أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
خبير عسكري : الهندسة العكسية إستراتيجية المقاومة لاستخدام ذخيرة الاحتلال ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعداد لعملية رفح مسؤولون إسرائيليون:نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وقادة إسرائيل مصرع 3 جنود صهاينة واصابة آخرين بكمين في غزة بلينكن سيزور الأردن بعد السعودية الأوقاف: استخدام تأشيرات غير مخصصة للحج إجراء غير قانوني 5 وفيات و 33 إصابة بإعصار قوي ضرب جنوب الصين 825 ألف دينار قروض لاستغلال الأراضي الزراعية 1749 عقد عمل للإناث ضمن البرنامج الوطني للتشغيل المستقلة للانتخاب تُقر الجدول الزمني للانتخابات النيابية محمد عبده يوقف أنشطته الفنية لأجل غير مسمى واشنطن: الرصيف العائم قبالة غزة يجهز خلال أسبوعين أو ثلاثة الملك يرعى اختتام مؤتمر مستقبل الرياضات الإلكترونية أوكرانيا: الوضع يتدهور والجيش الروسي يحقق "نجاحات تكتيكية" هنية خلال لقائه "نواب الإصلاح" وقيادات بـ"الإخوان": أهمية خاصة للأردن
بحث
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


المال الانتخابي (وجلباب)التقوى

بقلم : حسين الرواشدة
30-11-2012 01:59 AM
سألني احد الذين قرروا خوض الانتخابات النيابية القادمة(ان جرت بالطبع في موعدها المحدد): هل يجوز ان اؤجل دفع زكاة اموالي لموعد قريب من بدء الدعاية الانتخابية؟ كنت - بالطبع - ادرك انه يعرف الاجابة ، لكنني نصحته بأن يتوجه بالسؤال الى دائرة الافتاء العامة او الى احد فقهائنا الذين يثق بهم.

سؤال صاحبنا ذكرني بحادثة طريفة حصلت مع احد النواب في المجلس الاخير ، فقبل موعد الانتخابات بشهور تحرك وسط دائرته الانتخابية بشكل مفاجىء ، وتعمد ان يصلي كل فريضة في مسجد ما من مساجد البلدة ، وحين تنتهي الصلاة يتوجه فورا الى الامام ويسأله عن احتياجات المسجد على مسمع من المصلين ، ويدفع المطلوب ، ولأن الناس هناك - او معظمهم - لا يقبلون بيع اصواتهم بطريقة مباشرة ، قرر ان يستعين ببعض الشباب المتدينين ، واقنعهم بانه يريد ان يدفع زكاة امواله للفقراء والمحتاجين ، فاستجابوا له بحسن نية ، واعدوا قوائم بأسماء الاسر العفيفة ، وقدموا لها المبالغ التي دفعها المرشح باعتبارها زكاة ، وقد وعدهم بان هذه الزكاة ستدفع في كل عام في مثل هذا الوقت ، وحين حان موعدها في السنة التالية سألوه عن وعده فأجابهم بان ما لديه من مال لم يبلغ هذا العام النصاب.. وبأنه سيؤجل الدفع الى العام القادم.. او الى عام الانتخابات الجديدة.

قصة استخدام المال السياسي في الانتخابات وغيرها ليست جديدة ، لكن التغطية عليها بأقنعة دينية ، تحتاج الى اكثر من استدراك ، فأغلب الذين يتوسلون هذه الطريقة غير المشروعة هم من غير المعروفين بتدينهم ، بمعنى انهم لا يتذكرون الدين بما يحضّ عليه من صدقة وما يفرضه من زكاة وما يدعو اليه من تواصل الا في موعد الانتخابات ، وهم - بالتالي - لا يجدون - في مواجهة قواعدهم المتدينة اصلا - الا باب الدين لاستقطابهم والتأثير عليهم وكسب اصواتهم ، والاستدراك - هنا - يحتاج - اولا - الى فتاوى حاسمة تقرر استخدام المال السياسي ، سواء لدفع الزكاة في موعد الانتخابات او لشراء الاصوات ، وتحتاج الى تشريعات حازمة تجرّم الدافع والمدفوع له ، وتحتاج - ثالثا - الى احتشاد اجتماعي يأخذ شكل التوقيع على عهود اجتماعية يتبناها الناس ويتوافقون عليها لتحريم التعامل بهذه الطريقة واعتبار من يمارسها منبوذا وخارجا عن التقاليد الاجتماعية.

اقل ما يمكن ان يقال لمن يفكر باستخدام المال السياسي في شراء ذمم الناس واصواتهم: هذا حرام وعيب ، ولكن ماذا لو اضفنا لهذا الاستخدام المغشوش الاساءة لدين الله تعالى والتحايل على فرائضه ، وماذا لو اضفنا اليها الضحك على الناس واستغلال حاجاتهم ، وممارسة الكذب والوعود غير الصادقة؟

تلك بالطبع جرائم اخرى لا يجوز ان تمرّ بدون محاسبة ، ولا يجوز ان تبرر او تقبل تحت اي عنوان: ديني او اجتماعي او اقتصادي ، واذا كان من يستخدمها يقع تحت طائلة الرفض قانونيا واخلاقيا ودينيا ، فان من يقبلها من الناس او يساهم في تمريرها يفترض ان يقع تحت دائرة الرفض والادانة ايضا.

المال السياسي لا علاقة له بما ذكرنا من قيم دينية او اجتماعية.. واصحابه - بالطبع - لن تهزهم هذه الاعتبارات والنصائح والفتاوى ، لكن يهزهم - فقط - شيوع ثقافة الرفض والادانة والامتناع لدى الناس.. وحسبنا ان نبدأ من هنا ، فالدين بمقاصده ، وفرائضه ، اسمى من ان يوظف بهذه المسارب المغشوشة ، واصوات الناس اغلى من أن تشترى بزكاة غير مشروعة ، لن ينال الله دماؤها ولحومها ولكن يناله التقوى والمال السياسي لا يعرف التقوى اطلاقا.


(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-11-2012 11:00 AM

الكاتب القدير شكرا لك على هذا المقال القيم بدون شك ولاكن ما اريد قوله هنا بان المشكله لا تكمن في المال السياسي فقط ولا باي اتجاه يوضف لانه ومن اسمه يدل على اصله والسياسه ليس لها اي مبداء او اخلاق يلزمها خدودها المفروضه عليها بحكم المرجعيه الاخلاقيه ولاكن المصيبه تكمن باخلاقيات الانسان ذاته كلمة المال السياسي هو وصف بحد ذاته يدل على طبيعته التوضيفيه في اي بلد كان غير مبالي بجميع الاعراف والعقائد فمن اجل المال استبيحت حرمات الاوطان وتم بيعها وقتل الانسان للانسان غير مبالي لدرجة القربه لان القتل قتل سوى كان قريب اوبعيد او حتى قتل الحيوان فهو قتل وهذا سببه المال بجميع مسمياته فالضمير الانساني هو من يقرر ذلك وهو من وجب عليه بان يعي ذلك وهو من يحاسب ذاته قبل حساب الاخره فلا يوجد في هذه الدنيا شيء من الممكن بان يغني الانسان الا غنى النفس

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012