أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
انتهاء مباحثات الهدنة في القاهرة .. ووفد حماس إلى الدوحة الزميل الرواشدة يؤكد ضرورة التركيز على الإعلام الجديد ومواقع التواصل لمتابعتها من قبل مئات الملايين يجب ان تكون منتسبا للحزب حتى تاريخ 9 اذار الماضي وما قبله ،حتى يحق لك الترشح على القائمة الحزبية أورنج الأردن تعلن عن فتح باب التسجيل للمشاركة في هاكاثون تطبيقات الموبايل للفتيات تصنيف المناطق في الدوائر الانتخابية المحلية وعدد مقاعدها القوات المسلحة الأردنية تنفذ 5 إنزالات جوية لمساعدات على شمال غزة - صور الكنائس تقتصر الاحتفالات بالفصح على الصلوات نتنياهو: لا يمكن قبول إنهاء الحرب والانسحاب من غزة ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 34683 شهيدا و78018 مصابا الملك يعزي بوفاة الأمير بدر بن عبد المحسن الداخلية تعلن إحالة ‏عطاء إصدار جوازات السفر الأردنية الإلكترونية امن الدولة تُغلظ عقوبة 5 تجار مخدرات وتضعهم بالأشغال المؤقتة 20 عاما الحكومة تحدد سقوفا سعرية للدجاج الطازج لارتفاعه بشكل غير مبرر محمد هيثم غنام.. مبارك تخرجك من جامعة إلينوي الأمريكية تدهور مركبة خلاط تغلق مسربا على الصحراوي
بحث
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


أزمة قيم وسلوك

بقلم : د. رحيّل غرايبة
06-09-2012 11:55 PM
أصبح مصطلح الأزمة من أكثر المصطلحات رواجاً واستعمالاً في هذه الأيام وأصبحت الأزمة جزءاً أصيلاً من حياة المواطن الأردني والمواطن العربي بشكلٍ عام، بحيث أصبحنا نعيش في بحر متلاطم من الأزمات المستفحلة، من كل نوع ومن كل لون، ولا نخرج من أزمة إلاّ وندخل في أخرى أكثر وعورة وأصعب حلاً، ونعالجها بمزيد من الأزمات.
فهناك أزمة مواصلات، وأزمة محروقات وأزمة أسعار، وأزمة عنف اجتماعي، وأزمة غذاء، وأزمة وافدين، وأزمة لاجئين، وأزمة صحيّة، وأزمة روائح ومكاره ونفايات، وأزمة مناخ، وأزمة مياه وكهرباء، وأزمة طرق وحوادث وأزمة فوسفات وبوتاس، وأزمة موانئ، وأزمة عمال المياومات وحملة الدكتوراه، وأزمة وعّاظ وأئمة، وأزمة أراض وعقارات، وأزمة دور الرعاية الاجتماعية، وأزمة أيتام وأزمة مجهولي النسب، وأزمة حدود وتهريب، وأزمة بطالة وفقر متسع، وأزمة جامعات وتخصصات، وأزمة بحث علمي..
وفي الإقليم الأزمة السورية، والأزمة العراقية والأزمة اللبنانية، واليمنية والصحراء الغربية، وأزمة جنوب السودان وشماله وغربه، وأزمة دارفور، وأزمة النيل والسدود، وأزمة الصومال، وأزمة سياح مختطفين، وأزمة الـ من دون جنسية، وأزمة النزاع المذهبي، والأزمة الكردية، وفي العالم الإسلامي أزمة أفغانستان، وأزمة المفاعل النووي الإيراني، وأزمة باكستان والعنف المتفجر، وأزمة الفيضانات في بنغلادش، وأزمة المذابح في مينامار.
كل الأزمات مهما اشتدت واستفحلت تهون عن الأزمة الإنسانية الموجودة في بناء الإنسان ذاته، التي تتلخص في أزمة القيم والسلوك، التي يسبقها بكل تأكيد أزمة في الفكر وأزمة في الثقافة وأزمة في التربية، فيصبح الإنسان نفسه مصدراً للتأزيم على مستوى ذاته ومحيطه وبيئته، فكلّ الأزمات التي تحيط بالإنسان على مستوى محلي أو إقليمي أو عالمي عند البحث بها ومحاولة السؤال عن الجذور، نصل إلى نتيجة مؤكدة أنّ 'الإنسان' هو مصدر الأزمات كلها، فالمأزوم فكرياً وتربوياً وثقافياً يؤدي بشكلٍ حتميّ لأن يكون مأزوماً قيمياً وأخلاقياً وسلوكياً، والمأزوم قيميّاً يؤدي إلى مسلسل من الأزمات لها نهاية لها أينما حل وأينما ارتحل، سواءً على المستوى العائلي أو العشائري أو على مستوى المؤسسة أو على مستوى الدولة، أو على المستوى العالمي.
فكثير من أزمات المواصلات في بلدنا التي تستهلك الوقت والأعصاب، تجدها أحياناً نتيجة سلوك متخلف يقوم به مجموعة من المراهقين الذين يقودون سياراتهم في موكب عرس، يعملون على إغلاق كل المسارب في الطريق العام ويمشون ببطء وبلادة ويحجزون خلفهم مئات وآلاف السيارات المنطلقة من مدينة لمدينة، وبعضهم يعمل على إغلاق الشارع العام بإقامة سهرة العرس والحفلة في وسط الشارع، وهذا لا يتم في القرى والأرياف بل يتمّ في ضواحي عمّان مثل (أبو نصير) على سبيل المثال، وتجد بعض العائلات تعمل على قذف أكياس النفايات البلاستيكية من نوافذ البيت في الساحات الفارغة وعلى جوانب الطرق المحاذية، مع أنّ حاويات النفايات على بعد أمتار من المنزل المذكور، وكثير من حوادث السير تحدث من قبل مستهتر يقترف خطأً قاتلاً وهو يتكلم في الهاتف النقال، وكثير من أزمات السير في العاصمة تكون حول قاعات الأفراح الموجودة على الشوارع العامة المزدحمة، ويكون أحدهم واقفاً بسيارته مغلقاً المسرب الثاني والثالث من الشارع العام ينتظر (ست الحسن) التي قد تتأخر ما يقارب الساعة، ولينتظر المنتظرون حتى لو كان لديهم مهام عظيمة، أو بعضهم مريض بجلطة حادة في طريقه نحو المستشفى. هذا المسلك ذاته يسلكه المأزوم في وظيفته وفي موقعه مهما كبر وعلا، ويمارسه وهو مدير وهو وزير وهو زعيم دولة، أو مسؤول في هيئة الأمم المتحدة.
حل معظم أزماتنا يبدأ بحل أزمة الأزمات داخل النفس الإنسانية أولاً، وفي إعادة بناء الإنسان فكرياً وتربوياً وثقافياً، ومحاربة البلادة والخروج على القيم بلا هوادة .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012