أضف إلى المفضلة
الخميس , 09 أيار/مايو 2024
الخميس , 09 أيار/مايو 2024


احذروا "دولة الإخوان"!

بقلم : د.محمد ابو رمان
05-07-2012 11:59 PM
ثمة مخاوف وهواجس مبالغ فيها لدى نخب اجتماعية ليبرالية ومسيحية من وصول الإسلاميين إلى السلطة في دول عربية عدة؛ إذ يتم تصوير الأمر وكأنّ الإسلاميين سيحكمون الناس باسم الدين بالحديد والنار، ولسان حالهم 'احذروا دولة الإخوان'!بالضرورة، ثمة مبررات مشروعة لهذه الهواجس من نماذج إسلامية حاضرة في طهران وأفغانستان-طالبان، وحتى بعض الممارسات في غزة، وفي السعودية، تُظهر تناقضاً جوهرياً بين الحكم الإسلامي والقيم الديمقراطية، وبصورة أساسية الحريات الفردية وحقوق الإنسان.. إلخ.إلاّ أنّ إسقاط هذه 'النماذج' على التجربة الجديدة في الربيع العربي بمثابة تجاهل وتجاوز للشروط الموضوعية المختلفة التي أنتجت صعود الإسلاميين حالياً، والتي تشكّل بحد ذاتها قيداً مهماً وضمانة صلبة للمسار الديمقراطي الجديد.في الربيع العربي، نحن لا نتحدث عن دولة الإخوان أو دولة الإسلاميين التي جاءت بثورة أيديولوجية أو بصراع عسكري، بل عن دولة ديمقراطية بثورة ديمقراطية قام بها الناس، وما يزالون يدافعون عنها، والإخوان هم فقط حزب سياسي من بين الأحزاب المتنافسة، يمتلكون اليوم الأغلبية، وغداً في المعارضة!المفارقة أنّ أصحابنا ما يزالون يطرحون أسئلة بدائية عن التزام الإسلاميين بالديمقراطية تم تجاوزها حتى لدى الباحثين الغربيين، الذين كانوا أول من طرحها، مثل: هل يلتزم الإسلاميون باللعبة الديمقراطية في حال وصلوا إلى السلطة؟ وهو تحصيل حاصل، فهم يعلنون التزاماً كاملاً بمضامين اللعبة السياسية وبالتعددية وتداول السلطة، فضلاً عن أنّ الشارع هو من يحدد اليوم من سيأتي ومن سيغادر؛ فصندوق الاقتراع هو الحكم، وليست الانقلابات العسكرية أو الصراعات الدموية!ما هو أهم من ذلك أن ندرك حجم التحولات الفكرية- الضمنية لدى الإخوان وأشقائهم من الإسلاميين. ويظهر ذلك في خطابهم السياسي؛ إذ لم يعودوا يتحدثون عن إقامة دولة إسلامية- كما هي الحال في أفكار سيد قطب والمودودي والنبهاني وغيرهم، بل عن دولة ديمقراطية مدنية، واحترام الدستورية والتعددية السياسية وتداول السلطة وحقوق الإنسان والحريات العامة، وهي مفاهيم كانت قبل عقد من الزمن موضوعاً جدلياً داخل الإخوان، وأصبحت حالياً أشبه بالمسلّمات لدى جيل الشباب والقيادات الجديدة، باستثناء بعض القيادات القديمة المحافظة.يمكن ملاحظة حجم التخويف والأوهام التي تنسج حول الإخوان من تصريحات د. محمد مرسي، إذ تحدث الرجل بمنطق المواطنة ودولة القانون والمؤسسات والعلاقة الوطيدة مع الأقباط، واحترام حقوق الإنسان. وهو خطاب شد انتباه المراقبين والمعنيين، بما حمله من ضمانات ولغة تصالحية وطنية واضحة تجاه الجميع، بخلاف محاولات الشيطنة والتخويف التي بذلها المركز البيروقراطي الأمني من الجماعة خلال التحضير لجولة الإعادة!المشروع السياسي للإخوان في مصر وتونس والمغرب اليوم بات مختلفاً عن العقود الماضية؛ فهم تحوّلوا – عملياً- إلى أحزاب سياسية برامجية، على غرار الأحزاب المحافظة في الغرب، وهم في طريقهم إلى تكريس ذلك فكرياً وأيديولوجياً، كما حدث في تجربة 'العدالة والتنمية' التركي، بعد أن يستقر المسار الديمقراطي!في المحصلة، الخشية مستقبلاً ليست من المشروع السياسي للإسلاميين، فهم جزء من النسيج الاجتماعي، وفي أغلب الدول العربية تعكس الأحزاب الإسلامية الديمقراطية اتجاهات في الطبقة الوسطى المحافظة ومصالحها السياسية والاقتصادية.الخشية الحقيقية هي من 'المعسكر البيروقراطي الأمني'، الذي استخدم سابقاً فزّاعة الإسلاميين لفرملة المسار الإصلاحي، ويريد اليوم الاستمرار في العزف على الأسطوانة المشروخة نفسها، لكن بعد أن ملّت الناس من سماع هذا اللحن المزعج، فهم ما يزالون يحلمون بإيقاف حركة التغيير، واغتيال الحلم الديمقراطي في الشارع العربي!m.aburumman@alghad.jo

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
06-07-2012 02:25 AM

We judge by model and our model is Ministry of education which was given by His Late Majesty King Husain to Muslim Brotherhud to run it their way,so what did we get...!!!!...nothing better or promising at all....!!!!...o

2) تعليق بواسطة :
06-07-2012 12:50 PM

واغتيال الحلم الديمقراطي في الشارع العربي! يا دكتور "اركب " في قطار الاخوان في الدرجة التي يحددها الكمسري ,يبدو ان حلم لورنس سيتكرر مئة سنة قادمة !! هذا كابوس غير حضاري وقروسطي يا دكتور ,العالم يسافر الى المستقبل والعربان الى الخلف !!

3) تعليق بواسطة :
06-07-2012 12:52 PM

يبدو انك يا عزيزي د. ابو رمان لست على اطلاع على ما فعلته تجربه الاسلاميين في حكم تركيا. ولمعرفة ذلك عليك الذهاب الى تركيا والتحدث الى الشعب وبلغته لتعرف اكثر. الواقع يقول ان الحكم الحالي افاد البلاد اقتصاديا لان ذلك كان لازما ليبقى الحزب في السلطة اطول فترة ممكنه ليتمكن من تنفيذ مخططاته والتي بدأت بالاكتمال الان. فقد إحتكرت الجماعة (لاحظ اني لم اقل حزب) وسيطرت على مرافق حيويه عدة اهمها الاعلام والعطاآت العسكرية لا بل وسيطرت على الجيش نفسه وهذا ما بدأ منذ ستينات القرن الماضي حين انشأ سليمان ديميريل ثانويات الامام الخطيب، وهو أي ديميريل الذي عنده ثأر مبيت مع الجيش الذي اطاح بحكمه ثلاث مرات.
فالاسلاميين لا يزالون ينظرون للسلطه على انها حرب، ****والحرب خدعه ****، وغايه لتنفيذ معتقداتهم التي عفى عليها الزمن وهي الثابته لا تتغير في الزمان والمكان وكأن ما يصلح في بلاد الواق واق يصلح في الاردن أيضا وبنفس الشروط. أليس هذا قمة الرجعيه ؟؟

4) تعليق بواسطة :
06-07-2012 01:05 PM

ملحوظة للمغترب 1 , في المؤتمر التربوي الاول عام 89 تبين بؤس حال التربية والتعليم فلسفتها من فكر ابن تيمية بينما فلسفة الحكم معتزلة (رأي سلطان الحطاب)تبين انه لا علاقة بين محتوى المناهج الاجتماعية وتاريخ وجغرافية الاردن ,وتبين ان المعلم (يؤدلج) على (خاطره )وهنالك مناهج موازية وليست رسمية والمقام لا يسمح بالشرح, مجيءالدكتور اسحق الفرحان منذ 1974 كرس تقديم فكر جماعة سياسية معينة وفي سبيل ذلك كانت الثقافة والانشطة الامنهجية متباينة على غير ما تقره المناهج الرسمية وعندما نصح خبراء البنك الدولي بان يتم دعم الانشطة حسب المناهج الرسمية الكل اتهمهم بالتدخل !! بينما لم يتحتج هؤلاء (الجماعة)عندما تدخل البنك بتسعير (الهواء والماء ..) العمل البني على النظرية الخطأ خطأ , نحن نريد نتشارك في الحياة ولا نريد تقاسم الجنة والنار !!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012