أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


الحراك خطر على الأمن.. والمعارضون للصوت الواحد في النار!

بقلم : فهد الخيطان
11-08-2012 03:02 AM
'لا يوجد شيء اسمه أمن ناعم أو أمن خشن. هناك أمن يفرض على الجميع بعدالة'، يقول رئيس الوزراء د. فايز الطراونة.لكن في مقاربة الطراونة هذه مثلب كبير وخطير؛ فهو لا يأتي على ذكر القوة ولا يلوح باستخدامها، إلا في سياق الحديث عن الحراك السياسي في البلاد، وكأن مظاهر 'الاحتجاج السلمي' هي مصدر التهديد الأمني، أو أن نشطاء الحراك هم من يقطعون الطرق ويهاجمون قوات الأمن ويتحصنون في 'الكمالية'.المحتجون السلميون في مختلف مناطق المملكة كانوا ضحايا لغياب قبضة الأمن أحيانا، ولفرط قوة الأمن ضدهم أحيانا أخرى. وحوادث كالتي وقعت في ساحة النخيل، والدوار الرابع، والكرك، وسلحوب، ومن قبل دوار الداخلية، ما تزال حاضرة في الأذهان.'أمن يفرض على الجميع' هو مطلب الأحزاب والحراكات وعامة الناس لمواجهة مظاهر التعدي على هيبة الدولة، والإخلال بالنظام العام، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة والمراكز الأمنية، والتي شهدنا نماذج مخيفة عليها في الموقر والفيصلية، وفي جبل النصر حيث يتحكم أصحاب الخوات بحياة الناس بدون رادع أمني.وفي معظم الحالات، كانت قوات الأمن ترافق المسيرات وتطوق الاعتصامات لحمايتها من اعتداءات الغير، وليس خوفا من قيام المشاركين فيها بمهاجمة الممتلكات العامة أو المقار الحكومية. المقلق في مقاربة الطراونة هو النظرة إلى الحراك السياسي باعتباره ملفا أمنيا، يستدعي معالجة من طراز أمني أيضا. وفي عصر التحولات الكبرى التي يعيشها العالم العربي، لا يجد الرئيس غير مقاربات الماضي لتمييز الأردن عن غيره من الأنظمة؛ فيستعيد الحديث عن المشانق، والتأميم، والمفقودين. مثل تلك المقارنات تصلح في زمن مضى، كان فيه التسامح ميزة فريدة في عالم عربي تحكمه أنظمة دموية متسلطة، لكنها اليوم بلا معنى أو قيمة بعد السقوط المدوي لعتاة التسلط، وفي زمن تطلب فيه الشعوب حقها الشرعي في السلطة لا تسامحا ولا شفقة من أحد.لهجة الرئيس وهو يتحدث في شؤون السياسة أمنية بامتياز، لهجة تنتمي إلى مرحلة فاتت لا تلحظ التغيرات الهائلة في المجتمعات العربية، ولا تواكب السجال الدائر في أوساط الأردنيين حيال مستقبلهم. وحتى عندما يأتي على ذكر الانتخابات النيابية، فإنه لا يجد غير لغة التهديد والوعيد لمن يخالف رأي الحكومة، أو يفكر في مقاطعة الانتخابات والتعبير عن حقه هذا.في خطاب الرئيس روح 'مكارثية'، تسعى إلى نفي الآخر وإقصائه لمجرد أنه يعارض.إذا استمر الخطاب على هذا المنوال، فلا تستغربوا أن تصدر الحكومة فتوى تحرم انتقاد قانون الانتخاب، وتحذر معارضيه من جهنم وبئس المصير!

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-08-2012 11:45 AM

مقال رائع لكاتب مبدع يجلي صورة رئيس مهزوز

2) تعليق بواسطة :
11-08-2012 12:49 PM

شكراً استاذ فهد على المقال الواقعي والتعريف الدقيق لفايز الصويص الذي جر الأردن لهبة نيسان ويسعى الآن لجر الآردن لما هو اسوأ بكثير من نيسان.

حمى الله الأردن من كل مكروه ومن الجهلة اللذين لا يعرفون ما يدور حولهم وما قد ينتج عن افعالهم

3) تعليق بواسطة :
11-08-2012 04:40 PM

بكل صراحة، انا بحترمك بس في الاونة الاخيرة اصبحت مقالاتك شوي سطحية. صرت مركز على المبالغة و التهويل بالموضوعين الي نتحكي فيهم يوم ورا يوم. و كانه محور اهتمامك صار نجوميتك. ما تفكر اذا هولت الامور و بالغت في تصويرها رح تزداد شعبيتك بالعكس. الاغلبية بعرفو الحقيقة. تحليلي انك ستفقد مصداقيتك اذا ما غيرت طريقتك. كما كنت في السابق

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012