على حل المشكلات بطريقة منهجية علمية، واذا بقينا مستمرين بالاصرار على اخفاء معظم الحقيقة، والاستمرار بالمنهج القائم على الاستخفاف بالطرف الاخرعن طريق الاستعانة بالأغلبية الضئيلة فلا بد عند ذلك من استخدام مشرط الطبيب.


(العرب اليوم)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-07-2012 01:31 AM

هل من المعقول يا شيخ ارحيل انه لا توجد مثل هذه التسمية؟؟ اشك. ابو فارس و همام اليسواقادة الصقور و اسحق الفرحات للحمائم؟؟ نكذب على بعض

2) تعليق بواسطة :
05-07-2012 04:29 AM

قراءة الاخ خالد مشعل ليست دقيقة وليست بمكانها وهي تستند لعلاقته الشخصية مع بعض الاصدقاء المحدودين. ومن ناحية براجماتية يحاول مشعل مبدئيا كسب موقف الحكومة الاردنية وزحزحتها عن تاييدها المفرط وغير المحدود لسلطة رام الله، واعتقد انه قد نجح مبدئيا بذلك مالم تتدخل اسرائيل لاحقا وتفسد ذلك بجرة قلم.
اما بالنسبة للقاء المشايخ مع مدير المخابرات وليس مع رئيس الوزراء فانت تعلم يا دكتور ان ذلك جاء اختصارا للوقت ، والراجماتية تتطلب ان تلتقي مع صاحب القرار ومن يحل ويربط، وانت اول العارفين ان دولة السيد الطراونة هو خارج الشبكة تماما وربما يكون غير معني بشؤون الامن ، وهو مرتاح لذلك، وقد اعلن انه على استعداد للقبول بان يكون رئيس وزراء لمدة ربع ساعة فقط، وربما يسعى الرجل لدخول موسوعة جينتس في ذلك.
المهم هو ماثسفر عنه اللقاء والمهم ايضا هو معرفة فيما اذا كان الحمائم والصقور يتقاسمون المعلومات، ام ان الحمائم تنتظر مايرشح بوسائل اخرى، وهذا مهم جدا بالنسبة لحركة تطمح لتشكيل حكومة في المستقبل، هل هناك مؤسسية ام هناك شخصنة للامور.

3) تعليق بواسطة :
05-07-2012 04:41 AM

المطلوب هو البعد عن منهج الأستغفال والتزام منهج الصراحه والشفافيه بالأفكار والطروحات وعدم الأصرارعلى إخفاء معالم الحقيقه وإلا فلا بد من مشرط الطبيب .....هذه العبارات هي اخر ما ورد في مقالتك ياشيخ وهي جميله جداً بالمناسبه فلا يصدر عنكم إلا الجميل أما الأفعال هذا موضوع اًخر وأنت يا شيخ تنفي وجود الحمائم والصقور وتعود بالنهايه للحديث عن مشرط الطبيب أوالجراح فلماذا المشرط والجراح طالما لا يوجد صقور ام ان المشرط يراد به شيئ أخر ؟؟انتم تتلاعبون كثيرا مره اجتمعتم بالمخابرات ومره بالديوان الملكي ومره مع حماس وكل شيخ بصرح شيئ مختلف عن الأخر وتنقون هذا وتؤكدون ذاك وبالنتيجه خطه ملعوبه لا تخفى الا على الاغبياء

4) تعليق بواسطة :
05-07-2012 08:24 AM

المشكله لاتكمن بإستعمال مثل هذه المصطلحات المختلقه وإنما بإستغلال الدين للوصول لأهداف سياسيه شموليه إقصائيه..!

5) تعليق بواسطة :
05-07-2012 09:02 AM

أ.د. رحيل الغرايبة شخصية وطنية مخلصة لا يزايد عليها أحد , وأحد أعلام الحركة الإسلامية الجامعة بين العلم الشرعي والسياسة , وما يطرحه هنا هو حقيقة ما يجري داخل التنظيم فهو اختلاف أولويات بين من يقدم الهم الوطني الداخلي على الهم الفلسطيني المتعلق بالقضية الفلسطينية , ومستعد لغض النظر عما يجري داخليا من فساد وترد إن أتيحت له الفرصة لخدمة القضية , , ألا ترى تصريحات خالد مشعل وانزعاجه من موقف بعض رموز الإخوان من الوضع الداخلي وإصرارهم على مقاطعة الانتخابات إن لم تجر إصلاحات حقيقية , فمشعل لا يهمه الداخل الأردني ولكن الذي يهمه موقف النظام الأردني من حركة حماس في صراعهافي الميدان السياسي .......

6) تعليق بواسطة :
05-07-2012 12:00 PM

صدق الدكتور وبناء عليه لو كنت مسؤلاً في النظام لدعمت "اصقور" على حسبا الحمائم حيث تبت شرعاً وبالبينة القطعية أن تركيز الصقور هو على ملف القضية الفلسطينية وهو باعتقادي لا يشكل أدنى خطر على النظام لأن هذا الملف وتركيز الصقور –ومن قبله السلطة الوطنية والحالمون بحل للقضية في القريب العاجل- هو صرخة في واد.

أما الحمائم فهم يريدون إصلاح النظام –عن جد- ودون ذلك خرط القتاد كون ذلك يشكل الخطر الحقيقي على الوضع القائم باعتقادي ودمتم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012