أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


نحو حوارٍ مسؤول

بقلم : د. رحيّل غرايبة
20-07-2012 12:32 AM


آلت الأمور على الصعيد السياسي إلى مربع الأزمة الحقيقية، التي تؤدي إلى استشعار القلق لدى الغالبية العظمى من السياسيين والشخصيات الوطنية والمهتمين والمتابعين لتطورات الموقف، فيما يخص قانون الانتخاب، الذي يمثل المدخل الرئيسي لصياغة المشهد السياسي القادم الذي يرتكز على مجلس نواب حقيقي يحظى بثقة الأردنيين ويتولى عبء الإعداد للمرحلة القادمة.
لقد تمّ حل المجلس الذي انتخب في عام 2007م، لأنّه خضع لعمليات تزوير واسعة معترف بها من قبل مسؤولين، ولذلك فَقَد شرعيته التي تؤهله للقيام بالعملية الإصلاحية، ثم تمّ إجراء انتخابات مبكرة عام (2010م)، في أجواء مقاطعة معظم القوى السياسية، فأدى إلى إخراج مجلس نواب أضعف من مجلس (2007م)، ممّا جعل مسألة رحيله أمراً واقعياً، من أجل البحث عن إيجاد مجلس نواب جديد مكتمل الشرعية يصلح أن يكون ركيزة إصلاحية. ولكن في ظلّ الإصرار على قانون الصوت الواحد، وجدت القوى السياسية الفاعلة نفسها مضطرة للمقاطعة، ممّا يؤذن بتكرار مجلس نواب قادم لن يختلف عن المجلسين السابقين بشيء، بل ربما يكون أسوأ من سابقيه، ممّا يجعل عملية حل المجلس وإجراء انتخابات جديدة يدور في دائرة العبث المفضي إلى الحلقة المفرغة نفسها.
المطلوب من جميع الأطراف، ابتداءً من الطرف الرسمي ومروراً بالمعارضة بكل أطيافها ومكوناتها، ومن هم في الوسط، التداعي في اللحظة الأخيرة إلى حوار مسؤول، يجنب البلد مأزق انسداد الأفق السياسي الذي سوف يؤدي إلى زيادة مساحة الإحباط لدى الشباب، وسوف يؤدي إلى قتامة مفزعة في المشهد السياسي الذي ينذر بالخطر والعواقب غير المحمودة، التي ربما تشجع على أجواء الانفلات التي لا تخدم أحداً، ولا تخدم الاستقرار، وتهدد أمن البلد بصورة مرعبة، خاصة وأنّ تطورات الموقف في سورية تُنذر بتغيرات حتمية قادمة شديدة التأثير على الوضع الأردني رغم أنوفنا جميعاً.
أمام الإحساس المشترك بالخطر القادم، وضرورة تحمل المسؤولية من جميع الأطراف، وإذعاناً لقاعدة أنّ مصلحة الوطن فوق الجميع، وقاعدة كلنا شركاء في المسؤولية، يقتضي البحث عن حلول إنقاذية في اللحظات الأخيرة، ممّا يحتم على بعض الأطراف الوسطية والمحايدة أن تسعى إلى تنفيذ مبادرة تخرجنا جميعاً من هذا المأزق بدون حسابات غالب ومغلوب، ومنتصر ومهزوم؛ لأنّ الضرر سوف يعمّ ولن تجدي الحسابات الضيّقة والاستغراق في التفاصيل الصغيرة.
هذه المبادرة ترتكز على ثلاثة أبعاد رئيسة، البعد الأول يتمثل في تعديل قانون الانتخاب نحو صيغة تخرج من نظام الصوت الواحد المجزوء المشؤوم، والبعد الثاني يتمثل بتشكيل حكومة تحالف وطني برئاسة شخصية وطنية تحظى بالثقة والتوافق السياسي، تشرف على إجراء الانتخابات وقادرة على إشاعة أجواء الثقة والانفراج بطريقة غير تقليدية، والبعد الثالث يتمثل بتوفير الضمانات الكافية والحقيقية لنزاهة الانتخابات، بطريقة عملية إجرائية بعيداً عن الاقتصار على الوعود وحسن النوايا ودون استبعاد أي طرف ودون إقصاء أي مكون من مكونات مجتمعنا الأردني .


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
20-07-2012 01:28 AM

" نحو حوار مسؤل " عنوان براق ومضمون باهت .... سلطة وقانون انتخابات ...اين الحوار من اجل تأليف القلوب وجمع الشمل ورص الصفوف اين الحوار من اجل ابجديات السياسة تحديد الوطن والمواطن من المؤسف ان يكون قلم وفكر الدكتور اداة في خلق الدوامة الاردنية نعم قانون الانتخاب من يومه وهو ميدان للمناكفات والجدل البيزنطي والنتيجة مزيد من الاحباط والياس والخصام والفرقة ... طالما اعلنتم المقاطعة للانتخابات ماالحكمة من اثارة الموضوع ؟بمناسبة رمضان سلام على المسلمين الاخوان منهم وغير الاخوان كل حسب موقعة ونيته وقياداته ونهجه ولا نملك الا الامتثال لقوله تعالى عندما تصيبنا مصيبة " انا لله وانا اليه راجعون "

2) تعليق بواسطة :
20-07-2012 08:07 AM

بصراحة بدهم قانون انتخاب الوطن البديل والنظام البديل والصوت الواحد معمول به في كل ديمقراطيات العالم الحر وخاصة في ام الديمقراطية بريطانيا وهولاء الاقوام يريدون نظام تصويت مبني على الكثافة السكانية في عمان وجزء من الزرقاء ولا يهتمون بالمحافظات الاخرى لانهم في نظرهم سكانها عبيد وليس احرار لان الاحرار هم فقط جماعة الاخوان وانصارهم المخدوعين وهذا ما صرح به شيخهم همام سعيد في الكرك في مهرجان " الاقصى " . ومشكلة الحكومات الاردنية السابقة والحالية انها تدلع وتطبطب هولاء الجماعة رغم اننا نعرف سلفا انهم متسترين بالدين على غير حقيقة وعقيدهم غير صافيةوهم ضناع الانجليز ضم سياسة "فرق تسد " وها هم فرقوا الشعب الاردني الى احرار وعبيد .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012