أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


زيارة وفد " إخوان " الأردن إلى غزة

بقلم : حماده فراعنه
17-07-2012 09:36 AM



ثلاث إنطباعات خرج بها الوفد الأردني الزائر إلى قطاع غزة وسجلها في تصريحات معلنة ، تصب في مجرى واحد عاكسة رؤية حركة الإخوان المسلمين ، وموقفها السياسي نحو الوضع السائد في قطاع غزة ونحو إدارة حركة حماس له .

رئيس الوفد ، المراقب العام لحركة الإخوان المسلمين في الأردن ، دعا إلى دعم التواصل السياسي مع حكومة القطاع ، بإعتبارها حكومة شرعية منتخبة متجاهلاً الأنقسام وتفرد حركة حماس في إدارة القطاع نتيجة قرار الحسم العسكري ( الأنقلاب ) الذي نفذته حماس في حزيران 2007 .

فالمراقب العام همام سعيد ، يهمه إنهاء حالة القطيعة بين حكومة حماس والعالم العربي ، ومع الحكومة الأردنية بشكل خاص ، ولذلك لا يفرق متعمداً بين الحصار الذي يعاني منه أهل القطاع بسبب السياسة العدوانية لجيش الأحتلال ، وبين حالة القطيعة مع البلدان العربية التي لا تعترف بحكومة حماس الحزبية الأنفرادية ، فالعالم يتعامل مع قطاع غزة بإعتباره جزءاً من السلطة الوطنية ومن حكومتها الشرعية في رام الله المعترف بها عربياً وعالمياً ، ولأنها أداة منظمة التحرير في إدارة الأراضي الفلسطينية سواء المحتلة في الضفة والقدس ، او تلك التي إنحسر عنها الأحتلال في قطاع غزة ، ، ولذلك يدعو همام سعيد من موقع تأييده لحركة حماس ، بالتواصل السياسي مع حكومة إسماعيل هنية لا مع حكومة السلطة الفلسطينية في رام الله .

حمزة منصور أمين حزب جبهة العمل أكد أن زيارة الوفد الأردني ، تمت لمنطقة محررة ، سبق وأن تخلصت من الأحتلال وإنحسر عنها ، وأن لديها سلطة شرعية تحتاج إلى الدعم والأسناد ، وهو محق في دعوته ، ولكنه يتناسى مثل قائده همام سعيد ، أن دورهما الأردني يجب أن ينصب على دعوة الأشقاء في حركة حماس للتراجع عن الأنقلاب وإنهاء الأنقسام وإلغاء التفرد والعمل على إستعادة الوحدة وذلك عبر الأسهام بدعم الجهود المصرية والأستجابة لدعوة المرشد العام للإخوان المسلمين الذي طالب حركة حماس بالعمل على إنهاء الأنقسام ودخول منظمة التحرير ، بعد فشل التفرد وإدعاء حركة حماس بتمثيل الشعب الفلسطيني ومحاولاتها لأن تكون البديل عن منظمة التحرير ومؤسساتها بما فيها السلطة الوطنية ، بمعنى أوضح كان يجب على الوفد الأردني رفيع المستوى ، أن يكون ' محضر خير ' لدى الإخوان في حركة حماس ، وليس تحريضهم أو دعم خيارات البعض منهم ، على مواصلة الأنقسام ، بتوفير الدعم والأسناد لهذا الخيار الأنقسامي .

النائب السابق علي الضلاعين ، وصف قطاع غزة على أنه أشبه ' بالأمارة الأسلامية ' فهل كان هذا بمثابة المديح لحركة حماس ، لأنها إستطاعت فرض إدارة منفردة من لون سياسي وحزبي واحد على القطاع وعلى أهله وقواهم السياسية والفكرية ، أما كان ذلك بمثابة قدح وذم لأن حركة حماس لم تسمح بإجراء أي شكل من أشكال الأنتخابات النقابية والبلدية أو مؤسسات المجتمع المدني ، إضافة إلى أنها ما زالت ترفض الأحتكام إلى صناديق الأقتراع للإنتخابات الرئاسية والتشريعية ، وتتمسك بنتائج إنتخابات عام 2006 ، لأنها حققت الأغلبية البرلمانية ، ولا تثق أن أهل فلسطين سيعيدون الأنحياز لها ، فقد سبق لأهل الضفة والقدس والقطاع أن عاقبوا حركة فتح في الأنتخابات الماضية ولن يترددوا في معاقبة حماس في الأنتخابات المقبلة ، بسبب فشلها وسوء إدارتها وعجزها عن أن تكون رائدة في العمل التوحيدي بدلاً من الأنقسام والتفرد وإدعاء الأفضلية .

الوفد الأردني الذي زار غزة تضامنا ، إختار الطريق الصائب ، حتى لا يشعر أهل القطاع أنهم وحدهم في مواجهة الحصار وقلة الحيلة ، ولكن كان عليه تقديم النصيحة المخلصة إلى من يحكم القطاع ، ومفادها أن لا طريق لتلبية إحتياجات أهل القطاع من الكرامة ولقمة العيش النظيفة والحياة المستقرة إلا بالوحدة والتماسك والأحتكام إلى صناديق الأقتراع والأنفتاح على الذات وعلى العالم ، لمواجهة التحديات الداخلية وتحديات العدو الإسرائيلي ومشروعه التوسعي الأستعماري .


h.faraneh@yahoo.com


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-07-2012 08:18 AM

اصبت بما ذهبت اليه وعلى الناس ان يدركوا ان الحزبية الضيقة هي التي تحدد مواقف الاخوان ولو خيرو بين الاوطان وبين مصالحهم فسيحرقون الاوطان وشعوبها ولنا في مواققفهم وتحالفاتهم التاريخية مع الدوائر الغربية عبرة منذ حرب افغانستان الاولى بتحالفهم مع امريكا والسي اي ايه ومن ثم الحرب الثانية بعمالتهم الواضحة وضوح الشمس بعد ان كانوا العمود الفقري لما سمي ب"حلف الشمال" ولا يحتاج الامر لنتحدث عن العراق اثناء الاحتلال وكيف كانوا السباقين للارتماء في احضان بريمر والاحتلال الامريكي وكانت رموز الاخوان المسلمين العراقيين اشد حماسة من المالكي وغيره في الترحيب بالامريكان ومنهم محسن عبد الحميد الذي كان عضوا في مجلس الحكم الامريكي للعراق وطارق الهاشمي الذي عينه الامريكان نائبا للرئيس العراقي!! واياد السامرائي الذي اصبح رئيسا لمجلس النواب العراقي! وها هم الان في المجلس الوطني السوري يرحبون بالناتو وامريكا بل وباسرائيل لتدمير سوريا!! يا سيدي هؤلاء قوم مشبوهون في كل تصرفاتهم وسياساتهم ويكفينا مثال محمد مرسي الذي ما فتأ يعلن يوميا انه حريص على اتفاقيات كامب ديفيد(رغم ان الاخوان بنوا شبيتهم على المطالبة ياسقاط هكذا اتفاقيات) وانه حريص على عدم فك الحصار على غزة...الطامة الكبرى ان الشعوب العربية ما زالت تصدقهم وتنتخبهم..بل وستنتخبهم الى الابد مستقبلا فليس هناك اسهل من ديكورات الدين والتدين لاستلاب عقول وعواطف العامة

2) تعليق بواسطة :
18-07-2012 08:20 AM

اصبت بما ذهبت اليه وعلى الناس ان يدركوا ان الحزبية الضيقة هي التي تحدد مواقف الاخوان ولو خيرو بين الاوطان وبين مصالحهم فسيحرقون الاوطان وشعوبها ولنا في مواققفهم وتحالفاتهم التاريخية مع الدوائر الغربية عبرة منذ حرب افغانستان الاولى بتحالفهم مع امريكا والسي اي ايه ومن ثم الحرب الثانية بعمالتهم الواضحة وضوح الشمس بعد ان كانوا العمود الفقري لما سمي ب"حلف الشمال" ولا يحتاج الامر لنتحدث عن العراق اثناء الاحتلال وكيف كانوا السباقين للارتماء في احضان بريمر والاحتلال الامريكي وكانت رموز الاخوان المسلمين العراقيين اشد حماسة من المالكي وغيره في الترحيب بالامريكان ومنهم محسن عبد الحميد الذي كان عضوا في مجلس الحكم الامريكي للعراق وطارق الهاشمي الذي عينه الامريكان نائبا للرئيس العراقي!! واياد السامرائي الذي اصبح رئيسا لمجلس النواب العراقي! وها هم الان في المجلس الوطني السوري يرحبون بالناتو وامريكا بل وباسرائيل لتدمير سوريا!! يا سيدي هؤلاء قوم مشبوهون في كل تصرفاتهم وسياساتهم ويكفينا مثال محمد مرسي الذي ما فتأ يعلن يوميا انه حريص على اتفاقيات كامب ديفيد(رغم ان الاخوان بنوا شعبيتهم على المطالبة ياسقاط هكذا اتفاقيات) وانه حريص على عدم فك الحصار على غزة...الطامة الكبرى ان الشعوب العربية ما زالت تصدقهم وتنتخبهم..بل وستنتخبهم الى الابد مستقبلا فليس هناك اسهل من ديكورات الدين والتدين لاستلاب عقول وعواطف العامة

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012