أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


عبدالاله الخطيب : نصيحة بلا جمل

بقلم : أحمد ابوخليل
05-09-2012 11:14 PM
قرأت فيما يقرأه القراء هذه الأيام أن رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات، عبدالاله الخطيب، يكرر عبارة أن 'المواطن هو المسؤول عن تحديد يوم الانتخابات'، في إشارة نقدية منه الى ضعف الاقبال على التسجيل.
ليت الوضع كذلك فعلاً حتى لو لم يسجل أحد. ذلك أن وجود مثل هؤلاء المواطنين الحاملين لهذا الفهم لعلاقتهم بالانتخاب هو مطمح لكل مشتغل ومهتم بشؤون بناء دولته ومجتمعه الحديث. حينها سيكون عدم التسجيل اعتراضاً سياسياً كبيراً، وهذا من 'شيم' الشعوب الحية.
منذ عودة الانتخابات قبل أكثر من عقدين، عملت قوى الحكم على نزع السياسة من العملية الانتخابية والبرلمانية ككل وحولتها الى عملية اجتماعية 'دون سياسية' أو في أحسن الأحوال، حولتها الى سياسية بعد إعادة تعريف السياسة.
وبالمناسبة، من الخطأ الظن بأن هذا الكلام يصف ما يجري في المحافظات فقط، فالعملية الانتخابية حتى في العاصمة وفي 'أرقى' الدوائر، لا تختلف سوى في الشكل وربما في'نوع الكنافة' أحياناً.
عموماً وباستثناءات محدودة؛ فإن الانتخابات في الاردن، ابتداء من التسجيل وانتهاء بالتصويت عبارة عن خليط من عمليات اجتماعية من نوع: 'جهد البلا' والتخجيل و'رد الجمايل' ورفع العتب وتحاشيه أحياناً، والمناكفة و'المداقرة' والرغبة في الاستمتاع بممارسة 'حَط وَحَده عند فلان' والتخويث والتسلية والفرجة.. وصولاً الى 'رمي هالورقة بالصندوق' ويا أخي 'مش دافع من جيبتك'.
والسؤال الذي ينبغي أن تطرحه الهيئة المستقلة على نفسها الآن هو: مالذي يقود الى تحريك هذه العمليات الموصوفة أعلاه؟ والجواب الوحيد هو تحديد يوم معين للاقتراع. ولكن لا يتوهمن أحد أن هذا التحديد هو مطلب شعبي، إنه مجرد محرك للماكنة الانتخابية الاجتماعية.
نعم، لقد نجح الحكم في جعل الناس يعافون الانتخابات، ولكن إذا أردتموهم أن ينتخبوا، حددوا يوم الاقتراع وسيعينهم الله على 'جهد البلا' الذي سيمارسونه بحماس واندفاع.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
06-09-2012 08:19 AM

المشكلة يا أخ أحمد أن معظم الناس وغالبية النواب غير واعين لخطورة البرلمان وأهميته في الحياة اليومية للناس. البرلمان هو مؤسسة تشريعية وضعية مقابل الذات الإهلية باعتبارها مؤسسة تشريعية سماوية. حاشا لله أن أعقد مقارنة بين ذاته وبين البرلمان، ولكنني أريد فقط أن أشير إلى خطورة دوره في حياتنا. ما يكتبه النواب من كلمات وما يصوتون عليه في مجلسهم يتحول بعد إقراره في مجلس الأعيان وصدور الإرادة الملكية إلى قانون ملزم للجميع يعاقب مخالفه بالاعدام أو الحبس أو الغرامة المالية. القوانين هي التي تحكم حياتنا في السياسة والاقتصاد والأعمال وفي كل مناحي الحياة. إذا المطلوب من المواطن أن يعي أن من يصوت له سيتحكم بمصيره ومصير أبنائه إلى أبد الآبدين أو أن يأتي قانون جديد يلغي ما قبله، وبالتالي لماذا يغامر الناس باختيار الأسوأ لمثل هذه المهمة؟!! لست أدري.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012