أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


ما هي القدرة الاحتمالية للأردن؟

بقلم : باتر محمد علي وردم
21-09-2012 12:46 AM
تتلخص قصة الدولة الأردنية في العقود التسعة الماضية في القدرة على النجاح في مواجهة تحدي شح الموارد الطبيعية. لقد تمكن الأردن بعطاء أبنائه وتميز الإنسان الأردني في التعليم والمهارات والعمل والإنتاج من إيجاد الكثير من الحلول للتعامل مع تحديات شح الموارد وتمكن من تحقيق مستوى متميزا من التنمية البشرية والاقتصادية. عندما نشأت الدولة الأردنية في العشرينات من القرن الماضي كان الرهان على استدامتها قليلا نظرا لضعف الإمكانات الطبيعية، وهذا ما يجعل من مسؤولية الحفاظ على منجزات الدولة أكثر أهمية لأن أجدادنا وآباءنا بذلوا جهدا خارقا في تحقيق النجاح.

في الوضع الحالي الذي نعيشه في البلاد ومع استمرار وتزايد المطالبة بتحسين الخدمات العامة والشعور بالتهميش التنموي والتزايد المتواصل في اسعار السلع لا بد من أن تكون كافة القوى السياسية والشعبية المطالبة بالتغيير والإصلاح قادرة على ايجاد حلول مسؤولة ومنطقية لقضايا الطاقة والمياه والغذاء والتي تشكل بمجموعها منظومة من الشح والتحديات التي تضع قيودا كبيرة على القدرة الاحتمالية للدولة.

لقد تضاعف عدد سكان الأردن منذ النصف الثاني من القرن الماضي تسع مرات ووصل في العام 2011 إلى 6 مليون شخص ومن المتوقع أن يتضاعف خلال 25 سنة في حال لم يتم ضبط نسبة النمو السكاني الطبيعية، ناهيك عن الهجرات التي تتواصل محدثة استنزافا كبيرا لموارد المياه والغذاء والطاقة. الأردن يستورد 96% من احتياجاته من الطاقة وهذه نسبة كبيرة وخطيرة تجعل الأردن رهينة للتحولات الخارجية في قطاع الطاقة كما أنه الدولة الرابعة في العالم من حيث الفقر المائي بنسبة 140 مترا مكعبا لكل فرد. وإذا ما عرفنا أن الدول الثلاث التي تعتبر أكثر فقرا في كميات المياه الطبيعية هي الكويت وقطر وفلسطين يزداد الواقع سوءا إذ أن قطر والكويت تعوضان عن نقص المياه الطبيعية بالتحلية التي يتم تغطية تكاليفها من النفط بينما فلسطين هي اسوأ الأماكن في كميات المياه المتاحة.

على المستوى الزراعي الغذائي تم التحول من الزراعات البعلية إلى الزراعات المروية وخاصة الخضار والفواكه من أجل الاستجابة لمتطلبات النمو السكاني؛ ما أدى إلى زيادة الطلب على الموارد المائية الشحيحة اصلا واستنزاف الكثير من أحواض المياه الجوفية وتقليص كميات ونوعية مياه الري السطحية مع مضي السنوات وكذلك زيادة نسبة الملوحة في التربة بسبب تبخر مياه الري وبقاء الأملاح وعدم صلاحية الأراضي للزراعة بعد بضع سنوات من الري المكثف. وبالتالي فإن الحديث عن “أمن غذائي واكتفاء ذاتي” في الأردن بات ضربا من الخيال.

هذه القضايا التي لا يتم تناولها في الصحافة ولا في حوارات الإصلاح ولا في المهاترات السياسية الحالية هي التي سوف تحدد مستقبل الأردن وعلى كل جهة تدعي أنها قادرة على التصدي لمسيرة الإصلاح أن تكون لديها حلول منطقية لقضايا الطاقة والمياه والغذاء؛ تعرف تماما ما هي القدرة الاحتمالية للأردن.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-09-2012 12:57 AM

"القدرة التحمليه" وليس "القدرة الاحتمالية"

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012