أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024


إلى "الضمائر الحيّة" فقط!

بقلم : د.محمد ابو رمان
13-07-2012 01:20 AM
'من غدٍ سأصطحب ابنتي اللتين تدرسان في جامعة مؤتة، وأقف أحرسهما ومعي بندقيتي. لم أعد آمن عليهما مما يحدث'. هكذا صرّح أحد أولياء الأمور، وهو ينتظر –مع بقية الأهالي- بقلق خروج ابنتيه من الجامعة، على إثر مشاجرة عشائرية كبيرة استُخدمت فيها أنواع الأسلحة المختلفة، وأحرقت منشآت الجامعة، وتحول طلبتها إلى عصابات مسلّحة وبلطجية!لم يكن بوسع رئيس الجامعة ولا عميد شؤون الطلبة إلاّ الاستقالة؛ فماذا يمكن أن يفعلا ضد هذا الطوفان، وضد البيئة التي تحتضن الانهيار العلمي والأخلاقي في جامعاتنا! ولم يكن بوسع أساتذة الجامعة والعاملين في المكتبة إلاّ أن يشكّلوا 'سلسلة بشرية' حماية للمكتبة من العبث والإحراق من قِبل 'الطلبة' المتخاصمين، وهم يرون دخان الحرائق يخيم فوق الجامعة الكئيبة!صدى الأحداث على مواقع التواصل الاجتماعي كان هائلاً؛ إذ سادت مشاعر الصدمة والذهول بما وصلت إليه الأمور، بينما تداعى كثيرون (ممن لديهم الحدّ الأدنى من القدرة المالية) إلى إعلان نعي الجامعات، والاستعداد لتدريس الأبناء في الجامعات الغربية!من يستطيع أن يلومهم على ذلك؟ فلم يعد أحد يأمن على ابنه في جامعاتنا العتيدة، والفوضى والردّة الاجتماعية والأخلاقية والتعليمية لم تترك جامعة؛ فمشهد مؤتة يختلف فقط في مستوى الأسلحة التي استخدمت، وإلاّ فإنّ الجامعات الأخرى، البلقاء التطبيقية والأردنية واليرموك والخاصة، جميعها عاشت ظاهرة الأعراس الوطنية من مشاجرات عشائرية كبرى واستخدام للأسلحة والملثمين وتكسير منشآت الجامعات.. الخ.الردّة الثقافية والحضارية أصبحت اليوم هي عنوان المشهد الاجتماعي بأسره. بداية الانحدار المرعب كانت منذ التسعينيات، مع قانون الصوت الواحد وتمدّد المقاربة الأمنية إلى مختلف المؤسسات العامة والأكاديمية والجامعات والجوامع.الأخطر من ذلك هو التوجه الاستراتيجي نحو ما يسمى بـ'أردنة الإدارة العامة'، مما جعل معيار الانتماء الاجتماعي والجغرافي والولاء الكاذب هو الأساس في التعيينات والتنفيعات، بما في ذلك –للأسف الشديد- الجامعات، حتى أصبحنا أمام معضلة حقيقية وورم خبيث يقتلنا ببطء وتزداد آثاره، وأعراضه تصبح أشد خطورة وضرراً وفتكاً!كُتب في العنف الجامعي أطنان من الأوراق، وعُقدت خلوات ووُضعت استراتيجيات ولقاءات على أعلى المستويات، فلن نعاني ونجتهد في توصيف هذه 'المصيبة الوطنية' (التدمير المنهجي للجامعات)، إذ أصبحت مفاتيح الحل معروفة. وليست مبالغة أن نعترف أنّنا بحاجة إلى عَقْدٍ كامل –بأقل تقدير- حتى نعود بالجامعات إلى ما كانت عليه (لا نقول نطوّرها) قبل عقدين!رحلة العلاج تحتاج إلى مسار طويل، ليس فقط داخل الجامعات، بل وخارجها، وأبرز العناوين الرئيسة الآن يتمثّل بوقفة سياسية حقيقية لإعدام قانون الصوت الواحد، فهو شرط لاستعادة مؤسسة البرلمان وتحرير المجتمع والدولة والأفراد من الوصاية الأمنية.أمّا داخل الجامعات، فالخطوة الأولى تتمثّل في مجلس إنقاذ مستقل من نخبة الخبراء والكفاءات، مثل د. محمد عدنان البخيت ود. كامل العجلوني ود. محمد أبو قديس، ليقوموا هم بالإشراف على علاجها من المرض الخبيث واستئصاله.من دون ذلك، فلن ننتظر طويلاً حتى ننعى التعليم العالي في الأردن، ويصبح العلاج مستعصيا! فإذا كان لدى النخبة المحترمة الإصلاحية ضمير حيّ، فلا يجوز أن تبقى تهمس وتتحدث بلغة خجولة، لأنّ ذلك خيانة للأجيال القادمة؛ ارفعوا أصواتكم جميعا؛ المستقبل في خطر كبير!m.aburumman@alghad.jo


(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-07-2012 04:56 AM

افكار جيدة متفق عليها تقريبا من غالبية الاردنيين، باستثناء فكرة نشاز ونافرة تضمنها المقال حول ( اردنة الادارة العامة) وانت تعلم ان هذا البلد هو الوحيد الذي غالبا ماتم حكمه غالبا من غير الاردنيين من رشيد طليع وحتى الشنقيطي مرورا بمئات رموز الادارة العامة من غير الاردنيين.
مشكلة الجامعات تبدا مع الفساد وتنتهي مع الارادة الحقيقية لمحاربة الفساد وهي لم تولد بعد.
اذا كان تعيين رؤساء الجامعات يمر من خلال مؤسسات الفساد ، وتكون احدى فواتير تمرير مشاريع الفساد( مناقشة الفوسفات - انموذجا) ومن خلال اكبر مؤسسة راعية للفساد وهي مجلس النواب، وكلنا شاهدنا كيف يتحاور النواب بالكنادر والمسدسات، فلماذا نلوم الطلبة.؟؟؟؟؟!!!!
مناقشة وضع الجامعات يكون على طاولة مكافحة حقيقية للفساد، وحتى رؤساء الجامعات الذين ذكرتهم ( ونحن نعرفهم جيدا) لن يقبلوا بهذا الدور لانهم يعلمون ان الفاسدين الحقوا الجامعات ضمن مجالهم الحيوي.

2) تعليق بواسطة :
13-07-2012 11:09 AM

احسنت! لب المشاكل هي الاردنة والله يعينك لانه اول مرة واحد يتجرأ مثلك ويحكيها. الاردنة ازاحت مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب وحل محله مبدأ العائلة المناسبة في المكان المناسب وهذا لم يحصل في اي مكان في الدنيا علشان هيك البلاوي اللي عندنا ما في منها في الدنيا

3) تعليق بواسطة :
13-07-2012 11:30 AM

حالة الانهيار والتفكك والانحطاط التي تعانيا المؤسسه الجامعيه اللاردنيه هي حصيله ونتاج منطقي لاستراتجية حكوميه قديمه قامت على مبداء السيطره الامنية والفكريه على قيادة هذه المؤسسات لتحقيق هدفين اساسيين: الاول هو اجهاض ومنع اي امكانيه لنمو او تطور اي تيار فكري حقيقي و مستقل وتحوله الى بؤره تقافيه ومصدر للتفاعل والابداع الفكري ,كما هو الحال في كل الجامعات في المجتمعات الديمطراطيه.ثانياتحويل الجامعات لمراكز خاضعه لسيطرة المخابرات سؤا كان ذلك بهدف ضبط ومراقبة التيارات الفكريه ,كجماعه او افراد التحكم بتوجهاته اوقمعها اذا ما دعت الحاجه الى ذلك. عملية تفجير الوسط الجامعي في مؤته او غيرها ليست بالصدفه , بل هي سمه سمات سياسه حكومة الطراونه,والداعيه الى القضاء على كل معالم وبوادر ومطالب الحراك الشعبي الاردني من خلال التغاضي وصم الاذان عن ممارسات التعدي على القانون وترك الباب مفتوح امام تنامي وتفاقم االخلافات الجانبيه بسماتها العشائريه او الجهويه لتنائ بالناس عن مواجهة سياسات الحكومه في رفع الاسعار وفرض قانون الصوت الواحد ونسيان الفساد وملفاته وفي النهايه الالتفاف علي مطالب ا لشعب الاردني باستعادة حقوقه السياسيه .لاتغيب عن اي اردني قدرات وامكانات المؤسسات الامنيه في التعامل مع قضايا الاخلال بالنظام والقانون, ولكن من الواضح ان الحكومه تتبنى الان سياسة -بطيخ يكسر بعضه-وحريق مؤته او التطبيقيهوووووو من السهل تفسيرها كحصيله للحراك وتمادي الشعب بالتعبير عن مطالبه ,وليس كنوع من التواظئ الحكومي لتبرير سياسة الضرب بيد من حديد على ايدي الحراك الشعبي ورموزه.

4) تعليق بواسطة :
13-07-2012 11:45 AM

دزابو رمان :احييك واضم صوتي الى صوتك في كل كلمة وكل حرف .عندما كانت جامعاتنا تنافس كنا اردنيين وعندما اصبحت جامعاتنا في الحضيض ما زلنا اردنيين .دخلنا الجامعة الاردنية وتخرجنا منها بمعدلاتنا اليوم يدخلون الجامعات بالواسطة ويتخرجون منها بالواسطة ويتعينون بالواسطة واذابدك تنجز معاملاتك عندهم بدك واسطة .اسقطونا من طابور العلم والمعرفة .وبقيت الواسطة والسنافر المتبرمين ويا عزيزي د. العتوم اذا اردنا ان نعالج بشكل صحيح لكي نشفى يجب ان يكون التشخيص اولا صحيح فحبة اسبرين لتسكين الم المعدة قد تودي بحياة مريضنا. لماذا نغطي الشمس بالغربال وابناء افقر قرى الجنوب-الاقل حظا-الذين دخلوا الجامعات بالتنافس هم الذين وصلوا اعلى المراكز ومنهم د. خالد الكركي: واقرانه اتيحت لهم فرصة التعليم والمركز وطردوا من وظائفهم لانهم لم يكونوا اهلا لها . ومن العلاج (الكي).

5) تعليق بواسطة :
13-07-2012 11:51 AM

هي الاردنه بلا شكّ ولكن من منظور مختلف. ان انقلاب العشائر على النظام وهي من كانت عموده الفقري بسبب ما يحصل من نهب مبرمج لمقدرات الدوله افقد القيادة توازنها وقررت العمل على ضرب العشائر الاردنيه ببعضها. هذا العمل سيعود بالفائده على النظام، كما يظن، من خلال القناعة التي ستتولد لدى معظم الشعب بأن ما يحصل من اخلال بالامن وتدمير للممتلكات العامة امر لم يعد يطاق وبالتالي اتساع قاعدة المهللين الى درجه كبيره، اعتمادا بالاخص على من هم معادين للعشائريه، وهذه ستدعم ضرب العشائر وإلغاء دورها انتقاما منهم على رفع رؤوسهم، ودفعهم للقبول بما يملى عليهم.

ألمبدأ هو أما ان احكمكم او ادمركم.

أما من يقول بالاردنه على مبدأ الكاتب فأقول من الاولى بخدمة وطنه ؟ أبلابله أم للطير من كل الاجناس ؟

6) تعليق بواسطة :
13-07-2012 12:56 PM

للاخ العامر رقم 5: نعم للبلابل وكن ليس لنصف البلابل دون النصف الاخر، وخدمة الوطن واجب على جميع البلابل لكن الاردنة حولت الواجب الى "جائزة" تعطى للناس بناء على مكان ولادة الاب والجد وليس بناء على الكفاءة فانهارت منظومة العدل والمساواة، وعندما تنهار منظومة العدل ستنهار خلفها اشياء كثيرة كمن سرق مرة وبررت سرقته فسيسرق مرات كثيرة ثم سيقتل..خلاص كله صار مباح. عندما كنت استاذا كنت مقدرا من كل الطلاب ونصفهم "اردنية" وعندما اخرجت خسر الطلاب كلهم بما فيهم الاردنية. انا لم اخسر كثيرا هاجرت وها انا ادرس في كندا...ومن طلابي اردنية كمان وبحبهم وبيحبوني. عندما يتكرر هذا السيناريو الاف المرات -الاردن والاردنية اولهم سيخسرون ولن تستفيد البلابل شيئا

7) تعليق بواسطة :
13-07-2012 07:35 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى تعليق رقم٦ مسفار،

تقول في ردّك: "لكن الاردنة حولت الواجب الى "جائزة" تعطى للناس بناء على مكان ولادة الاب والجد وليس بناء على الكفاءة" . إنني أستغرب مثل هذه العباره رغم إعترافي بأنني سمعتها مرارا سابقا. إن أبي وجدي وجد جدي أردنيون ووالدي رحمه الله كان يحمل جواز سفر أردني رقم ١٣٨ . بالرغم من كل ذلك فقد تقدمت بطلبات عمل عديده وغالبيتها بدون أجر، فلم أحضى حتى على جواب. ها أنا أعمل في أمريكا وبدرجه إستشاريه وبراتب يحتوي على ٦ أرقام وأقوم متطوعا بترك عملي فقط من أجل خدمة وطني وإدخال علوم ومهارات ليست متوفره في الأردن ولا أجد من مجيب سواء في القطاع العام أو الخاص. أعرف أناسا كثيرين في الأردن ولكني أرفض الواسطه لأنني أعتقد أن العمل التطوعي ليس بحاجه الى واسطه كما أن إختصاصاتي وخبراتي ستعود على من أعمل لديه بأرباح هائله وسمعه جيده.

وددت لو أن من يدعون بأنهم مستضعفون ومنقوصى الحقوق في الأردن أن يتقدموا بعرض مثل أو حاله واحده. أنني أرفض الفكره التي يدّعي اصحابها بأن العمل في الأردن يعتمد على مكان ولادة الأب لأن الشواهد تدل على غير ذلك. حمى الله الأردن وطنا وشعبا وملكا.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012