أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


ناجح توجيهي

بقلم : احمد حسن الزعبي
05-08-2012 01:46 AM
كلما شاهدت مواكب (التزمير)، و الرصاص الحي الموجّه الى بطن السماء ، والنيران الكرنفالية التي تطلق احتفاء بالناجحين في التوجيهي..اكتشفت كم كان جيلنا مهمشا ومغبونا من ناحية الحضور والاهتمام والاحتفاء به..
**
مثلاً، في لحظة إعلان النتائج لم اجد «كركوعة» تقلني الى المدرسة الثانوية لآخذ النتيجة، فامتطيت «زنوبة ماركة 777»، محاولاً الاستعجال بها ما استطعت. و لأن الأعصاب فلتانة ، والعضلات مرتخية ، والأنسجة على خصام مع بعضها « لحظة النتايج» ، فكانت المسافة المقطوعة والمرتبطة بتسارع «الزنوبة» تساوي صفرا تقريباً.. المهم ما أن وصلت المدرسة بعد أن استهلكت ضعف الوقت المعتاد ،كان جميع زملائي قد حصلوا على علاماتهم وغادروا ، اقتربت من شبك الحماية..»حشيت راسي بين سيخين» تابعت تسلسل الأسماء الى أن وصلت الى اسمي..أخذت النتيجة وعدت فرحاً، على أنغام صوت الزنوبة وهي تضرب بكعبي «تك تاك..تك تاك..تك تاك»..
قلت اننا جيل مغبون بكل ما تحمله الكلمة من معنى ..فمثلاً ،برغم جاهزيتي العالية وحالة التأهب القصوى التي كنت احتفظ بها لإطلاق النتيجة في وجه كل من يسألني ، الا أن أحدا من الحي أو الأقارب لم يكلف خاطره بالسؤال، ولم يكترث أي منهم لــ»سحنتي» اثناء عبوري بين البيوت والحواري ، لذا لم احظ بكلمة مبروك واحدة (طول المسافة المقطوعة من المدرسة الى البيت) ..للأمانة هناك عجوز صادف مروري جلوسها على درجة بيتها..وبعد أن اجتزتها بعدة امتار نادت عليّ :» هي ولك هي... نجح أخوك»؟!..طبعاً هي تقصدني اناً...فهززت رأسي ومضيت..حتى عندما وصلت البيت ، لا زغرودة .. لا زامور ..لا طلقة..لا كنافة..لا العاب نارية..الصوت الوحيد الذي احتفى بنجاحي... «باب الدار» عندما «رقع» من شدة الهواء!!..
حتى الهدايا التي وصلتني بمناسبة نجاحي والمفروض انها تخصني وحدي، لم تكن تعنيني بشيء... مثلاً كل الجارات اللاتي حضرن ليهنئن أمي على مدار شهرين كاملين..كانت لا تتعدى هداياهن «طقم كاسات» ..أو «برواز للمعوذات»أو «عبارة « قلب الأم زهرة لا تذبل «مطرزة بالخرز والنحيل ..أو»طقم زبادي قزاز»..أو «فناجين قهوة»...أو «صحون ميلامين»..وفي أحسن الأحول علبة توفي منتهية الصلاحية منذ 6 شهور..حتى كلما نظرت حولي لم أعد اعرف هل أنا فعلاً ناجح توجيهي... أم (هوم سنتر)!!...
المهم ،عند تسجيلي في الجامعة .. وجدت أني أملك ( 34 طقم كاسات)... ( 47 برواز لأقوال مأثورة وآيات كريمة)..و (21 طقم زبادي) و 240 فنجان قهوة...و72 صحن ميلامين...( وما عنديش: لابنطلون ..ولا قسط جامعة)...

(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-08-2012 02:02 AM

الكاتب البلدي احمد حسن الزعبي
لو كنت في بلد اخر لوصلت الى مصاف كبار الكتاب ولكن اعذرنا فهكذا نحن.
لا نقدر كفاءاتنا احياء وحتى امواتا الا من رحم ربي.
انت سهل ممتنع لاتكتمل فراءة المقالات الا بمقالك الذي يضحكنا ونعيش بجو المقال المرسوم صوتا وصوره ورائحه ولكنك تأبى الا ان تبكينا في النهايه.
سلمت وسلم فلمك المغمس بوجعنا.

2) تعليق بواسطة :
05-08-2012 01:54 PM

ماشاء الله عليك مبدع والله اني ضحكت من قلبي وانا منجعف على جني اليسار وفعلا وصفك وكلامك بمحله وانا بقراء المقال والله كاني شليفك قدامي وخاصه لما سالتك الحجه هي ولك هي نجح اخوك ...مبدع يا هوم سنتر

3) تعليق بواسطة :
05-08-2012 05:00 PM

انا متلك ايها الكاتب اولادي بنجحو بالجامعات وبمعدل عالي وبدرسو هندسه ولا في عندي توجيهي يوم عادي متل الايام السابقه

4) تعليق بواسطة :
06-08-2012 12:31 AM

بتعرف يخوي يحمد يوم نجحت وجبت معل جعلني احصل على بعثه على الجامعه الامريكيه ببيروت والله على ماقول شهيد فتت على الدار وكانت امي رحمة الله عليهاراجعه من البيدرقلت يمه نجحت قالت مليح و قالت يمه يعلي روح على البيدر ريح اخوك واقلب الطرحه واسقي الحصان وخلي اخوك يروح يتغدى وقله صحن الخاثر بالطاقه! شايف يحمد وين احنا وين شباب هالوقت

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012