أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 أيار/مايو 2024
الإثنين , 20 أيار/مايو 2024


خيمة اعتصام الصحفيين

30-09-2012 01:29 PM
كل الاردن -


نضال منصور


لو كان الصحفيون موحدون لما تجرأت الحكومة والبرلمان على إقرار قانون للمطبوعات والنشر يعيدنا عقوداً للوراء، ويعصف بحرية التعبير والإعلام والإنترنت في الأردن.

ولو كانت نقابة الصحفيين قوية، ويد واحدة في الدفاع عن حرية الإعلام، لما ظل الصحفيون الإلكترونيون وحدهم في خيمتهم منذ أكثر من 12 يوماً يواجهون القانون ويتصدون له، في حين تدافع النقابة باستحياء عن اتهامات حكومية لها بأنها متواطئة وموافقة على هذا القانون، والأدهى والأخطر أنها قدمت مشروع قانون جديد للنقابة يعطي شرعية لقانون المطبوعات والنشر المعدل بعد أيام من إقراره.

لو كانت نقابة الصحفيين جادة في مواجهة قانون المطبوعات، وتعتبره خطيراً على الحريات، لحشدت أعضاء الهيئة العامة لرفضه، ولأمرت أعضائها بالتوقف عن العمل احتجاجاً، ولضغطت على الصحف اليومية والإذاعات والتلفزة أن يتضامنوا بالحد الأدنى مع الصحفيين الإلكترونيين.

ولكن لا حياة لمن تنادي، ومنذ أن قررت المواقع الإلكترونية نصب خيمة الاعتصام احتجاجاً، وأنا أتصل بالإعلاميين لأستفسر عن غيابهم، وللأسف صحفيون يعتبرون ما حدث أمر لا يعنيهم، ولا يعبأون بكل كلام الحريات، وآخرون يتشفون بالصحافة الإلكترونية ويحرضون الحكومة على المضي بتأديبها، لأنها أساءت وخرجت عن النص، وبعضهم يردد شعارات ضرورة التنظيم ورفض الفوضى الإلكترونية، دون إدراك حقيقي للفرق بين التنظيم وفرض القيود والتأديب والتدجين.

واقع الحال يقول بأن الجسم الإعلامي ممزق، ومخترق، ولا توجد لديه مفاهيم موحدة حول الحريات الصحفية، والأنكى أن قضية الحريات كمبدأ قابلة للتفاوض والمفاصلة والتخلي عنها عند البعض في لمح البصر.

خيمة اعتصام الصحفيين احتجاجاً على قانون المطبوعات ما زالت صامدة رغم كل الضغوط، وما زالت تستقطب القوى المجتمعية أحزاباً ونقابات ومؤسسات مجتمع مدني وحراكات شعبية ترى أن استهداف الحرية الإعلامية استهداف للديمقراطية والإصلاح، وأن خنق الإعلام الإلكتروني عبر القيود التشريعية، يعني التعمية على الحراك الشعبي الذي يعمل للتغيير.

التحدي الذي يواجه خيمة اعتصام الصحفيين وهم يدخلون أسبوعهم الثالث، كيف يجعلون من قضية التصدي لقانون المطبوعات مسؤولية كل أردني، كيف يحولون قصة حرية الإعلام الإلكتروني إلى قصة الناس وحريتهم، ماذا يعملون ليضمنوا أن لا يتركهم الشارع وحدهم، وهم من تبنوا قضية الجميع؟!.

وأكثر من ذلك كيف يضخون دماً جديداً في خيمتهم، كيف تصبح قيادة هذا الاحتجاج ليس حكراً على الصحفيين، وما هو البرنامج التصعيدي الذي سيقدمونه للضغط على الحكومة حتى تشعر وتدرك أن هذا القانون لن يبقى؟!.

ماذا سيقول المحتجون في خيمتهم للعالم الغائب عنهم، أما بسبب الوضع العالق في سوريا، أو بسبب الانشغال بالانتخابات الأمريكية، أو لتداعيات الفيلم المسيء للرسول، وكيف سيعيدون استقطابهم لنصرة موقفهم، والضغط على حكومتنا للتراجع عن هذا القانون المعادي للحريات عالمياً وليس أردنياً فقط؟!.

مهمة خيمة اعتصام الصحفيين ليست سهلة، وطريقهم طويل، وإذا أرادوا أن ينجحوا فعليهم أن يتحلوا بالصبر والشجاعة، والقدرة على احتواء الآخرين حتى خصومهم، والتوحد والقدرة على التجديد والابتكار للبقاء في دائرة الحدث!.

فائدة خيمة الصحفيين لا تنحصر في أنها الخط الأخير لمواجهة قانون المطبوعات العرفي، بل أنها أسقطت أوراق التوت، وكشفت من يضعون أقنعة الحرية على وجوههم، وإن كان من حكمة تروى لمن لا يلتفت لمعارك الحريات، نقول 'أكلت يوم أكل الثور الأبيض'!.



التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-10-2012 12:27 PM

القضية هي بكل بساطة غيرة ومصلحة فصحفيوا اليوميات المطبوعة اغلبهم فقدوا بريقهم ونجوميتهم بل وهم مهددون بفقدان وظائفهم فالمواقع الالكترونية وسقف الحرية المرتفع فيها ومجال التعليق والحوار الفوري سحب البساط من تحت اقدام الصحافة المكتوبة والدليل على ذلك هو الأفلاس والديون التي تهدد هذه الصحف التقليدية وشعور القارئ بأن هذه الصحف بمجملها تمثل رأي الحكومة
لذا لا تستغربوا هذا الموقف.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012