أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
"حماس":تصريحات نتنياهو بمطالبتنا بالاستسلام سخيفة للاستهلاك المحلي وتعكس وضعه المأزوم القسام تكشف عن عملية مشتركة مع سرايا القدس حملة للحد من حرائق الصيف في طيبة إربد المغاوير/ 61 تنفذ تمرين "جبل 5" مع الجانب الفرنسي الصديق الحنيطي يودع وحدة الطائرات العامودية الأردنية الكونغو/1 الصفدي يلتقي وزراء خارجية في الاجتماع التحضيري للقمة العربية - صور الملك وولي العهد يعزيان بوفاة الوزير الأسبق السحيمات الخارجية: تسيير طائرة تابعة لسلاح الجو لنقل المواطنة الأردنية المصابة بغزة تشغيل مشروع الباص السريع بين عمان والزرقاء خلال يومين الملك من الزرقاء: الانتخابات النيابية محطة مهمة في عملية التحديث السياسي وتحتاج إلى جهود ومشاركة الجميع - صور وفاة طفل إثر سقوطه من باص ركوب صغير في لواء الطيبة بإربد العموش: دائرة الأحوال المدنية تعمل على تسهيل إجراءات تغيير مكان الإقامة للناخبين عربيات: تنويع الأسواق السياحية لتعويض انخفاض أعداد السياح بسبب الأحداث الإقليمية إيقاف رئيس نادي الوحدات 4 مباريات وتغريمه 1000 دينار العموش: العفو العام يسقط الغرامات المترتبة على الشركات
بحث
الأربعاء , 15 أيار/مايو 2024


إلقاء القبض على زعيم البلطجية

بقلم : د. رحيّل غرايبة
28-08-2012 11:23 PM
انشغل الرأي العام المصري بقصة محليّة مثيرة تتلخص في إلقاء القبض على أحد كبار زعماء البلطجية في مصر، الذي نشأ وترعرع في ظل حكم مبارك المخلوع. وتفيد الأنباء أنّ قوات الأمن قامت باعتقاله مع ستة عشر من رجاله ومساعديه والعثور على خمسة 'أسود' موجودة في أقفاص خاصة، إضافة إلى مجموعة من حيوانات عديدة موجودة في حديقة حيوانات خاصة به، كما وجد أنّه يملك عدة ملاهٍ ليلية، ومحلات تجارية مختلفة، كما عثر على مجموعة نساء، يعتقد أنّهنّّ يستخدمن في الدعارة، كما تمّ العثور على أسلحة وكميات من المخدرات والحشيش.
اعترف كبير الأشقياء بأنّه كان يقوم بأدوار مختلفة بتوجيه من وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية، وكان يقوم عبر رجاله بحشو صناديق الاقتراع بالأوراق المزورة من أجل الحيلولة دون فوز مرشحي جماعة الإخوان المسلمين، كما كان يقوم بمهمة ترويع الناخبين وتخويفهم بتوجيه صريح من 'حبيب العادلي' وزير داخلية مبارك على حسب تعبيره.
أدلى زعيم العصابة باعترافات كثيرة من هذا القبيل بكل صراحة ووضوح، مؤكداً أنّه ليس نادماً على ذلك؛ لأنّه كان ينفذ أوامر الحكومة من أجل خدمة الدولة واستقرارها وحفظ أمنها وتحقيق مصلحة مصر، ويقول الصحفيون والإعلاميون الذين قابلوه في السجن أنّه لا يبدو عليه علامات القلق والتأثر نتيجة الاعتقال، ويؤكد أنّه يعد نفسه من رجال الأعمال الذين يخدمون الاقتصاد المصري بشرف.
لقد بزغ نجم هذا الزعيم البلطجي عام (2000) عن طريق إدارة شبكة واسعة من البلطجية الذين يقومون بتأمين الحماية للفنّانين والفنّانات خاصة من هم في طور الصعود والنجومية، كما كان يقوم بتأمين الحماية للملاهي الليلية والبارات وعلب الليل، ويؤمن خدمات الحماية عبر مكتب خاص له في سراديب تحت الملهى الليلي الذي يملكه قرب قصره في الإسكندرية، ويمارس تجارة العقارات وأنواع أخرى من التجارة المحرمة، تحت نظر وزارة الداخلية وحمايتها، بما يقدمه من خدمات قذرة وقت الضرورة.
المشكلة أنّ نظام البلطجة أو نظام الشبيحة بات سمة بارزة من سمات النظام العربي الاستبدادي الفاسد، من أجل تأمين حاجات الأنظمة من التزوير المطلوب، وتأديب الخصوم ومنع فوز المعارضين بطرق غير شرعية وخارجة عن القانون ودون مستمسك قضائي أو جرمي يمس الدولة، بحجة خدمة البلد والمصلحة العامة، ويتمّ إقناع الشبيحة والبلطجية بأنّهم يقومون بعمل وطني شريف، وأنّهم يقومون بحماية الأمن والاستقرار من أعداء الوطن وعملاء الأمريكان والامبريالية، وأصبح التشبيح في الكتابة والإعلام كما هو في الأفعال وأعمال الاعتداء على المواطنين، ويمارسون التشبيح من دون وخزة ضمير أو شعور بالذنب، بل على العكس يتم تطوير مرض البلطجة، والتشبيح لدى الممارسين، فيشعرون بدواخلهم بالبطولة ونشوة العمل الوطني، إذ يتمّ التزوير من أجل المصلحة العامة، وحتى يتم القتل بدم بارد، وكما يتم إلقاء التهم الجاهزة بمنتهى السهولة.
هذه العصابة التي جرى إلقاء القبض عليها، لها أشباه ومثيلات كثيرات في مصر وغير مصر؛ لأنّ التنسيق العربي بين وزراء الداخلية العرب في الزمن الغابر كان ناجحاً جداً ومستمراً بعكس التنسيق في مجالات التكامل العربي الأخرى، وكانت تونس بزعامة الرئيس الهارب زين العابدين هي التي تتولى جانب التنسيق الأمني بين الأنظمة المغاربية، ولذلك يسهل تفسير التشابه في أساليب مواجهة ثورات الشعوب العربية عبر 'البلطجية والشبيحة' من خلال انتقال الخبرات الناجحة وتعميمها.
الخطورة الحقيقية تكمن في تأصيل الفكر البلطجي والثقافة التشبيحية التي لها منظرون كثر في صحافتنا العربية التي تضفي الوطنية على هذا الفعل الشنيع، وتتقن فن إلقاء التهم على الضحية، ما يجعل 'التشبيح والبلطجة' مدرسة عربية معاصرة، سوف تدخل فنون علم السياسة الحديث .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012