أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


هل الرئيس في ورطة..!؟

بقلم : موسى الصبيحي
21-11-2012 09:44 AM
بدو المشهد الأردني قاتماً، ويتصدره رئيس الوزراء وحده، بعد أن أصبح اللاعب الوحيد على الساحة، في سابقة خطيرة لم يشهدها الأردن في حقب ماضية، وباتت الحكومة مختزلة في شخص الرئيس دون غيره، ولا أريد أن أتطرف أكثر في الحديث، ولم يعد ثمّة صوت لأي من وزرائه العشرين على الرغم من تحمّلهم للمسؤولية كما الرئيس تماماً إلاّ منْ رفض أو تحفّظ على قرار ما، وعندما يتخذ الرئيس قراراً بحجم وخطورة قرار رفع الأسعار بطريقة مفاجئة وباهظة ومستفزّة للشعب، فهذا يعني أنه يرسم مصير بلد بحالها، ويرهن هذا المصير بمدى نجاعة أو خطأ قراره، ولم نسمع عن أي وزير في الحكومة معارضته للقرار، مع قناعتنا بأن بعضهم وربما بعضهم القليل ليس مع القرار، وبالتالي فهم يتحمّلون مسؤولية تضامنية كاملة مع رئيسهم..!!
ليس هذا هو المهم فحسب، بل الخطورة تكمن في أن الرئيس لم يقنعنا بقراراته، على الرغم من محاولاته الدائبة والمستميتة، كما أنه لم يُعِر اهتماماً لكل الآراء والنصائح التي قُدّمت له من الأجهزة الرسمية والخبراء الاقتصاديين، وأصرّ على الاستفراد في القرار، وإدخال البلاد في أزمة حقيقية، ويخطيء منْ يظن أن الأزمة قد انتهت، فالهدوء النسبي الذي تشهده البلاد، لا يعني انتهاء الأزمة وتلاشي حالة الاحتقان، لا بل، وهذا ما نسمعه من قطاعات وشرائح مجتمعية وأفراد وسياسيين، إن الحالة تنذر بالتفجّر في أية لحظة، خصوصاً مع ما بات يشهده المجتمع من ارتفاع تدريجي في الأسعار، يمتد إلى مختلف السلع والخدمات.. ويتوقع بعض الخبراء والمراقبين أن يصحو المجتمع في وقت قريب على احتجاجات عارمة لفقراء الأردن الذين سيتضاعف عددهم في ظل تآكل مداخيلهم المحدودة والمتدنية أصلاً، فماذا سيكون موقف الحكومات حينئذ، وكيف ستعالج تفشي الفقر وإسكات الأفواه الجائعة، وهل ما فعلته الحكومة الحالية سيقدّم العلاج، ويحل المشكلة الكبيرة القادمة..!!؟
إذا كنا نشعر بأن الرئيس في ورطة، وهو كذلك دون شك، وربما كان لا يدري أو لا يشعر بذلك، ولم نكن نحب له أن يتورط أبداً، ولكن إصراره على رأيه على أنه الرأي الصحيح وأن كل الآراء الأخرى خاطئة، يشي بأن الرئيس يريد أن يتفرّد وأن يسجِّل إنجازاً في تاريخ الوطن، هل سيندم أو أم لا.. هو منْ سيجيبنا بعد حين، ولكن يتوقع الكثيرون أن أزمة البلاد الحالية، لن تقاس بأزمات أخرى قاتمة في الطريق إلينا..!!
وإذا كان من حق الرئيس أن يبسط ولايته التنفيذية، فله ذلك ولكن ضمن حدود هذه الولاية وإطارها كرئيس للسلطة التنفيذية، وليس له أن يتعدى ذلك، ولكن يبدو أن التعدي حصل، وليس هذا فحسب، بل بدأنا نسمع منه كلاماً غريباً يطفح بلغة الاتهام لغيره من رؤساء الحكومات السابقين، فعندما يصرّح بأن تأخير قرار رفع الأسعار خطأ يرتقي إلى مستوى الجريمة، فهذا يعني أنّ منْ سبقوه قد أجرموا بحق الوطن، لأنهم جميعاً اجتهدوا بأن لا يتخذوا مثل هذا القرار حرصاً على سلامة وأمن البلد، وربما لقناعتهم بوجود بدائل أخرى، أو لضرورة التدرّج في القرار، أو لأهمية القيام بالإصلاح الاقتصادي ضمن حزمة متكاملة لا يكون الميل فيها على جيب المواطن فحسب، فضلاً عن أن مليك البلاد كان قد اتخذ قراراً وطنياً بامتياز بتجميد قرار الرفع الذي اتخذه الرئيس السابق وقوبل قراره بتأييد شعبي ونخبوي كبير..!!
الرئيس في ورطة، وليست كأي ورطة، فتصريحاته منذ أن تم تكليفه بأمانة المسؤولية لم تكن موفقة، وأنا شخصياً استغربت ولا أزال أستغرب أن تصدر عنه تصريحات تحمل الكثير من الأخطاء والاتهامات والمبالغات والقليل القليل من التواضع..!!
هل يتراجع الرئيس عن قراره، يبدو الأمر صعباً، وهل ستتراجع الحراكات عن تصعيدها المرتقب، يبدو الأمر مستحيلاً، وهل يملك الرئيس أن يحول دون ثورة جياع قادمة، فلم يعد يملك ذلك، وربما لن يكون في سُدّة الحكم حينها، ثم أخيراً هل الملك راضٍ عن قرارات الرئيس وتصريحاته وهل إقالته سوف ترضي الناس وتهدّيء الشارع الغاضب..!!؟ ماذا سيفعل الملك لاحتواء الأزمة المتفجّرة في البلاد وهو صاحب الولاية الأكبر والقرار الأول وهو فوق هذا وذاك صاحب البيعة..!!؟

Subaihi_99@yahoo.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-11-2012 10:17 AM

اخلفك الراى يا موسى الررئيس ليس فى ورطة ولكن الموجدين والمنظرين فى الشارع فى ورطة هل مصلحة البلد تقاس برفع الكاز وغيرة وعتبى عليك وانت كاتب محترم وتهمك مصلحة البلد اكثر منى تقول هكذا وكان عليك ان تقترح على من اثروا على حساب البلد بفتح باب التبرعات لرفد الخزينةولربما تحركوا المتهمين وجعلنا لهم مخرج بان يجودوا مما اعطاهم اللة من اموال البلد واللة من وراء القصد بدى الاخوة يعذرونى لانى ارد على معظم المعلقين لاننى شايف البلد صار مثل لحم الضحية شوفوا ما يجرى حولنا كيف تهدم البيوت على ساكنيهة حنا قمنا القيامة على قرار ربما يكون من صالحنا ولنتقى اللة بهذا البلد الذى لة فظل علينا جميعا والى بشرب من بئر لا يجوز لة ان يرمى فية حجر

2) تعليق بواسطة :
21-11-2012 12:28 PM

لا والله كل الشعب الاردني في ورطه

3) تعليق بواسطة :
21-11-2012 03:06 PM

كما قال السيد ابو العبد "الرئيس ليس فى ورطة ولكن الموجدين والمنظرين فى الشارع فى ورطة"
الرئيس الحالى استطاع استرجاع مكانتة الطبيعية ومسؤولياته الدستوريه تعودنا على نمط من سبقوه ان يتوارى بكل قرار يتخذه وراء عبائة الملك او سمح لنفسه ان ينقاد وراء تعليمات جهات اخرى .
كثيرا ما كتب امثالك متسائلين عن حقوق الولايه العامه للرئيس اين هى !! فقدت في السابق ، مع شخصيات ضعيفة بعيدة عن المصالح الوطنية او همها مصالح شخصيه هبش وسرقة .
والرئيس الدكتور النسور لم يختزل الحكومة في شخصه ، هناك انطلاقة هو يمهدها للكثيرين منهم ، ونتابع تصريحات ولقاءات مميزه لوزير المالية والصحة والسياحة والنقل والتربية وغيرهم ، ولا ادرى لماذا تتعاموا عن هذه الحقائق ، لا ننكر بان النمط السابق كان يتوجب ظهور الملك في كل صغيرة وكبيره لدعم ومباركة اي قرار يتخذ رئيس الحكومة ، لكن كيف سيقتنع الشعب مستقبلا ان تم تحقيق الوصول الى حكومه برلمانيه منتخبة تكون مسؤولة عن ادارة البلاد بالكامل اتخيل رأي قلمك عندها !! واتساءل ما لون وثمن حبره الذي اختاره. للمشاركة بالاقناع الشعب عندها ، طبعا الفرق والمقارنة بين حكومه منتخبة وحكومه معينه كبير ، لكن الولاية العامة التي استرجعها الرئيس حالى همه المواطن والوطن تعطي نفس النتائج بالنية الحسنة والصادقة . اللهم نقي النفس من الامراض النفسيه السلبيه اهمها الحقد والنفاق والغيرة والتصنع واعارة الضمير .

4) تعليق بواسطة :
21-11-2012 08:59 PM

من ورطوا انفسهم وورطوا الاردن بفسادهم ..يحاولون الخروج من الورطه ..بتوريط الشعب معهم ..باسم انقاذ الوطن ..والوطنيه ..وواجبات المواطن نحوا وطنه .فاين وطنيتهم لما نهبوا مقدرات الوطن ..واين وطنيتهم من دعم موازنه الوطن ببعض مليارات سرقوها من اموال الوطن .ولماذا نحن نغمض اعيننا على اصل البلاء ونركز على ان المواطن هو من يتحمل الدواء..وفوق هذا ياتي من يخوننا نحن الذين نصدع بكلمه الحق لنضع النقاط على الحروف ..من اجل الوطن..ويصفقون لمن هم اصل البلاء ..ويتهموننا بعدمم الولاء..بربكم من هو الذي يستحق الابتلاء

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012