أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 07 أيار/مايو 2024
الثلاثاء , 07 أيار/مايو 2024


العنف الطلابي يعكس حالة الدولة والمجتمع

بقلم : طاهر العدوان
12-07-2012 12:45 AM
ما حدث في الحرم الجامعي في مؤتة حدث ويحدث في الجامعات الاخرى، خاصة الحكومية، الظاهرة ليست وليدة اليوم، المشاجرات الطلابية التي ترفع فيها ألوية الحمايل والعشاير اصبحت جزءا من ثقافة مجتمعية نرى مظاهرها في الاحياء والمدن والأرياف سواء هناك جامعات ام لم يكن، ومجتمع هذه هي صورته كيف له ان يصبح مجتمعا مدنيا ! وعلى اي اساس يطالب بدمقرطة النظام اذا كانت الولاءات العشائرية الضيقة والهويات الفرعية اهم من الولاء والانتماء الوطني ! الديموقراطية تقام من القاعدة الى القمة والمجتمع المدني هو الذي يبني نظام العدالة والقانون.
يجب ان لا نضع اللوم على الطلبة فقط، العنف الجامعي هو ثمرة سياسات وعادات اجتماعية خاطئة مستمرة منذ عدة عقود. الحكومات بنت الجامعات في كل محافظة وحتى في الاحياء وعلى جوانب الطرق الخارجية، معظم هذه الجامعات بني تلبية لمطالب جهوية وليس في اطار الحاجة الوطنية في تنمية الاقتصاد والمجتمع بهدف اقامة الدولة الحديثة.
هذه او تلك من المحافظات تغار من المحافظة المجاورة لها لان فيها جامعة فتأتي حكومة تبحث عن الرضى فتلبي طلبها، على طريقة ( جامعاتنا عزوتنا)، بالنتيجة اصبح المجتمع الطلابي داخل الجامعة امتدادا للمجتمع العشائري حولها، بسلبياته وليس بفضائله التي فاخر بها الاردنيون، تلك العشائرية التي انصهرت في الجيش العربي وانخرطت في بناء الدولة من نقطة الصفر.
قبل عشر سنوات كتبت معترضا على اقامة جامعة شاملة لكل التخصصات في معان عندما قررت الحكومة البدء بإنشائها، طالبت بان تكون الجامعة ذات تخصص او اثنين، ان تكون جامعة لتكنولوجيا المعادن والمصادر الطبيعية لانها تقع بالقرب من مصادر الفوسفات والبوتاس والنحاس الخ، جامعة شبيهة بكلية المعادن والثروة البترولية التي أقامتها السعودية في مدينة الظهران عاصمة النفط السعودي والتي هي الان من اشهر الجامعات في الشرق الاوسط.
فكرة اقامة الجامعات على قاعدة التخصص ومن وحي البيئة الطبيعية والاقتصادية من حولها لها فوائد جمة اهمها جذب الطلاب من مختلف أنحاء المملكة ومن العالم العربي من حولنا الذين يرغبون بدراسة الاختصاص الخاص بالجامعة المعنية مما ينشئ فيها بيئة اجتماعية متنوعة ومتعددة تغذي عقول الطلبة وتوسع مداركهم وخبراتهم الاجتماعية والفكرية.
كما انها ترفد المجتمع المحلي من حولها بالتنوع الثقافي والاجتماعي الذي يحمله الطلبة من باقي المناطق والمدن الاردنية.
عندما يقضي اغلبية الطلاب في المحافظات حياتهم الدراسية من الابتدائي الى الجامعي في نفس المدينة او المنطقة فانهم يظلون أسرى لبيئتهم الخاصة، حيث اصبحت الجامعات مثل المناطق الصناعية في المحافظات التي لم تنجح في خلق صناعات جدية ولا هي حلت مشكلة البطالة.
انشاء الجامعات امر مهم لكن توزيع التخصصات عليها كان أجدى وأنفع للدولة والمجتمع لان من شانه لوحدث أن يخلق حالة من التبادل الطلابي عبر المحافظات ومع العاصمة والمدن الكبرى.
البحث في مسألة العنف المتفاقمة في الجامعات تحتاج الى حلول جذرية، لكن قبل ذلك ان تكون هناك مصارحة وشفافية عند البحث في أسبابها ومن يتحمل مسؤولياتها، مثل الاعتراف بأن السياسات الرسمية والأمنية في التدخل بالنشاط الطلابي تحت شعارات التصدي للأحزاب والانتماءات السياسية، الاسلامية واليسارية وغيرها، قد اعتمد على تنمية النزعات العشائرية والإقليمية والجهوية، اي تنمية الهويات الضيقة على حساب الهوية الوطنية الجامعة.
فتحولت الجامعات من مراكز لتنوير وتطوير ثقافة المجتمع الى مصنع لإعادة انتاج عادات اكل الدهر عليها وشرب. وأخيرا أتساءل: اذا كنا بالفعل نفخر بالعشائرية ونمجد قيمها النبيلة، فلا عشائرية بدون وجود وجوه لها يحترمهم الصغير قبل الكبير اين هؤلاء في مواجهة ظاهرة العنف بين صفوف أبنائهم ؟

(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-07-2012 04:05 AM

وجهاء العشائر المحترمون القادرون على ضبط الامور غير موجودين، وقد اكلتهم الحكومات المتعاقبة اكل عزيز مقتدر، لانهم كانوا غير مستعدين للمجاملة والنفاق وتغيير الترار والاتجاهات حسب المزاج الحكومي ورموز الفساد، وتم احلا ل طبقة ممسوخة تماما من الانتهازيين والحرامية والنصابين والافاقين، وهؤلائ على استعداد لمسايرة ركب التزلف والنفاق والفساد، ويقوم الحكام الاداريون بالمحافظات على تنفيذ هذه السياسة لمسخ المجتمعات المحلية وتزوير الهوية الاردنية.
ان الشيخ الحقيقي للعشيرة او المنطقة او رئيس البلدية ، والذي تسمع كلمته، يدفع مباشرة ثمن مواقفه المشرفة،حيث تقوم (الجهات المختصة) فورا وبالتنسيق مع المحافظ للايعاز لاحد الافاقين وتعطيه ثمن بدلة اوقمباز وتبدا بتوجيه الدعوة له لحضور المناسبات، واطلاق كلمة شيخ عليه ويتم ذلك دوما بالتنسيق مع مستشارية العشائر والحكام الاداريين!!! واذا ما ذهبت لمكتب احد الحكام الاداريين لطرح قضية او موضوع يهم المنطقة تجد مكتبه يغص بهؤلاء الافاقين والمنافقين والذين تمت صناعتهم في العقد الماضي لخدمة مرحلة التزوير والفساد. والان عندما تقع المشاكل ونجد المجتمع بحاجة لشيخ او وجيه حقيقي يساعد بحل مشكلة ومسموع الكلمة.... لانجد احدا 

2) تعليق بواسطة :
12-07-2012 09:27 AM

المشكلة ليست تربوية، وليست أمنية، وليست أكاديمية، وليست سياسية. المشكلة الرئيسيه والتي تشكل 90% من أسباب العتف الجامعي تكمن في حالة التناقض الثقافي الذي يعيشه الطالب، حيث هناك فرق شاسع بين البيئة الثقافية التي يعيشها الطالب في قريته أو حيه السكني والبيئة الثقافية للجامعة التي صممت على أسس ثقافية أجنبية.

الحل يكمن في الحد من الإختلاط بقدر الامكان والزام جميع الطالبات بالحد الأدنى من لباس الحشمة. أما باقي الأسباب فهي فرعية وليست جذريه. وهذا هو رأي أغلبية الطلبه.

لكن هذا الحل الوحيد لا يمكن تطبيقه طالما بقينا مرهونين بالمساعدات الأمريكية والغربية لأنها تشترط السماح الفساد الأخلاقي على الطريقة الأمريكية لضمان اعطاء المنح المالية.

رغم ذلك أنصح بتطبيق ما أشرت إليه، لأنه يهدد الأمن الاجتماعي بطريقة خطيرة، ويؤثر على أكبر قطاع اجتماعي واقتصادي لبلدنا الأردن العزيز.

3) تعليق بواسطة :
12-07-2012 12:41 PM

*-اقتباس ((ومجتمع هذه هي صورته كيف له ان يصبح مجتمعا مدنيا ! وعلى اي اساس يطالب بدمقرطة النظام اذا كانت الولاءات العشائرية الضيقة والهويات الفرعية اهم من الولاء والانتماء الوطني ! الديموقراطية تقام من القاعدة الى القمة والمجتمع المدني هو الذي يبني نظام العدالة والقانون)) !!!!!
*- هذه الجدلية الكلاسيكية و الاسلوب اللااكاديمي التي تقلب بها المعايير التقييمية للمجتمع استخدمت في السابق و اللاحق و على اسس غير رتيبة لاهداف غير سليمة , وتفنيدها بسهولة كالاتي :
1- الصبغة المجتمعية الغالبة او السلوك الفئوي المحدود لا يطلق حكما عاما على حق انساني فطري !! الديمقراطية بعيدة كل البعد عن هذه الحوادث و حشرها هنا هو لغايات اما غير سليمة تهدف الى التشويش الحقوقي او نابعة عن حكم سطحي ركيك لا يليق بدكتور و يغلب على هذا الحكم الاستعجال او الانطواء تحت منطق بعض العوام .
2-في ساحل العاج 33 جماعة مسلحة و في نيجيريا اضطرابات عرقية و طائفية , و في جنوب افريقيا 200 منظمة مافيوية لكنها لم تمنع ابدا الديمقراطية !!! وللعلم فان هذه المجتمعات هي مجتمعات قبلية و افريقية فقيرة امية !! لكنها تتمتع بالديمقراطية و جهود التنمية فيها حثيثة و تشكل البرنامج السياسي التنافسي لجميع المرشحين .
3-كلنا نعرف من دمر الثقافة الاردنية و من حاصص بين العشائر و جعل لها تفرقة و صفوة و مشارك او مآخي مركى في المضافات السلطوية, سلاح التفرقة العشائرية كان بيد النظام منذ 80 عاما و هذه هي الثقافة التي اشبع بها الشعب الاردني و النظام هو الذي دمر الثقافة الوطنية و اختزلها بشخص النظام و انكر الشعب و جعل منهم غوغاء !!! اذا كيف تعيب مثلبة في شعب اصلا هي كانت ميزة بيد النظام و هو الذي بذر فيها سماداً !!
5- المجتمع المدني الاردني كان موجودا قبل عام 1921 و التاريخ يشهد على ذلك فالبلقاوي كان يجلس مع الجنوبي و العشائر كانت متعاضدة و مؤتمر ام قيس كان يجمع كل مكونات الشعب الاردني , وانت تعرف ان البناء المجتمعي لا ينفصل عن البناء المرحلي التاريخي , ففسر لي كيف انقلب التطور التاريخي الى تخلف اجتماعي في فترة الملكية ؟؟!!! اذا كنت مؤمنا بجملة ان البناء يبدا من تحت !!
6- ما حصل و يحصل في جامعاتنا من مشاكل ما هي الا ممارسات سلبية لضحايا هذه الثقافة التي بناها النظام , وانا هنا لا ابرئ العائلة او المجتمع على العكس فالرضوخ و الخنوع و القبول بالثقافة النمطية المجتمعية هي تسهيل لاسلوب النظام في تكسير روابط المجتمع الاردني و خصوصا في صفوة الاماكن و هي الجامعات ! وانا اعتقد ان من يريد ان يبتعث ابنه الى الجامعة فعليه ان يعلم ان الجامعة هي مركز علمي و منطقة محرمة على سفائف الامور ,
7- الصدمة او الانتقالية المفاجئة لكثير من مكونات المجتمع الاردني المحافظة الى بيئة جديدة مفتوحة تتمثل في الجامعة هي من اساسيات التصادم العنفيء في هذه الجامعات و الحل ليس شرطا بعدم الاختلاط انما بنقل الثقافة المتسامحة المجتمعية من القرية الى الجامعة , فانا مثلا اذا انقطعت بالطريق جراء تعطل سيارتي اقسم ان اغلب الشباب الذين قامو بالعراك داخل الجامعة سيهبون لمساعدتي , اذاً نقل المحاسن من المجتمع الى الجامعة فقط .
8- انا اتحفظ على دور الاحتواء السياسي و الفكري المثبط لشيوخ العشائر لكن اشدد على دور التوعية الاخلاقية الحقيقي , مع اقتناعي الشديد بانقراضية هذه الفئة منذ 1955 .

4) تعليق بواسطة :
12-07-2012 02:59 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

أستغرب أن يقوم أحدا بلوم الطلاب الجامعيين في مشاجراتهم. هل ما يجرى بمجلس النواب الأردني أقل بشاعة مما يقوم به الطلاب؟ هل ما يبثه التلفزيون عن النقاشات الديموقراطيه التي تنتهي بإستعمال او إشهار الأسلحه الناريه أكثر حضارة مما يقوم به الطلاب؟ كم كان معيبا أن نري ذلك على شاشات التلفزيون الأمريكي. قبل أن نلوم أبناؤنا، علينا أن ننضر بالمرآه ثم نراجع أنفسنا، لأن ما نراه هو أنتاجنا جميعا. وهل يلام الطالب الذي يري نفسه يعيش بدوله عنجهيه فلا قانون يطبق ولا أسس عمل أو إداره؟ أبناؤنا يرون أنفسهم يعيشون بحارة كل من إيده إله ويتصرفون بناء على ذلك. أذا كان في البلاد رجل واحد فوق القانون فمن البديهي أن نري آلاف الرجال يحذون حذوه ويتعاملون مع الآخرين وكأنهم فوق القانون. حمى الله الأردن وطنا وشعبا وملكا.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012