أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 أيار/مايو 2024
الإثنين , 20 أيار/مايو 2024


مؤسسة الغذاء والدواء والامن العام ؟!
04-12-2012 11:53 AM
كل الاردن -



بسام الياسين

المجتمع الاردني كباقي المجتمعات العربية،غارق حتى ارنبة انفه بالمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والاخلاقية والسلوكية.ما ساعد على تفاقمها وتعقيدها،تسارع ايقاع الحياة،وارتفاع الاسعار،وتفشي البطالة،وتفكك الاسرة،وإنحلال الروابط الاجتماعية،وتراجع القيم. مقدمة لابد منها،للولوج الى محطات مهمة في حياتنا،لم نتوقف عندها في غمرة إنشغالنا بالاوضاع الاقتصادية المتدهورة،وإنشدادنا لمتابعة القضايا السياسية المسدودة،تلك التي نعيشها محلياً،او تطوقنا كحزام ناري ضاغط اقليمياًعلى خاصرتنا الوطنية.
*** محطتان يجب الوقوف عندهما اجبارياً،لانهما تتصلان بالصحة والامن،وتتعلقان مباشرة في حياتنا اليومية. المحطة الاولى: تتمثل في تألق سلطة وطنية صغيرة،ذات كوادر محدودة تعمل بدأب واخلاص وسرية على تأمين سلامة غذاءنا ودواءنا،ليحصل المواطن على غذاء صحي آمن ودواء سليم،حيث استطاعت مؤسسة الغذاء والدواء الناشئة،خلال الاشهر الاخيرة،ضبط واتلاف آلآف الاطنان من المواد الفاسدة غير الصالحة للاستهلاك الآدمي،اللافت ضبطها مؤخراً الف طن من المواد المتنوعة الفاسدة في احد المستودعات الكبيرة،مما يؤكد مقولة المرحوم الدكتور عبدالرحيم ملحس'انهم يطعموننا نفاية العالم' و'بلادنا اصبحت مكباً للزبالة'. الجريمة التي لاتغتفر،ان مسلسل استيراد زبالة تحتوي على مواد عالية الخطورة والسُمية على الصحة العامة،وبعضها مسرطن كالزيوت المهدرجة المضبوطة في جرش.ولولا يقظة كوادر المؤسسة لكانت في طريقها الى بطون المواطنيين.وهذا يفسر ازدياد اعداد المصابين بالسرطان في الاردن. منذ ان فجّر المرحوم الدكتور ملحس قنبلة 'الغذاء والدواء' الشهيرة قبل ثلاثة عقود،ومازال مسلسل 'الزبالة' قائما. السؤال المعلق كيف تتسلل الزبالة عبر حدودنا؟ ولماذا لايصار الى تغليظ العقوبات؟ واذا كانت المؤسسة ضبطت هذه الكميات الضخمة، فواقع الحال يشي بان كميات اكبر اخترقت الاسواق،وابتلعها الناس،وتحولت الى سرطانات ينخر اجسادهم ؟!
*** مؤسسة الغذاء والدواء،تستحق الثناء على جهودها الكبيرة،رغم تواضع امكانياتها،حيث يُسجل لكوادرها المخلصين،شجاعة نادرة في متابعة التجار الحيتان المدعومين،والمولات الكبيرة،والمطاعم الشهيرة ذات الاسماء الرنانة المحصنة بالمتنفذين كالمطاعم الامريكية،وسلسلة مطاعم لبناني سناك،واغلاقها بالشمع الاحمر.
*** المحطة الثانية: الاداء الرائع والمميز لكوادر الامن العام في عملياتهم الميدانية النوعية لاستئصال بؤر الجريمة ومطاردة ذوي الاسبقيات الجرمية ممن امتهنوا الجريمة،وعملوا على ترويع المواطنيين،وتقشيط المارة وسرقة مركباتهم. تحية كبيرة لهؤلاء النشامى النبلاء، وقبلة بحجم الوطن من الجفر حتى الطرة. هؤلاء هم فرسان المواجهة والحقيقيون،الذين يكتبون بدمهم بطولات فريدة،ويرسمون لوحات خارقة من الفروسية،عندما يقتحمون اوكار الشر بعزائم فولاذية،ويضّيقون الخناق على خفافيش الظلام والاجرام،ولايتلكؤون لحظةً بمجابهة المجرمين المسلحين وتجريدهم من اسلحتهم وكأنها لعب اطفال،ثم حجزهم كالنعاج بانتظارتحويلهم للقضاء.هؤلاء الصناديد نجحوا نجاحاً باهراً في مكافحة جرائم السلب والنهب والسطو وقطع الطرق،ومتابعة المشبوهين ومراقبتهم، ومازالوا يعملون على مدار الساعة لتطهير الاردن من الادران المتقيحة ، والامراض الخبيثة.
*** بداهةً ، المجتمع ـ اي مجتمع ـ لايصلح من غير نظام يضبط حركته،ويراقب سلوك افراده،ولاتتحقق مصلحة الافراد الا بترجيح المصلحة العامة على المصلحة الخاصة. ولايستقيم النظام ـ اي نظام ـ الا اذا شدد قبضته على المخالفين واطاح بالخارجين على القانون،خاصة رؤوس العصابات القتلة،وأنزل بهم اشد العقوبات، من دون تهاون مع اي عابث بامن الوطن ولقمة ابناءه.فمن باب الرحمة،عدم الرحمة بمن لايرحم الناس،الكمالية/الهاشمي الشمالي/عمان الغربية/الجفر/الطرة...!! والرحمة لشهداء هذا الجهاز الذين قضوا في ميدان الواجب.
*** الحقيقة الدامغة تقول: كلما كانت الاجهزةالمشرفة على تطبيق القوانيين،قوية وصارمة في تطبيق القوانيين،من دون ممالئة لاحد،او تحيز لمخلوق كما قال رسولنا العادل 'اما والله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها'، لعمت نعمة الامن والامان والعدل والمساواة المجتمع كافة،وإطمئن على كل فرد على نفسه وماله وعياله. اما الوضع،فانه يكون مقلوبا بالمفهوم المعاكس.فالاجهزة الضعيفة تذهب بهيبة الحكم والحاكم وتحط من كرامة المواطن،ويشعر بالضياع والغربة داخل وطنه،حين يغدو مستباحاً من المجرمين الخطرين، والتجار الفاسدين.التطبيق القانوني السليم الهادف الى غسل الشوائب،واجثتات العوالق تحت اي المسميات كانت،يكون موضع احترام الجميع وإعجابهم شريطة ان يكون بعيداً كل البعد عن الاستبداد والقسوة،وخالياً من استعمال القوة المفرطة والمنفلتة.
*** نستنتج مماسلف،ان كل مؤسسة او وزارة قادرة على تطوير ذاتها،شريطة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب،واطلاق روح الابداع للعاملين فيها،وتشجيعهم بالحوافز وحمايتهم من سطوة المتنفذين،ومن ثم الحيلولة دون تكبيلهم بقوانيين جامدة،وانظمة متخلفة تعود للعهد التركي.ولقد عشت شخصياً تجربة حية في 'الخدمات الطبية الملكية' اثناء اجراء عملية قلب مفتوح،فاكتشفت بعين اليقين ان هذا الصرح الطبي يضاهي اعظم الصروح الطبية في العالم،علماً وحرفية،تقنية ومهنية،خدمة ومعاملة،جاهزية وادارةً.فوق كل ذلك اخلاق رفيعة يتمتع بها الاطباء بلا استثناء، وكادر تمريضي يفوق عن الوصف،واسلوب حضاري في التعامل الراقي من عامل النظافة حتى اعلى رتبة.
*** الحق،ان 'الغذاء والدواء' و 'الامن العام' مؤسستان تقومان بالقبض على التاجر 'المُسرطن'، والمجرم 'المتفرعن' من دون اعتبار لـ 'وزن وحجم' المتنفذ الداعم للتاجر،او الجرعة الاجرامية للمجرم.
*** شباب مؤسسة الغذاء والدواء،نشامى الامن العام الشجعان.انتم الجنود المجهولون،العاملون بصمت، بعيداً عن الاضواء،وضجيج الاعلام،وفلاشات عدسات التصوير، نقولها بكل فخر،إننا نفتخر بكم ونفاخر بكم،فقد اثبتم بعملكم الميداني،اننا حقاً دولة مؤسسات،لا احد فوق القانون سواء أكان بلطجياً مسلحاً ام تاجراً متحصناً.آملين ان تنسحب هذه التجارب الناجحة على مؤسسات الوطن الضعيفة /المترهلة، بعد ان فُجعنا بمدراء مؤسسات من ذوي الأحجام الكبيرة والاوزان الثقيلة هم حراميتها بدل ان يكونوا حماتها،مع محبتنا الخالصة وتوقيرنا المطلق للغيارى على الاردن، فوالله ليس لنا سواه،فهو الابقى والاحلى والاغلى، وهو خيمتنا الكبيرة الآمنة،فان اصابها مكروه لاقدر الله، فنحن في العراء.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
04-12-2012 12:02 PM

*- الفساد "الحقيقي" في الاردن , ليس بالشمع الاحمر ,,, بل بالخط الاحمر ,,

2) تعليق بواسطة :
04-12-2012 01:25 PM

كل الشكر والتقدير للكاتب لاثارة هذا الموضوع!
منذ مده طويله الفساد والسياسه والاوضاع الاقتصاديه(مع التأكيد على أهميتها)تشغل الاوساط الاعلاميه والقليل الذي لا يكاد يذكر من المواضيع ركزت وتركز على مثل هذه الامور رغم اهميتها لامن وصحة المواطن.
وبدون إستعراض حاولت بيني وبين نفسي أن أتطرق لمثل هذه الامور ولكن بسبب غربتي خارج الوطن تكاد تنعدم المعلومات التي تساعد على الكتابه والتطرق لمثل هذه الامور,وفي كل خبر أقرأه حول ضبط الاطنان من المواد الفاسده كنت مع تثميني وافتخاري بالاجهزه والرجال الذين يخدمون وطنهم كجنود مجهولين لهم كل التقدير والامتنان أفكر بما تعرض له الاخ بسام بالكميات التي تسربت مقابل ما تم ضبطه وفي الحقيقه بالرغم من وجود مثل هذه الامور والتجاوزات بل الكوارث في الاردن قبل عقود لكن لا بد من الاشاره الى انها تزايدت وأصبحت سمة من سمات المرحله"مرحلة التسيب والفساد والهوان"ولا أدري وأتسائل كما تسائل الكاتب أين دور الجهات الرقابيه على الحدود ولا أدري كيف وكما سمعت على أحد البرامج في احدى الفضائيات حول هذا الموضوع أنه تم التصريح من الديوان الملكي من متنفذ بدخول تلك المواد التي منعت السلطات العراقيه دخولها اليهم وسمحت أجهزتنا بدخولها وبتصريح ودعم من الديوان,والى متى سيمارس الديوان الملكي بجانب المارقين والفاسدين والمستغلين للنفوذ والسلطه والمال دورا داعما للفساد وهل يتعين على الحكومه صاحبة الولايه؟؟؟!!! أن تساند أجهزتها الرقابيه في حماية المواطن وحماية صحته وغذائه فتضع حداً لتجاوزات بعض المتنفذين الذين انعدمت بدمائهم الخشية والحمية والشرف والناموس وتركوا انفسهم سلعة رخيصه كسماسره لم تقف اطماعهم وخياناتهم بالمشاركه بتدمير بنية الوطن الاقتصاديه بل تتعدى بطالتهم وخستهم الى تدمير صحة المواطن الذي يمثل الثروة الوحيده التي تبقت لهذا الوطن فالثروة البشريه تعتبر من اهم المقومات والروافد للدوله ولكن ماذا نقول لدولة بات الازلامُ من يتحكمون بمقوماتها وبنيتها.
أعتقد أنه من واجب وزارة الصحه تكثيف البرامج التثقيفيه باعداد مختصين لتوعية المواطن ليتمكن من خلال رموز وعلامات معينه من اكتشاف المواد الفاسده قبل استعمالها ليكون له دور في مساعدة الاجهزة المختصه لمحاربة هؤلاء القتله الذين يريدون قتل كل حي وصحي في هذا الوطن الحبيب.
ملاحظه! قبل 22 عاما عندما تغربت عن الاردن "وقد كنت كثير السفر الى البلدان العربيه قبل الغربه أثناء الدراسه"إكتشفتُ حينها أننا بالرغم من كل ما كان يتخلل الدوله من سلبيات في تلك الفتره لكننا كنا على درجه من التقدم والايجابيه في معظم نواحي الحياة وأن المميزات التي كانت تتميز بها أجهزة الدوله والنظم الاداريه حينها كانت تتقارب مع مثيلاتها في دول أوروبا في الكثير من النواحي وقد حقق الاردن في عقد الثمانينيات طفرة حقيقيه في التغلب على سلبيات وروتينيات كانت تغرق بها دول كثيره أفضل حالا من الناحيه الماديه والماليه وكان أداء الادارات والنظام الاداري يعتبر متميزا مقارنة بتلك الدول وهذا كان نتيجة للوعي الاجتماعي والكفاءة العلميه والاداريه التي يتمتع بها المواطن الاردني وأعتقد أن الاردن ما زالت تزخر بالكثير والعديد من الكفاءات التي يتميز بها غالبية الاردنين وهذه هي الثروة البشريه التي أقصدها والتي تشكل عائقا في تقدم الكثير من الدول الغنيه ماليا لانعدام تلك الثروة البشريه في مجتمعاتها ويتعين على الحكومات وعلى من يكتب عليه الله أن يعمل عملا حكوميا وفي العمل العام بخدمة المجتمع أن يتقي الله وان يعلم بأنه سيسأل في اليوم العظيم عن هذه الثروة البشريه إن لم يُخلص العمل ويبذل الجهد لحماية هذه الثروة.

الاخ بسام ! أعتقد انك مدينٌ لي برد على موضوع عصفت به قرارات النسور"قاهر المخابرات العامه ومبيد الاجهزة الامنيه وحكومات الظّل العتيه"في 14.11.

3) تعليق بواسطة :
04-12-2012 04:30 PM

أعتذر للكاتب على اللبس الذي حصل عندي حول تحميله دينٌ ليس عليه حيث اختلط علي الاسم.فالدين على بسام البدارين وليس الياسين.مع حفظ الاحترام للمقال والمقام للكاتب.

4) تعليق بواسطة :
06-12-2012 03:15 PM

نعم سيدي ، ان ما تقوم به الؤسسة العامة من جهد تشكر عليه وكنا نتمنى ان هذه الهمة كانت من السابق وليس الان فقط ولفترة محدودة حسب المدير الجديد. ولكن الضغط الهائل من ادارة المؤسسة على الموظفين بهذه الطريقة قد يؤديالى نتائج سلبية وعكسية تؤثر على المواطن والوطن ، لان الة التشنج والعصبية التى تلاحظ على موظفين المؤسسة غير طبيعية مما سيؤدي لاتخاذ قرارات واجراءات كذلك متشنجة وتضر بالمصلحة العليا وهي مصلحة المواطن والوطن . اتمنى مراجعة هذه السياسة بحكمة وعقلانية ووضع اننظمة وضوابط وتعمم على جميع من لع علاقة بذلك وليس قرارات ارتجاليه وفورية نتيجة للضغط . نريد ن نكون دولة مؤسسات وليس فزعات ولمصالح ممكن ان تكون شخصية وشكرا .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012