أضف إلى المفضلة
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024


الغاضبون لأجل الأقصى.. لماذا سكتوا فجأة؟!

بقلم : ماهر ابو طير
19-10-2012 12:49 AM
يوما بعد يوم تشتد اقتحامات المسجد الاقصى، واسرائيل تريد اختبار ردود الفعل الاسلامية و العربية والفلسطينية، ويوما بعد يوم تقتحم باحات الاقصى مجموعات يهودية، وردود الفعل العربية -كما العادة- لا تتجاوز بيانات الشجب والاستنكار والشتم والتنديد، وفي حالات مهرجانات خطابية وبوسترات دعائية تحمل صورة الاقصى.

الكارثة التي نراها بأم أعيننا هذه الأيام تتعلق بغياب ردود الفعل الغاضبة، واذا عدنا الى دخول شارون ذات يوم الى المسجد الاقصى وكيف تسبب دخوله بالانتفاضة الثانية، فإنك تعرف بشكل واضح كيف غابت ردود الفعل اليوم، امام الاقتحامات اليومية، وهذا مؤشر خطير جدا؟!.

كان اقتحام الاقصى سببا في الحد الادنى في انفجار المظاهرات في العالمين الاسلامي و العربي، فترى رد الفعل في باكستان والجزائر و لدى المسلمين في اوروبا وكل مكان، فوق ردود الفعل الطبيعية في كل فلسطين وجوراها.

اسرائيل تجس نبض الغاضبين السابقين، فلا ترى اي رد فعل، لا داخل فلسطين المحتلة عام ثمانية واربعين ولا في الضفة الغربية التي باتت تشعل الشموع للتضامن مع غزة، ولاحتى في ذات غزة، والاقصى لم يعد يحرك الشارع العربي المشغول بهمومه الداخلية وانهيارات البلدان والصراع على السلطة، بخاصة في دول جوار الاحتلال الاسرائيلي، وكل شعب يؤجل ملف الاقصى باعتبار ان الهدم العربي في هذه الدول هو الطريق الى تحرير فلسطين ولا أحد يقدم لك الدليل على هذا الكلام.

اين ذهبت الروح الخفاقة عند العرب والمسلمين؟!

وأين تبددت هذه الطاقة الواصلة بين ابناء امة واحدة ازاء رمز ديني ومكان مسؤوليته في اعناق الجميع؟!

وهل اعيد انتاج وجدان الأمة بشكل جديد يغرق تحت وطأة الهموم المحلية والمشاكل التي لها بداية وليس لها نهاية، أم انها حالة اليأس والشعور بالضعف؟!

لم تعد هناك رموز جامعة، فالشارعان العربي والاسلامي كانت تحركهما الرموز الجامعة سواء عبر الشخصيات المؤثرة او عبر الإعلام او عبر القضايا الكبرى، وعلينا أن نلاحظ ان الرموز باتت محلية صرفة، وان الإعلام يتجاوز قضية الاقصى بشكل واضح، ومع هذا فإن القضايا الكبرى تراجعت لصالح الهموم الفردية والوطنية في كل كيان لوحده.

هي محنة الاقصى، محنة التخلي عنه، وتركه مفتوحا للاقتحامات، وهي اقتحامات تأتي من باب جس النبض في القدس وفي دول العرب والمسلمين، وهو جس مستمر، وقد تكون نتائجه واستنتاجاته خطيرة بحيث تكتشف اسرائيل ان الروح التي كانت تدافع عن الأقصى غابت بعيدا، وراء هتافات الجماهير ضد الأنظمة، وخلف لقمة الخبز، وسوء ترتيب الأولويات.

جس النبض في القدس مقدمة لما هو أخطر بكثير من مجرد الرغبة بالمشي في باحات المسجد الاقصى.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-10-2012 10:22 AM

الاقصى بدورجال والاخوان المسلمين والله مهم شاطرين الى بل خطابات واشعال الفتنه داخل الاردن

2) تعليق بواسطة :
19-10-2012 01:52 PM

لا توجد قوى عربية رسمية غاضبة لاجل الاقصى، فهو اصبح يطرح كقضية رمزية في المناسبات، حيث يقوم الكتبة الذين يكتبون خطابات الملوك والرؤساء احيانا بالزج باسم الاقصى في خطاباتهم ويتهمون اسرائيل وهم غير مقتنعين اطلاقا بعداء دولة اسرائيل لهم، بل بعداء شعوبهم لهموما يسمونه بالقوى المعارضة لهم.
اما القوى الشعبية العامة، فعلى الرغم من اختراق غالبية رموزها فهي مشغولة بما يسمى بالربيع العربي وتداعياته.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012