بقلم : يونس نهار بني يونس
21-08-2012 11:20 AM
بسم الله الرحمّن الرحيم
إبتداءً أتقدم من الشعب الاردني باسمى أيات التبريك بمناسبة عيد الفطر المبارك والغير سعيد على هذا الشعب الذي بات التهاون والتخاذل وعدم الاكتراث بما يجري حوله وما ينتظره من مستقبل قد يؤدي به الى كارثه لا يعرف الا الله منتهاها,فالى متى سوف نتجاهل الماء العكر الذي يسيل ويجري تحت أقدامنا,والى متى سوف يجلس الغالب من الوجاهات والرجالات والشخصيات التي تدّعي الفهم والمعرفه والعارفه فعلا بالخطر الذي يحوم فوق رؤوس الاردنين الى التبريرات المتخاذله التي نتدرج تحت مسميات,الكف الواحده لا تصفق,والكف لا تقاوم المخرز,والدوله والنظام تحولت الى عصابه لا يستطيع أحدٌ أن يوصل صوته ولا هي تسمع لأحد,وهكذا أعذار حتى تقع الفأس في الرأس ويختلط الحابل بالنابل وتنطلق صيحات الماجدات الاردنيات في البوادي والارياف ألا هل من مغيث.
نعم كل هذه الأعذار قد تبدوا بل هي حقيقه,والنظام إزداد عنجهيةً وغبناَ وتجاهلاً للأردنين وبالذات الأردنيون من أصل أردني حيث بدا هذا واضحاً من التصريحات والتهديدات التي أطلقها بوق ما يسمى بالحكومه,التي لا نتطق عن الهوى إن هي إلا عبدٌ وحيةٌ تسعى لتلدغ بسمها الذي يُحقن بل هو محقون ومتوارث عند البعض منهم الذي تحقنه وتحرص على على وجوده فيهم الثلة الصانعه للقرار في الاردن,وقد يستعجل البعض فيفّهَم أنني ذاهبٌ في خطابي الى إثارة النعرات والاقليميات بين مكون النسيج الاردني,فلا يستعجل لهذا وليفهم أن لإثارة بعض الحقائق والمخاطر التي تتبعها الدولة الاردنيه ستنال جميع الاردنين ولكن تقضي الحقائق والاحداث الافعال الاخيره التي إنتهجتها الدوله بتبيان مدى التجاهل وعدم الاكتراث للشعب في سبيل أن تبقى هذه الدوله في المسار الخاطئ والغير وطني والذي لا يعبر ولا يخدم إلا أصحاب القرار ليتمكنوا وبشكل مستمر من إستغلال هذا البلد بشعبه وثرواته وأزماته وفقره وجوعه وجهله وتذمره لمصلحة مشاريعهم ونزواتهم وملذاتهم وعنجهيتهم,والشرق أردنين الذين إستغلتهم الدوله ببواديهم وعشائرهم لحماية نظامها على مدار 90 عاماً من ما كانوا يسموه الخطر الداخلي من المكون الفلسطيني على الدوله وعلى الاردن فيثيرون النعرات والفتن متى شاؤوا ويستغلون الترابط والتماسك الهش بين المكونين ليستفزوا أياً منهم متى أرادوا ومتى تدعوهم الحاجة لذلك,وقد رسخت هذه السياسه وقويت بعد سنة 70 وواصلت وحرصت الدوله الاردنيه على عزل القوى الفلسطينيه الخارجيه ومنعها من التدخل بالشأن الداخلي الاردني من أجل حماية(كما تدّعي الدوله)النسيج الوطني والوحده الوطنيه كما يشاء البعض أن يسميها,سواء من حركة فتح أو الجبهه الشعبيه أو حركة حماس,وقد يتوافق البعض أو الغالبية مع هذه السياسه وأنا منهم بل أقول أنها ضرورة ملحه ومهمه,فلا يجوز لاي كان أن يتدخل أو يمارس نفوذا أو نشاطاً قد يتخالف أو يتوافق مع سياسة الدوله في إدارة شؤونها الداخليه مع مواطنيها.
ولكن الطريف والغير منطقي والغير قانوني والغير دستوري والمغاير والمخالف لمعاير الشرف والنزاهه والمروءه أن تتناسى الدوله هذا النسيج الاردني الكبير والذي يمثل ويشكل بالاصل أصحاب البلد والارض الحقيقيون الذين من حقهم وشأنهم تقرير مصيرهم واختيار حاكمهم وتغيره إن أرادوا وتثبيته إن أرادوا فهم أصحاب الحق وهم أصحاب الارض وهم الاردنيون الذين ورثوا هذه الارض عن أجدادهم يوم لم يتواجد على هذه الارض غيرهم,وهم من تحمل ومن بنى ومن استضاف ومن تآخى مع إخوانهم وجيرانهم يوم تآمر عليهم الخونة والعملاء والصهاينة والانجليز وصادروا أرضهم ونهبوا وطنهم وشردوهم وفُرض عليهم وعلينا وحدة لم نقررها ولم نختارها ولا هم كذلك,فاليوم عندما رفض هذا الاردني منهج الاصلاح الذي لا ينتمي لكلمة صلاح ولا صالح ولا صلاحية, يدفعهم لهذا الرفض غيرتهم على أمهم الاردن التي أُنتهك كل جميل وذو قيمة فيها فأصابهم العوز والفاقة ووجدوا كل ما يضمن لهم التعافي من هذه الازمة من مقدّرات وثروات قد بيعت ونُهبت وصادورها الفاسدون وحولوها لحساباتهم التي يرون فيها الضمان والامان عندما يفرون ويغادرون وطنا قد دمروه ليتركوا الشعب المنهوب والمسلوب يتحمل كل خطاياهم وقذاراتهم وخياناتهم,وكيف لا وهم يرون في هذا الشعب خصال العبيد الذين يُطيعون سيدا يجلدهم فهل بربكم يستحق هذا العبد بنظر سيده أن يُكرم, فالطريف أن الدولة قد قررت أن تتجاهل الشرق الاردني الرافض في معظم المحافظات الاردنيه والقرى والبوادي لنهج الاصلاح والانتخابات( التي لا تعدوا بمضمونها إجراء شكلي لكي يثبتوا صناع القرار للدول التي باتت تتحكم بكل صغيره وكبيره في سياسة النظام الذي أضاع ماله وأمسى متسولاً ليدفع ضروريات ومتطلبات الدوله,أنهم يصلحون وينتهجون سبل الديموقراطيه وهذه الانتخابات التي إشترطتموها علينا قد أُجريت)معلقين عذرهم على أنهم يحاربون الاخوان المسلون في هذا النهج لكنهم في الحقيقة هم والاخوان يستغلون هؤلاء الاردنين الرافضين ليمرر كلٌ منهم أجندته فالدولة أو صناع القرار حاقدون على الاردنين الذين طالبوا بالاصلاح وهتفوا بمحاسبة الفاسدين,فهذا بنظر أصحاب القرار تمردٌ للعبيد على أسيادهم فالمال لهم والثروات لهم وهؤلاء العبيد مجرد رعايا لا يعدوا حقهم في الحياة غير الاكل والشرب والطاعة والتبعية للاسياد,فكيف تطالبون بما هو حق لاسيادكم الذي اختارهم الله من دون الناس ليركبوكم حيث سخركم ربكم كدوابِ وما انتم بنظرهم واعتبارهم الذي عبّر عنه نهجهم وسياستهم الا كذلك,فحقد صناع القرار على من يطلبهم بالاصلاح متذرعين بالاخوان الذين لم يخرجوا يوما من عباءة هذا النظام ومارسوا كل السياسات التي تخدمهم وتعزز وجودهم مع النظام هو القصد من التجاهل,وأما الاخوان فهم كأصحاب أجندات ومنضومة دولية وجماعة منتشره في العالم كله تابعين لمنهجية رئيسية تدار من القيادات العامه لجماعاتهم وتساس جماعتهم بالتماشي مع الظروف المتاحه لتنفيذ الاجندات بشكل متمهل وتدريجي لما تقتضيه المرحله,طُلِبَ منهم أن يُصّعدوا ويرفعوا سقف المطالب بحكم الاحداث والتغيرات التي ظهرت بالمنطقه عموما وتبنوا واستغلوا مطالبة ومعارضة واحتجاجات الاردنين في كافة انحاء الاردن ليشكلوا جبهة عريضه في وجه أصحاب القرار,واختلاف الجهتين وأجنداتهم جعلت من الاردنين الذين يثورون بمطالبهم لاسترداد كرامة وثروات نُهبت وانتهكت مطية لهم وحجة يتشدقون بها,فلننظر الى أي مدى وأي وقاحه وصلت اليها الدولة في أواخر نهجها.
الجميع سمع وعرف وظهر للناس والعالم داخل الاردن وخارجه أن جماعات وشخصيات تمثل حركة فتح قد مارست وتمارس الاقناع والتحشيد للمخيمات بالتسجيل والاقبال على الانتخابات,وحركة حماس والسيد مشعل الذي كان يتمنى يوما أن تنظر له الدوله الاردنيه بعين الانتباه فيشعرونه انه موجود ليس الا تحفظا من الدولة وتطبيقا للسياسة التي اسلفت ذكرها بعدم السماح لهم بالتدخل بالشؤون الاردنيه أصبح فجأة مبعوث الدوله ووسيطها ويدخل القصر في الوقت الذي يشاء وفي الوقت الذي اصبح هذا القصر حصناً منيعا ومانعا لكلمة من ابناء الشرق الاردني لتدخله وليس للاشخاص فقط,
ففتح التي بنظر الدوله تشكل خطرا على النسيج والوحدة الوطنيه أصبحت ذراع النظام لاقناع الاردنين من اصل فلسطيني بالانتخابات
وهذا اعتراف ضمني من الدوله بأن فتح قادره على أن تلعب الدور الذي تُحب وتغير ان شاءت بهيكل النسيج الاردني وانها هي القوة الرئيسه المؤثره بهذا النسيج الاردني من اصل فلسطيني فماذا رأيكم أيها الاردنيون عموما والشرق أردنيون خصوصا,الا يوجد خطوره على الاردن بكل مكوناته عندما ينتقل رويدا الصراع القائم بين الفصائل الفلسطينيه الى الساحه الاردنيه وهل في اعطاء اصحاب القرار الاردني رخصه لفتح ولحماس للتدخل في الشؤون الاردنيه حكمة او أجنده قد تحمل ابعد من ما تقتضيه الانتخابات,سأترك هذا الاستنتاج لحضراتكم رُغم أني أعتقد أن الحمة من اعطاء الدوله لفتح وحماس هذه الرخصه والفرصه لها ابعد ما تتطلبه الانتخابات.
الى الان ولا يجد أي متقاعد بهذا الخطاب معنى للعنوان الذي اخترته له ولكن هنا يستوجب القول والنداء والاستصراخ للمتقاعدين العسكرين الذين أصدروا بيان الاول من أيار وتفرقوا بعدها الى شلل وجماعات لا تحصى ولا تُعد يتناحرون ويتنافسون فيما بينهم ونسوا واجبهم المقدس الذي حملوا لاجله السلاح طيلة حياتهم فالعذر بالاعذار التي أوردتها أعلاه غير مقبول والواجب يُحتم عليكم أن تتوحدوا وتصدروا بيانا جديدا يتضمن خطة عمل ومنهجية جديدة بالتعامل مع هذا التخاذل والتجاهل للاردنين من النظام والسياسة الجديدة التي طرأت على الاردن باعطاء الرخصة لفتح وحماس للتدخل الذي قد يصل الى ما ابعد من هذا في المستقبل القريب ويهدد أمن الاردن عموما وأمن الاردنين في البوادي والارياف,وقد استصرخت واستصرخ فيكم الرجولة والمروءة والوطنية والاردنية لانكم من يجتمع على اخلاصه ووطنيته وحركته الاردنيون عموما,وانتم بعائلاتكم وابنائكم واحفادكم ومحبيكم من الاردنين تشكلون الغالبية الضاربه التي تجبر وتستطيع ان تغير في الاردن ما تشاء ان اردتم وصممتم واستصرختم الوطنية فيكم,فالاردن وانا من هذا المنبر استصرخكم واستحلفكم بالله ان لا تخذلوا الاردن بجهلكم وتفرقكم,فانتم الاهل والعشيره وانتم الماضي والحاضر الذي دافع عن هذا البلد الذي لم يعد بالدنيا ملجأ سواه فلا تضيعوه وتعلقوا تخاذلكم بالاعذار التي ذكرتها مسبقا فليست لكم بعذر.
والمتقاعدون الان واحدٌ من ثلاث
إما انتهازيٌ لا يهمه الا مصلحة نفسه وليس للاردن وللكرامة وللمروءة في دمه من نصيب.
واما ضعيفٌ ياخذه الجبن على استحياءٍ من خدمة أو مكرمة كما يسميها البعض قد أُلقيت له في زمنٍ مضى فلا يُقدم مصلحة الوطن وحاجة الوطن اليه في هذه الشدة فيموت كما يموت البعير ويحمل جبنه بين أظلاعه ليقابل به رباً ذو عذابٍ اليم.
وإما رجلٌ يحترم الرجولة والمروءة فيهُبُ لنداء الوطن ويوحد الصف ويتجاوز كل الامور الشخصية والمشخصنه ويفيق من سباته ويتصل برفاقه ويتخذ موقفا لا يجامل فيه احدا على وطنه ويرسم بشجاعته لابناء الاردن منهجا مقاله فإما حياةٌ تسرُ صديق وإما مماتٌ يكيدُ العدا
فاختاروا ايهم تريدون ان تكونوا وسأنتظر مع المنتظرين ردة فعلٍ تُحدث في الاردن باذن الله تغييراً يُجبر اصحاب القرار على الرجوع للحق والعدول عن ما أبرموه من صفقات يدمروا بها النسيج الاردني والامن الاردني بكل مكوناته,وليس غيركم الان مناطٌ به هذا الواجب المقدس,واعلموا أن التاريخ لن يرحمكم ولن يُنصفكم اذا ما استمريتم بهذا الشقاق بينكم وتركتم الاردن للغربان والمؤامرات والخطر الذي أحاط فيه,فالمطلوب منكم ليس بالكثير وانما وقفة للحق من جديد تكون أقوى وصداها اكبر ومحتواها اكثر من بيان الاول من ايار وانتم تعلمون جيدا ما هي النتائج التي تترتب على هذه الوقفة ان اسطعتموها وكنتم ابناء الاردن الاحرار والله من وراء القصد
الى كل أردني يقوم لاجل الاردن أهدي هذه الابيات من قصيدةٍ نظمها عمي الشاعر زاهي العطروز يوم وقفت العراق في وجه الطغيان الفارسي
أوحيتِ عمانٌ أم أُلهمت بغدادُ+++++أُنشودةً خطها للدهرِ أنجادُ
من غُرّكِ الصيدِ صاغوا لحنها قسماَ++++بأن تُرَدَ بهم للعربِ أمجادُ
سطعتم في سماءِ العُربِ شمسُ ضحىَ++والعربُ في كهفهم ويلاه رقادُ
أووا الى الكهف لا صوناَ لدينهمِ++فقد شروهُ فذلوا بعد أن سادوا
أووا الى الكهف لا أيقاظ تحسبهم++ولا رُقودَ فهم قُوامُ قعادُ
قُوامُ في سرفٍ قعادُ عن شرفٍ++نوامُ عن رَشَدٍ في الغِّيِ سُمارُ
الارضُ تُنهبُ والاموالُ داشرةٌ++والعرضِ يُهتكُ القُوادُ قُوادُ