أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


نقاط تحتاج إلى حوار جدي وحاسم

بقلم : د. رحيّل غرايبة
14-08-2012 11:56 PM
حتى تنطلق قاطرة الإصلاح في الأردن، وحتى يتمّ استنبات الربيع الأردني، ويلتحق الأردن برقعة الإصلاح العربي التي بدأت تتسع وتمتد، لا بد من حسم جملة من النقاط ذات الأهمية البالغة والخطر العظيم على مستقبل الدولة الأردنية برمّتها.
النقطة الأولى تتعلق بعنوان الإصلاح وشكله ومضمونه وجوهره، وينبغي أن لا يكون الإصلاح مجرد لفظ يجري على الألسنة وله مضامين مختلفة وأشكال متباينة، وكل طرف يخفي فهماً محدداً ويبطن مآلات معينة خاصة به، بمعنى أكثر وضوحاً يجب تحديد العنوان والمضمون بوضوح وجلاء، والاتفاق على الخطوات والاتفاق على المراحل الزمنية والبرنامج العملي الواضح بتوافق جمعي.
وأزعم أنّنا في الأردن لم نحقق شيئاً من ذلك، فالكل يتكلم عن الإصلاح، ويزعم أنّه يسير في الإصلاح، ولكن بشكلٍ عام يخلو من التحديد ويخلو من البرمجة ويخلو من تحديد المراحل.
النقطة الثانية التي تتعلق بأهلية الشعب الأردني وقدرته على تقبل الإصلاح والسير به، ويجب أن تحسم هذه المسألة بالإقرار بأنّ الشعب الأردني مؤهل وقادر على حمل رسالة الإصلاح بكفاءة، ولا يجوز الخضوع لمنطق الوصاية على الشعب، ولا يجوز الاحتكام إلى منطق تغييب الشعب ومصادرة حقوقه وحرياته من أية جهة، وسوف يطور الشعب ملكاته الإدارية وأطره السياسية من خلال الممارسة والانخراط في عملية الإصلاح.
النقطة الثالثة تتعلق بترتيب الأولويات، والاتفاق على الأولوية الأولى في شأن مسيرة الإصلاح التي تتمثل بالإصلاح السياسي، ويجب حسم الجدل حول موضوع أنّ الحراك العربي مردّه إلى الناحية الاقتصادية، وذلك لشيء واضح ومحدد أنّ الناحية الاقتصادية هي ثمرة للنجاح السياسي، ولا يجوز التفكير مطلقاً بضرورة تحسين أحوال الناس المعيشية في ظل فساد سياسي وتسلط النخب المتحكمة، فهذا من باب الرشوة، وليس من باب الإصلاح.
النقطة الرابعة، ما يجري في الأردن هو جزء مما يجري في الإقليم ولا يجوز الاستسلام لمنطق الاختلاف والتميّز الذي يدعيه كل قطر، فما يجري في العالم العربي، والأردن جزء منه، هو تحول حقيقي، جوهري وجذري، وليس هبة ولا عاصفة مؤقتة يتم الانحناء لها، وإنّما هو ثورة شعوب، تكتنز الوعي والفهم، وتبتغي التحرر بكلّ أبعاده، وتريد الانتقال إلى مرحلة الديمقراطية والحرية.
النقطة الخامسة، التغيير يحتاج إلى تغيير في الوجوه وتغيير في المنهج أيضاً، ولذلك لا يمكن أن يتمّ الإصلاح على أيدي النخبة الفاسدة نفسها برجالها ومنهجها، فلا بد من رجال جدد وأيدٍ نظيفة لم تتلوث في الفساد، ولم تشترك في مسؤولية المراحل السابقة، تعزم وتنهض بقوة وتملك رصيداً مقنعاً من الثقة، وتبتدع منهجاً جديداً ومعادلة سياسية جديدة تنهي احتكار النخب الفاسدة لمقدرات الدولة، وتنهي استئثارها بالسلطة، وتعيد السلطة للشعب بشكلٍ متدرج وهادئ وبطريقة سلمية.
النقطة السادسة، لا بد من مشاركة جميع مكونات المجتمع الحقيقية، ومشاركة كل القوى السياسية الفاعلة التي تنتمي إلى الإصلاح وتملك الرؤى الإصلاحية، وليست جزءاً من المرحلة البائدة التي تتسم بالفساد والاستبداد والقمع، ولا بد من الاحتكام إلى صناديق الاقتراع.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-08-2012 02:36 AM

كل ما ذكرت شيخنا الجليل لا غبار عليه ولن نختلف عليه ونطمح جميعنا الوصول اليه ولكن سيدي الكريم انا كأردني الان تائه ماذا يهمني كل ما ذكرته وانا احاول البحث والصراع لتثبيت هويتي وكياني المهدد وعلى رأي المثل(ماذا يعنيني ويهمني اتساع العالم وحذائي ضيق).ارجوك شيخنا اضف لنقاطك الاصلاحيه(موضوع الهويه والكيان المهدد) واسلم...

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012