أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


شعبية الملك على المحك في ضوء تراجع دعمه لمطالب الشعب الإصلاحية

بقلم : ا.د. أنيس خصاونة
07-08-2012 10:45 AM



تعتبر استطلاعات الرأي المتعلقة بمدى الشعبية والتأييد الجماهيري الذي تحظى به القيادة العليا للدولة من الأمور الاعتيادية والتقاليد الإعلامية الراسخة في الدول الديمقراطية حيث يتمكن القائد من معرفة استحسان الناس ورضاهم أو سخطهم عن سياساته وإدارته لشؤون الدولة وقدرته على حل المشكلات والتحديات الرئيسية التي تواجه المجتمع . والحقيقة أن هذه الاستطلاعات تعطي تغذية راجعة حقيقية وتقييم صادق من قبل الناس الذين وجدت من أجلهم القيادة والتي بأصواتهم وأرائهم تستمر هذه القيادة أو تترجل في أول انتخاباتهم عامة . هذا النمط من الاستطلاعات يلاءم الدول التي تتبع النظام الرئاسي والتي يلعب فيها الرئيس المنتخب للبلاد دورا محوريا في إدارة شؤون المجتمع . أما الأنظمة الملكية الوراثية فهي لا تقلق كثيرا على شعبية الملك لأنه أصلا لم يأتي بفعل صناديق الانتخابات ولا يستمد شرعيته من أراء الناس ولكن هذه الشرعية مستمدة من الدستور الذي ارتضاه الإباء والأجداد . في الدول الديمقراطية ذات الأنظمة الملكية يتم استطلاع رأي الجماهير بأداء رئيس الحكومة والوزارة التي يقودها لأنه هذا الرئيس هو وحكومته من يتولي إدارة شؤون البلاد وهم من جاءوا بفعل وقوة صناديق الاقتراع ودعم الناس لبرامج الحزب أو الأحزاب التي ينتمي لها أعضاء الحكومة. أما الملك فإن صلاحياته شكلية وبروتوكولية ولا يستطيع أن يتدخل في أبسط أمور البلد كما أنه لا يستطيع أن يصرح بتصريح سياسي يؤثر على موقف الحكومة وسياساتها الداخلية والخارجية.

ماذا عن الوضع في الأردن وماذا عن مدى الشعبية والتأييد الذي يحظى به الملك؟ الملك وفقا للدستور الأردني له صلاحيات واسعة في إدارة شؤون الدولة من خلال ترأسه للسلطات السياسية الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية ومن خلال صلاحياته في اختيار وتكليف رؤساء الحكومات والوزراء وإقالتهم ، والدعوة لانتخابات مجلس النواب وكذلك صلاحيته في حل هذا المجلس، وتعيين أعضاء مجلس الأعيان وإعفائهم من مهامهم ، والملك هو الرئيس الأعلى للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية ، وهو من يرسم ويقود السياسة الخارجية الأردنية وما السفراء وكبيرهم وزير الخارجية والموظفين والمستشارين إلا أدوات تنفيذية وبيروقراطية يترجمون ما يريده الملك . استنادا للصلاحيات الهائلة التي يتمتع بها الملك وتدخله الواسع والمباشر في إدارة كافة مفاصل الدولة فإن شعبيته تتأثر بمدى نجاح الحكومة في تقليل الفقر ونسب البطالة والمديونية والعجز في الموازنة التي تذهب بعض مفرداتها لتنفيذ أوامر الملك وتغطية المشاريع والمكارم التي ينعم بها على الشعب. والسؤال الذي يبرز هنا وفي ضوء معدلات الفقر الفلكية التي يعاني منها الأردنيين ، ونسب البطالة التي تجاوزت 17% من القوى العاملة ، ونسب العجز في الموازنة التي أصبحت وفق بعض التقارير المحلية والدولية تهدد استقرار العملة المحلية وقدرة الدولة على القيام بالتزاماتها، والمديونية المذهلة التي يستحيل سدادها والمرشحة للزيادة ، وتراجع الملك الملموس عن برامج الإصلاح السياسي، في ضوء ذلك كله هل شعبية الملك ما زالت تحافظ على مستوياتها التقليدية المعهودة وهل ما يروج له الإعلام والاحتفالات والأهازيج التي 'تبرق وترعد' وخطابات المدح والتقرب للملك والثناء على كل خطواته وقراراته ومكارمه تعكس شعبية حقيقية للملك والنظام؟

الحقيقة وفي غياب استطلاعات الرأي لمدى شعبية الملك وإدارته لشؤون البلد ،وفي ظل انعدام القيمة البحثية والموثوقية والمصداقية في استطلاعات الرأي بأداء الحكومة ، ومدى رضا الناس عن الوضع الاقتصادي الكارثي الذي وصلت إليه المملكة، والوضع المائي الذي يذكر المواطنين بجفاف الصومال ، وتراجع نوايا الملك الإصلاحية وعدم التجاوب مع مطالب الحراك السياسي ، وإصرار الملك على قانون الصوت الواحد ، واستبدال حكومة إصلاحية بامتياز بحكومة 'نعم سيدي' وحكومة' بناء على توجيهات سيدنا' في غياب كل ذلك يتساءل المرء عن مدى شعبية الملك ومدى التأييد الذي يحظى به في الشارع . لندع جانبا المقابلات التلفزيونية الشكلية والانتقائية والمبرمجة ، وكتابات الصحف التي تساهم فيها الحكومة حيث ترى عجبا عجابا فهؤلاء يتحدثون عن الأردن وقوته الاقتصادية والنقدية والسياسية ، ونجاعة خطواته الإصلاحية ، وتميزه في التجاوب السلمي مع مطالب الحراك لدرجة يخال القارئ والمشاهد أننا نتحدث عن اقتصاديات وأوضاع الولايات المتحدة الأمريكية أو كندا !

رؤساء الوزارات جميعا منذ ثلاثة عشر عاما الذين أسهم معظمهم في وصولنا لهذا الوضع المأزوم والكارثي على مختلف الأصعدة هم جميعا تم اختيارهم من قبل الملك وكلهم كانوا يأتمرون بأمره في إدارة شؤون الدولة فهل أثرت أو ما زال تؤثر قرارات انتقاء الملك لهذه القيادات العليا غير الجديرة وأحيانا المدمرة على مخزون الملك والنظام من التأييد الشعبي والجماهيري في الشارع الأردني؟ إن تراجع الإصلاح السياسي في الأردن وسط إصرار الملك على قانون الصوت الواحد وتراخي جهود مكافحة الفساد ، واحتماء بعض من تحوم حولهم الشبهات بالديوان الملكي يضع شعبية الملك على المحك ويمكن تلمس كثير من الملاحظات العرضية (Casual Observations) لدى المواطنين الأردنيين تتضمن عدم الرضي عن الوضع الراهن لا بل تتضمن مشاعر الغضب على النظام الذي لم يفلح في حماية كرامة الناس ومدخراتهم ولقمة عيشهم ناهيك عن تمترس القيادة السياسية خلف صلاحياتها الهائلة في التدخل في كل قطاعات الإدارة العامة للدولة . صحيح أن الملك والنظام ما زال يمتلك شعبية معتبرة في معاقل تقليدية كالبوادي والأرياف وبعض الأقليات المستفيدة من الوضع الراهن ولكننا نود التذكير بأن قوة هذه الشعبية ومساحتها وحدتها انخفضت بشكل يمكن ملاحظته من قبل أي مراقب أو حتى عابر سبيل مقارنة بحجم هذه الشعبية للراحل الملك الحسين بن طلال قبل عقدين من الزمن ناهيك عن ظهور انقسامات واتجاهات سياسية معارضة لسياسات النظام وقيادته ضمن هذه المعاقل التقليدية والعشائرية الداعمة للنظام.
ناقوس الخطر يدق فالأردن ليس جزيرة معزولة عما يدور حوله ومطلوب من الملك أن يقف على حجم شعبية النظام ومدى التراجع الذي طرأ عليها وتأثير ذلك على أي احتمالات لاستغلال بعض الاحتقانات هنا وهناك لإثارة نزاعات يمكن أن تودي باستقرار النظام والوطن وتعرض أمننا وسلامنا المجتمعي إلى أخطار نحن بغنى عنها. مأمول من الملك أن يعيد النظر بموقفه من مطالب الإصلاح وقانون الانتخابات النيابية وأن يستدرك التراجع الملحوظ في الدعم والتأييد الشعبي للملك والنظام نتيجة لعدم القيام بإصلاحات سياسية ترقى إلى تطلعات الحراك السياسي والشعبي ، وعلى الملك أن لا يثق كثيرا بما يقوله رئيس حكومته وناطقه الإعلامي ومدير مخابراته فهؤلاء يقاومون التغيير وهم جزء من المشكلة وليس لديهم حلول وفاقد الشيء لا يعطيه.


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-08-2012 10:50 AM

حاول تسال اي واحد ماشي في الشارع مثلا

2) تعليق بواسطة :
07-08-2012 11:59 AM

د خصاونه رائع ...... ان ماتقوله يجول في خاطر كل اردني...... هل ياترى اوصلوا الى الملك ان الشعب الاردني في الباديه والريف والمدينه الان يحمل فكر جديد وان شعبية الملك زادت اونقصت ؟........( اقصد من حوله من الفاسدين الذين يضن انهم من المخلصين للوطن وله لا انهم مخلصين للماده فقط ....حتى الاجهزه الامنيه يجب ان توصل كل شئ حتى كلمة الشارع ونكتة الشارع لان الكلمه والنكته ماصدرت من فراغ ......اقول ان شعبيه الملك اذا اراد جلالة الملك معرفة مدى زيادتها اوثباتها اونقصانها عليه ان يبتعد قليلا عن من حوله وينزل للشارع ويسئل اي شخص حتى المغتربين سوف يعطوك جواب لا اطلب كثير فقط لمدة يوم في بعض محافظات المملكه عسى ان تصل الرساله للملك مباشره ....يجب ان يكون هناك قرارات جريئه من الملك وتشكيل حكومه مشكله من وجوه جديدة واناس مخلصين للوطن وهناك الكثير حتى لوكان من المعارضين لكنه يكون نظيف وامين .....وليس من يزكيه طاهر المصري او بدران او الرفاعي فقط من نفسه .....الهم اعط المليك البطانه الصالحه الهم يسر له ابناء الحلال المخلصين لله اولا والوطن الذي ينزف ولم يبفى به قطرة دم فالان في العنايه المركزه اما الموت اوالحياه وهذا بيد الملك وحده.... دون الرجوع لمن حوله ...دون الرجوع لمن حوله ...دون الرجوع لمن حوله ...الهم احفظ الاردن واحة امن وامان ..عاشت الاردن حرة بابنائها الاشراف (جدتي كانت تحكي امثال من امثالها 1- مابحك جلدك مثل ظفرك) --(2- مين أودع ماله يبيعه) نطلب من الملك ان لايوكل امورنا الى الفاسدين والظالمين لان الوطن كما قلنا في غرفة العنايه المركزه .. وينتظر اهله بفارغ الصبر اما ان يعيش ويفرحوا وكل واحد يذهب في سبيله او الموت وهذه كارثه ان يموت من تحبه .... الهم احمي الاردن والمليك ...والله من وراء القصد

3) تعليق بواسطة :
07-08-2012 03:48 PM

دكتور تحيه لك مقالتك طيبه ومقترحك اطيب لكن مصيبة المصايب ان تجري استفتاء او دراسة مدى شعبية الملك عندنا فتكون النتيجه مثل نتائج الانتخابات النيابيه او نتائج استطلاعات الجامعه الاردنيه عن دخل المواطن او الوضعيه الاقتصاديه للاسر الاردنيه .يعني نتائج مخابرات بحته لا اكثر.قبل عقدين او اكثر جرت انتخابات تكميليه في اربد ونزل دكتور عبد المجيد النصيرات ومن كان يحاول التصويت له ياكل كف وشلوت ويمنع من التصويت .يا دكتور انسى فان النتيجه ستكون 101 بالميه مع زلمتنا بفضل المنافقين ضريبة الطبل ومجيدي الزمر ولا اريد ان اوضح ان النتجه الحقيقيه بعد ان وعي الناس سوف لن تتجاوز 25 بالمئه على الاكثر وهذا حديث الشارع الاردني الاردني (مكرر) وسلامتك وانسى .

4) تعليق بواسطة :
07-08-2012 03:51 PM

نعتذر

5) تعليق بواسطة :
07-08-2012 03:52 PM

نعتذر

6) تعليق بواسطة :
07-08-2012 06:17 PM

يالله روجوا للاخوان وادعموا الاخوان وسياتي اليوم الذي ستبكون فيه ندما وألما لوضع بيضاتكم في جحر الاخوان وما ادراك ما الاخوان

7) تعليق بواسطة :
07-08-2012 07:36 PM

الجديه والعمق الذي تتميز بهما مقالات السيد خضاونه تستحق جلا الاحترام والتقدير اذ ان تحليلاته تنطلق من فهم موضوعي لطبيعة وتركيبة النظام السياسي الاردني بخصوصياته وتعقيداته.هذا الجانب يمثل جزء من المشكله التي يعاني منها الواقع الاردني .الجانب الاخر الذي قد يفوق في اهميته وثاثيرهالجانب الاول والذي قلما يتعرض له اصحاب الفكر امثال السيد الخصاونه ,يمثله الشعب الاردني ,بتناقضاتهه ,قصر عمر خبرته السياسيه, ازوفه عن الانخراط الصيغ والهياكل التنضيميه( الاحزاب والنقابات والنوادي الفكريه ...الخ) مكوثه اسير للمفاهيم او الانتماءت الجهويه والعشائريه وربما الدينيه ,افقتقاده لثقافة العمل المشترك والجماعي في خدمة الجماعه او الخير العام, تشتت انتماءاته وضعف انتماءه لمفهوم الشعب والوطن بالمفهوم العريض والمتقدم لهما, غض النظر او معارضه مشاركة المراه في الصراع السياسي كعامل اساسي في اي حركة تغييراجتماعي, النظره الفرديه والمزاجيه والاسلوب العنتري في التعامل مع الغير.....الخ,هذه الجوانب او السمات تلعب دور في غاية الاهميه اذا ما اردنا تشخيص وتحليل ودراسة اسباب تعثر او تخلف وضعف الحراك الاردني وتبعثر جهوده واضاعته لفرص بناء اطره التنظيميه وتوحيد جهوده وبرامجه كخطوه اساسيه على طريق انتزاع حقوقه السياسيه والمشاركه الحقيقيه في ادارة ومراقبة مؤسسات الدوله . التركيز المستمر على نفقد وكشف عيوب وممارسات النظام , والمطالبه بالاصلاح واحترام الدستور واستعادة الولايه العامه و فصل السلطات ومحاكمة الفساد وووووووووو دون التوجه لاصحاب المصلحه الحقيقيه في ذلك, ومحاكات مفاهيمهم و كل جوانب الضعف في توجهاتهم وحراكهم,يساهم بشكل غير مباشر في استمرار حالة التمزق والضياع التي تعاني منها حركة الاصلاح الاردن لتصبح فريسه سهله امام احاب النظام وامكانته ووسائله المتعدده للاتيان عليها وثنيها عن اهدافها وطموحاتها, وهذا ما نراه يوميا ,مرة عن طريق الحكومه واخرى عن طريق الاجهزه الامني واخرى عن طريق الديوان واذا عجزت عن ذلك كل هذه البدائل فراس الدوله جاهز لممارسة طريقته.

8) تعليق بواسطة :
08-08-2012 05:42 AM

اتوقع ان شعبية الملك تراجعت في الآونة الاحيرة بفعل العديد من العوامل لكن لا احد ينكر انا القيادة السياسية نجحت في ادارة الازمة على الاقل على المدى القريب اما الاصلاح فهو تدريجي والمواطن مسؤول عنه في الدرجة الاولى اما نية الملك في الاصلاح فلا تقاس ببساطة وللدكتور الخصاونة الحق في اجراء دراسة حول شعبية الملك واذا رغب في ذلك فلدي مصادر تمويل لهذا المشروع البحثي ويمكن ان اصمم له استبانة الكترونية تصل الى اكثر من مليون مواطن في الاردن ....

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012