أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 01 أيار/مايو 2024
الأربعاء , 01 أيار/مايو 2024


منظومة القيم لا تتناقض

بقلم : د. رحيّل غرايبة
22-07-2012 11:36 PM
عندما تختلط الأمور، وتتشابك الرؤى، ويُغلّف الضباب المشهد، وتختبئ المعاني في حنايا القوالب الشكلية، وتتيه العقول في البحث عن الحقيقة الضائعة؛ لا بدّ من العودة إلى المعايير الثابتة والمقاييس الصحيحة المتمثلة بمنظومة القيم الراسخة التي تحظى بالتوافق والإجماع العقلي عبر الأزمان المتعاقبة؛ لتكون دليلاً واضحاً، وهادياً منيراً، ومرجعية مقبولة لحسم الخلاف والبتّ فيه.
القيم الصحيحة تتكامل بطريقة معرفية سليمة لتشكل منظومة متسقة لا تعارض بينها ولا تناقض ولا تصادم، بل يخدم بعضها بعضاً، وتتراص لتصبح بناءً مرصوصاً، يتم فيها المعنى ويكتمل فيها الجمال، وينتفي من ثناياها الخلل ويبتعد القبح، وترتقي بالآدمي نحو معارج الكمال الإنساني، فالشجاع لا يكون بخيلاً، والبطل لا يكون جباناً، والتضحية تتناقض مع الخيانة، والظلم يتناقض مع المروءة والشرف.
ليس مسلكاً صحيحاً ولا محموداً من يسرق أموال الناس، ويسطو على مقدراتهم من أجل إطعام الجوعى، وكذلك لا يقبل تبرير جريمة الزنا بحجة التصدق على الفقراء والمساكين، فليتها لم تزن وليتها لم تتصدق، ولا عذر لمن يلجأ إلى التسول من أجل الذهاب إلى العمرة أو الحج، فهذا فهم مقلوب لمفهوم العبادة أو فعل الخير، وبالدرجة نفسها لا يمكن قبول الغش في الامتحانات من أجل تحصيل درجة النجاح؛ فلا بارك الله في نجاحٍ قائمٍ على الغشّ والتدليس.
وفي المنظور نفسه، لا يستقيم مشهد الحاكم الذي يظلم شعبه ويصادر حرياتهم، ويعتدي على أعراضهم، ويسلب أموالهم، ويقتل أطفالهم ويدمّر بيوتهم ثمّ يدّعي أنّه يحمي شعباً آخر مظلوماً، أو يمدهم بالعتاد والأسلحة ليقاوموا عدوهم، أو أنّه يفعل ذلك من أجل مقاومة الصهيونية ومناهضة الإمبريالية العالمية، والذين يحاولون أن يقللوا من بشاعة جريمة المستبدين الوالغين في دماء الشعب السوري بأنّهم قدموا معونات لشعب غزة المحاصر، وقدموا لهم الأسلحة، فهذا أمرٌ في غاية الاستخفاف بالعقل وقفز على المنطق البدهي وخرق فاضح لمنظومة القيم الإنسانية؛ فضلاً عن قواعد الدين والخلق.
فصاحب المروءة يجب أن يكون شهماً وبطلاً مع أهله وشعبه، ويجب أن يحميهم من الظلم والعسف، وقيم البطولة تقتضي التضحية بالنفس والكرسي من أجل حقن دماء شعبه، وليست بالتضحية بشعبه من أجل التشبث بالزعامة ولو كانت على بحرٍ من الدماء والأشلاء، وليس هناك أشدّ قبحاً وأكثر بشاعةً من تبرير جرائم الطغاة وبطش المستبدين، فتلك هي الخيانة العظمى بعينها، التي تتجلى في العبث بمنظومة قيم الأمّة وممارسة التناقض المفضوح الذي يرفضه أصحاب العقول.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-07-2012 01:07 AM

نربى بك وانت الانسان المثقف والاردني الدمث الخلوق ات تكون تحت امرة سعيد ومنصور وابو السكر انت اكبر من ذلك

2) تعليق بواسطة :
23-07-2012 04:36 AM

تنظيرات إخوانية بدأت بطريق الشوك وطريق الورود، وحكم القران وتطبيق الشريعة وآخيرا الاعتراف بكامبديفيد ولا اثر لتطبيق الاسلام في مهد مصر والاخوان، واخوان الأردن همهم الوحيد مقاعد البرلمان، والضحك على الذقون للوصول للوطن البديل باسم الاسلام.

يا أخ ارجيل ويا أخ زكي ويا فلاحات ويا عربيات لا تكونوا شهودا على تسليم الأردن كوطن بديل عن فلسطين. فلسطين اختفت عن ألسن الاخوان وما بقي هم لهم سوى عماع ثم عمان ثم عمان.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012