بقلم : الشريف محمد خليل الشريف
16-09-2012 09:19 AM
المتتبع لما يحدث على الساحة العربية يجد أنها تعيش حالة من عدم الاستقرار ،فالعراق وليبيا نزلت عليها براكين الناتو من السماء ،السودان واليمن كانت حمم البراكين أرضية حارقة فانقسم السودان إلى دولتين احداهما عربية والثانية عربية متصهينة أو صهيونية معربه ،اليمن رحل عنه علي (عبد الله صالح ) بكفالة خليجية سعودية مخلفا صراعا قبلي دموي ،تونس ومصر كان فيهما زلزال شعبي رحل ( زين العابدين ) عن تونس لتبقى تعاني من حالة عدم الاستقرار ،أما في مصر فكان الزلزال أقوى بعدة درجات حيث قدم ( حسني مبارك ) مع زمرة من رجاله للمحاكمة ،الصومال تعبث به عصابات القرصنة البحرية ولو كان يملك خيرات من البترول لنزلت عليه حمم الناتو منذ البداية والتهمة واضحة للعيان وليست بحاجة للدعاية أو التكذيب ، البحرين يتصاعد من أرضه دخان بركان الطائفية المتحرك ، سوريا مازال فيها البركان ثائرا يلفظ حممه وهناك من يزيد من قوة نيرانه بقذف المزيد من المواد المنصهرة في فوهته ليقتل ويحرق ويدمر بلا رحمة ،لبنان ما أن تهدأ فيه نيران الطائفية حتى تجد من يعيد إشعالها من جديد ،فلسطين تنام ليلها بين فكي كماشة أحلاهما مر بطش الاحتلال من جهة وتخاذل السلطة ( الوطنية ) من جهة ثانية ،الجزائر فلا نسمع عنها إلا عن عمليات القتل والذبح للمواطنين الأبرياء على أيدي عصابات متمردة ، السعودية والخليج وكذلك موريتانيا يفرض عليها التعتيم إلا ما ينشر عن ضبط للجماعات المسلحة وخلايا القاعدة بين فترة وأخرى .
وإذا ما دققنا في خارطة الوطن العربي لم يتبقى أمامنا إلا المغرب والأردن واللذان حباهما الله بالقيادة الهاشمية ،في الأردن كما المغرب حراك شعبي سلمي مطالبا بالإصلاح ، وللأردن خصوصيته في الإصلاح فأول من طالب بالإصلاح هو الملك عبد الله الثاني ويعتبر رائد الإصلاح في البلاد حيث يقوم بزياراته الميدانية لكل مناطق المملكة من شمالها إلى جنوبها بمحافظاتها ومدنها وقراها وبواديها ومخيماتها ومؤسساتها ودوائرها متلمسا مطالب الشعب وإحتياجاته واضعا الحلول لها أمام الحكومة التي تتلقف الحلول والتوجيهات الملكية للعمل على تطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع ،وليتها تعمل بها يصدق وأمانة دون اختزال وفساد ،فلو عملت الحكومات المتعاقبة بتوجيهات الملك عبد الله الثاني بن الحسين بإخلاص لما فيه مصلحة الشعب والوطن لما كان هذا الحراك الشعبي مستمرا لان مطالب الشعب تكون قد تحققت ،ليتجنب الأردن نيران البراكين من حوله .
ندعو الله أن يرعى القيادة الهاشمية الحكيمة برعايته ،تحت لواء عميد آل البيت الخليفة الهاشمي الملك عبد الله الثاني بن الحسين ،وأن يحفظ الأردن الغالي من أصحاب النفوس المريضة ورموز الفساد ومن كل شر وسوء ،وندعوا الله أن يسكن براكين اللهب وأن يطفئ النيران المشتعلة في الأمة العربية لما فيه مصلحة شعوبها وعزتهم وكرامتهم .
Email;alshareefm48@yahoo.com