أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


قطر تستطلع رأي الشعب الأردني

بقلم : أحمد ابوخليل
04-09-2012 11:59 PM
يفيد العنوان الذي اخترته لهذا المقال لغايات جاذبية القراءة، وعذري في ذلك طبيعة ومستوى الموضوع الذي سأتناوله. فقد أعلن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في قطر الذي يديره الدكتور عزمي بشارة، نتائج استطلاع رأي بعنوان 'اتجاهات الرأي العام الأردني نحو الأزمة السورية'.
سوف أضع أفضل الفرضيات، مثل أن الاستطلاع أجري بمواصفات علمية عالية المستوى وأنه تم بحيادية، سيما وأن المركز الذي قام به يضم بالفعل قائمة من أبرز الباحثين والأكاديميين العرب ويضع شروطاً علمية عالية المستوى على ما ينشر به. وهذا يعني افتراضاً إيجابياً آخر بأن الأرقام والنسب التي خرج بها الاستطلاع تعكس واقعاً حقيقياً.
غير أن النقطة التي أود الاشارة اليها لا تتصل بهذه الأمور، بل تتصل بعملية تفسير الأرقام الذي قام به المركز ونشره مع الأرقام، وهنا الكارثة. وبالنسبة لي، شعرت أنني أمام واحد من التقارير التي تبثها قناتا 'الجزيرة والعربية' بخصوص الأزمة السورية، وهي تقارير أصبحت نماذج تصلح للتدريس في ميدان 'التدليس'.
يصعب هنا إعادة نشر النص كاملاً، وبمقدور من يريد من القراء أن يعود اليه منشوراً على موقع المركز الالكتروني dohainstitute.org وأرجو المعذرة ممن قد يخرج بانطباعات تختلف عما حصل معي، وقد يشفع لي عنده أنني أرشدته الى عنوان الموقع، مع رجاء ملاحظة الفرق بين اسم المركز واسم موقعه الالكتروني، فهو يشبه قيامي مثلاً بفتح دكان تحت اسم: 'بقالة أحمد أبوخليل لصاحبها فريد شوقي'!.
سوف اكتفي هنا بعرض نموذج واحد: فقد طلب الاستطلاع من المستطلَعين أن يختاروا أحد توصيفين للأزمة السورية: الأول هو 'إن ما يجري في سورية اليوم هو ثورة شعب ضد النظام' والثاني هو: 'إن ما يجري في سوريا اليوم هو مؤامرة خارجية على سورية'.
أجاب 57% من المستطلعين أن ما يجري هو ثورة بينما أجاب 37% بأن ما يجري مؤامرة. والى هنا الوضع جيد ولا اعتراض. ولكن مفسر الأرقام لم تعجبه نسبة 37% الذين يرون أن ما يجري مؤامرة، فهي نسبة عالية، ولذلك راح يبحث عن سبب آخر، فتوصل ومن دون أن يتوفر سؤال خاص عن ذلك، الى أن أغلب هؤلاء يقصدون بالمؤامرة: 'أنها مؤامرة داعمة للنظام ضد الشعب'! وليست مؤامرة ضد سورية! (إشارات التعجب من عندي).
بالمجمل يوحي المفسر بأن النقاش في الأردن حول الأزمة في سورية يتم بين فريقين يمثل أحدهما نسبة 3% من مؤيدي النظام مقابل الآخرين من مؤيدي الثورة بصور ودرجات مختلفة، بينهم 83% يؤيدون الثورة بوضوح، ولكن المفسر لا يكتفي بذلك أيضاً، إذ يقول حرفياً بأن 'نسبة 3% ضئيلة وليست ذات دلالة إحصائياً خاصة أنها تقترب من نسبة الخطأ الاحصائي'، وهو ما يعني احتمال أن تكون هذه النسبة أقل من ذلك. لاحظوا اننا أمام استطلاع يريدنا أن نحتقر ونعلن قرفنا من بعض النسب والأرقام، وهذا يعد تطويراً في ميدان علم الإحصاء.
هذا صنف من الاعتداء على العقول يتغطى بالأرقام. إن الانقسام في الأردن حول الأزمة السورية أعمق وأكبر وهو يخترق كل المستويات الشعبية والرسمية وشبه الرسمية ويتصل بعناوين كبيرة لا مجال للتفصيل فيها، غير أن الثابت أن الأردنيين ينظرون لما يجري في سورية بصفته قضية كبرى تستحق الخلاف والنقاش.
يبقى تعليق أخير أكتبه بأسى، فقد تمكنا خلال السنتين الأخيرتين من استيعاب الأداء الإعلامي القطري وانخرط كثيرون في تفسيره بهدف وضعه في سياقات يراها البعض مشروعة ويراها آخرون عكس ذلك، لكن المحزن أن يصل ذلك إلى الأداء البحثي الأكاديمي في مركز تقوده أسماء كبيرة.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-09-2012 09:12 AM

في عصر الاعلام المتطور مسخت الاسماء ان كانت لشيوخ دين او سياسين او اعلامين فالوضع اصبح في الحضيض

2) تعليق بواسطة :
05-09-2012 11:19 AM

لماذا عزمي
لانه اسرائلي وحتى الثماله
لانه اسرائلي ممول بالدولار
لانه يعمل من اكبر قاعه اسرائلية0قطرالعظمى)
لانه ممول بالريال القطري

وسبدي لك الايام ما كنت جاهل
وستزودك بما كنت لم تزود

وسترون اكبر جاسوس تفخر به اسرائيل!!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012