أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 07 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
الملك: الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بمجزرة جديدة وتوسيع دائرة الصراع بالإقليم الفراية: المراكز الحدودية بحاجة لتحديث أجهزتها منعا لتهريب المخدرات التربية تتيح أرقام الجلوس لطلبة توجيهي الدورة الصيفية - رابط حماس تقدم المزيد من تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار لقاء مرتقب بين الملك وبايدن فرح ورصاص بالهواء في غزة ابتهاجا بموافقة حماس على الهدنة تل أبيب: المقترح الذي وافقت عليه حماس "مصري" وغير مقبول إسرائيليا خليها تقاقي .. حملة لمقاطعة الدواجن في الاردن "حماس" تبلغ قطر ومصر موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النار في غزة تزايد إقبال المرضى والمراجعين على المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة الصفدي: الفشل في منع مذبحة رفح سيكون وصمة عار الحنيفات: تسهيلات للاستثمار في المدينة الزراعية السياحية التراثية بجرش وزير الصحة: خطة لتحويل المراكز الصحية الفرعية إلى أولية حماس: الهجوم على رفح لن يكون نزهة لجنود الاحتلال الفريق الوزاري يلتقي تنفيذيي عجلون
بحث
الثلاثاء , 07 أيار/مايو 2024


العراق ... ألم نتأخّر كثيرا؟

بقلم : ناهض حتر
20-10-2012 11:07 PM
في لوحة الصراع الشامل على مستقبل الهلال الخصيب، لا يحتل الأردنيون موقعا مذهبيا بالمعنى السياسي. فالمشروع الخليجي يستثنيهم من الصورة، وليس لهم سوى البحث عن مكانهم ومكانتهم في الهلال الخصيب.
العراق ـ من جهته ـ محاصَر بالسعودية وتركيا المنضوتين اليوم في حلف مذهبي أطلسي، ومهدد بالفوضى السورية ، بينما العلاقة الودية مع إيران هي أثقل من أن يتحملها استقلال العراق وضرورات توحده الوطني. ولذلك، وجدت بغداد متنفسا لدى موسكو. وهي تبحث عن مخارج إقليمية أيضا. ليس للعراق، الآن، سوى الأردن كمنفذ جيوسياسي إلى قلب المشرق والعرب وفلسطين، ما يمكن العراق من إعادة تأسيس دوره الإقليمي اللازم لنهضته. العراق لا يُحكَم ولا يُدار كدولة مركزية في الإقليم من المنطقة الخضراء في بغداد، فهذه وصفة للتشقق الداخلي المستمر. وهو تشقق يلتئم فقط في دور عراقي أساسي خارج الأسوار. هذا ما وعاه صدام حسين الذي ـ بغض النظر عن وسائل حكمه المحلية ـ يعدّ المكتشف العملي للاستراتيجيات العراقية التي لا يمكن تجاوزها، ولكن يمكن، فقط، تعديلها، ووفقا للمعطيات المستجدة. ومن تلك المستجدات أن إيران الدولة 2012 ليست إيران الثورة 1979. وهو ما يفتح مجالا لتطوير العلاقات الثنائية معها، وفي الوقت نفسه وضع حدود سيادية وسياسية وثقافية تحافظ على استقلال العراق ككيان وطني ومركز رئيسي في المشرق ومقر للتشيّع العربي وللانسجام المدني الوطني. وهي تطلعات ما يزال تحققها الممكن اليوم ينطلق من الأردن، أي في البلد نفسه الذي بدأ صدام عهده الرئاسي بالتطلّع صوبه.
بيد أن العلاقات الخاصة بين الأردن والعراق لا تعود إلى عهد صدام، وإنما إلى لحظة البداية بالنسبة للدولتين. فثورة العشرين العراقية نصف المنتصرة، فرضت على البريطانيين ،العام 1921، صيغة الدولة المستقلة المتعاهدة مع لندن. وهي الصيغة التي تم استنساخها في الأردن بعد أقلّ من سنتين. وجرى هذا الاستنساخ لثلاثة أسباب، أولها وجود الصيغة، وثانيها أنها تتم في كلا البلدين مع الهاشميين، وثالثها ـ وهو الأهمّ ـ تشابه التكوين السياسي للعشائر المستقرة المسلحة التي بدأت في الأردن في الفترة نفسها نشاطات تمرد تذكّر بالتمرد العراقي. بمعنى ما، إذاً، ثورة العشرين العراقية هي التي انجزت الثورة الأردنية وحققت للأردنيين صيغة الدولة شبه المستقلة مبكرا جدا، أي قبل حوالي 25 عاما من تحققها في سورية ولبنان.
العلاقة الخاصة بين الأردن والعراق، رسمتها حدود تقسيم 'الهلال'، أصلا، من خلال الربط بين البلدين من خلال كرادور أرضي واسع يقطع الفاصل الصحراوي الجزيري. كان البريطانيون يهدفون، من خلاله، إلى تأمين التواصل بين مناطق نفوذهم من بغداد إلى عمان إلى حيفا. غاب السبب وبقيت النتيجة ماثلة؛ فالتواصل الجغرافي والسياسي والاقتصادي بين البلدين أصبح جزءا لا يتجزأ من تاريخهما كدولتين.
في النصف الأول من عشرينيات القرن العشرين، كانت العشائر الأردنية والعراقية، تقاتل، على الجبهة نفسها، لكي تضمن الكيانين الوطنيين الوليدين من الغزوات الوهابية. تلك ملحمة من الكفاح الرهيب مجهولة على نطاق واسع، ومجهّلة من قبل السردية القومية العربية المتمحورة حول خط القاهرة ـ دمشق ـ الرياض. ونحن نستعيدها اليوم لا كدرس تأريخي، بل كلحظة تنوير لها ضرورة راهنة في خارطة الصراعات المعقّدة في المشرق؛ تلك الغزوات المثابرة العنيفة على مضارب العشائر المتحضرة نصف البدوية ـ نصف الفلاحية التي تكوّن الأطراف الممتدة من الهلال الخصيب في جنوب العراق وشرقي الأردن. كانت تلك العشائر تنافح عن الحدود الجيوسياسية والجيو اجتماعية وثقافية للهلال الخصيب.
بالنسبة للأردن، كان العراق، دائما، عمقه الاستراتيجي وسنده الاقتصادي والسياسي، في العهد الملكي والعهد الجمهوري والعهد البعثي. وفي العام 1958، لم ينتظر وصفي التل طويلا بعد أربعين الملك فيصل، للعمل على التواصل مع عراق عبدالكريم قاسم. أفلا ترون أننا تأخّرنا، هذه المرة، كثيرا؟

التعليقات
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012