عزيزي القارئ الكريم أحببت في هذا المقال أن اصطحبكم في رحلة عبر الوطن لنغرق سويا في الزحام، واعتقد انك بعد قراءة المقال ستقول: (زحمة يا دنيا زحمة) فعندما تبدأ رحلتك الصباحية بسيارتك الخاصة خصوصا مناطق العاصمة عمان تجد ازدحاما شديدا يعيق الحركة وقد يضطرك إلى التأخر عن العمل والإحراج مع رئيسك المباشر، سيارات كثيرة وطرق مهترئة عفا عليها الزمن وإشارات مرور تبكيك أحيانا من شدة الانتظار عندها ستقول: (زحمة يا دنيا زحمة) . لو كنت معلما في سلك التربية والتعليم ما عساك تقول لنا في رحلتنا، أعداد هائلة من الطلاب في الصفوف وازدحام طالما أعاق سير الحصة التدريسية، حيث تعاني معظم مدارس المملكة من اكتظاظ أعداد الطلبة وفي بعض المدارس يوجد ما يزيد عن 40 طالب في الغرفة الصفية، علما بان الغرف الصفية في معظمها ضيقة ولا تتسع لهذا العدد ولا ندري متى سوف تحل هذه المشكلة. لنذهب سويا إلى الأسواق ازدحام شديد وفي بعض الأحيان قد لا تجد لك ممرا بين البشر فتقول (زحمة يا دنيا زحمة). إلى أين تريد أن نذهب سويا أنا اختار لكم مجمعات الباصات والسرفيس وما أدراك ما مجمع الباصات ستقولون لوحدكم : (زحمة يا دنيا زحمة). مشكلة أخرى في قطاع الصحة، المراكز الصحية طبيب واحد لمئات من المرضي، وأما المستشفيات والعيادات فحدث ولا حرج يجب عليك أن تأخذ إجازة ليوم كامل من اجل مراجعة احد أطباء الاختصاص أو اخذ موعد معين ( صف على الدور)، ويقودنا هذا إلى مراجعة إحدى الدوائر الحكومية من اجل غرض معين طوابير من البشر وموظف متكاسل قد يسبب ازدحام بين المراجعين. إلى أين تريد أن تذهب إلى البنك (زحمة يا دنيا زحمة)، تريد أن تشتري خبز من المخبز (زحمة يا دنيا زحمة)، الأحوال المدنية الجوازات (زحمة يا دنيا زحمة) الجامعات والكليات(زحمة يا دنيا زحمة) ......... الخ . ربما غفلت عن إحدى القطاعات الأخرى والتي تعاني من ازدحام شديد فذكروني بها.

إلى متى سنبقى هكذا ازدحام يسبب الكآبة لدى النفس البشرية قد يكون سببه عامل بشري أو قصور في الخدمات والمرافق العامة قالوا لنا ( الحكومة) إن اللامركزية سوف تطبق قريبا ولا ندري متى، وضعو لنا حكومة الكترونية ولا ندري أين هي. إلى متى سنبقى نقول: (زحمة يا دنيا زحمة). ماذا يقول المواطن المسكين الذي يعاني من الازدحام في كل القطاعات التي ذكرتها والتي غفلت عنها، هل هذا الذي ذكرت طبيعة بشرية أم قصور في الخدمات. حمى الله الوطن وقائد الوطن.رئيس ملتقى المزرعة الثقافي.


الأغوار الجنوبية
awad_naws@yahoo.com