أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 14 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
البنك المركزي: 2.1 مليار دولار الدخل السياحي خلال 4 اشهر - تقرير الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات في الزرقاء - اسماء الملك من الزرقاء: الانتخابات النيابية محطة مهمة في عملية التحديث السياسي وتحتاج إلى جهود ومشاركة الجميع 863 مليون دولار حوالات الأردنيين العاملين بالخارج في 3 اشهر رئيس الوزراء يضع حجر الأساس لمشروع مدينة الزرقاء الصِّناعيَّة 45 مخالفة لمحلات بيع الدجاج منذ تحديد السقوف السعرية أورنج الأردن تنظم تدريباً لمسابقة السومو روبوت في مختبر عمان للتصنيع الرقمي الامانة: غرامة المسقفات والمعارف معفاة حسب قانون العفو العام اميركا : إسرائيل حشدت قوات كافية لاجتياح رفح الأردن يدين اقتحام الاقصى وإعاقة دخول المصلين انخفاض أسعار الذهب في السوق المحلي الجمارك: هذه الشرائح تُمنح إعفاءً جمركيا للمركبات 157.9 مليون دينار حصة الضمان من التوزيعات النقدية للشركات حماية المستهلك: شكاوى حول تجاوز السقوف السعرية للدجاج ادارة السير: التعامل مع سقوط جرافتين في مرج الحمام وتحويل سائق شاحنة "يأرجل" أثناء القيادة إلى الحاكم الاداري
بحث
الثلاثاء , 14 أيار/مايو 2024


مشكلة تسويق النتائج الزراعية

بقلم : د. رحيّل غرايبة
07-12-2012 11:28 PM
في أواخر الستينيات، وفي قرية منعزلة تقع في قعر الوادي المنحدر بقسوة من مغاريب عجلون نحو غور وادي اليابس، المليء بأشجار النخيل والليمون والتين والعنب، وفي الأكواخ الطينية المتناثرة حول الماء، كان يتجمع المزارعون في بيت والدي رحمه الله، يحتسون القهوة السادة، ويسرد كل واحد منهم قصة يومه التي تفيض بالقسوة والمعاناة، فقبل سماع أذان الفجر كانت 'البك أبات' جمع 'بك أب' وهو الاسم الذي يطلق على الشاحنة الصغيرة التي يعبئون فيها صناديق الخضر، كانت تنطلق تحمل العمال من أجل لملمة محصول البندورة أو الباذنجان، ومن ثم تنطلق نحو 'الحسبة' سوق الخضر في آخر اليوم، وبعد رحلة عذاب طويلة، يرجع 'البك أب' من دون أن يستطيع بيع حمولته، فيضطر المزارع لتفريغ الحمولة أمام الحيوانات أو في أحد الأودية، من أجل الحصول على 'العبوات الفارغة' بعد خسارة المحصول، وخسارة أجرة العمال ووقود السيارة، و من دون أن يحسب خسارة جَهده وعرقه، وجَهد زوجته وأبنائه الذين ينخرطون جميعاً في هذا العمل الشاق..
منذ ما يزيد على خمسة وأربعين عاماً، ومنذ تفتحت عيناي على الحياة وعيت على مشكلة كانت تؤرق المزارعين في غور الأردن، وكانت مادة الحديث الدائم والمستمر، عندما كانوا يجتمعون في كل ليلة، عقب سلخ يوم حافل من حياتهم في معاناة لا تنتهي في كيفية تسويق نتاج 'البندورة'، و'الباذنجان'، و'البطاطا' و'الكوسا' وبقية أنواع الخضر التي يعرفها المزارع الأردني البسيط.
ها نحن في عام '2012' أقرأ في الصحف اليومية الصادرة يوم الخميس 6 /12 /2012 عنوان: 'تشكيل لجنة لمعالجة معضلة تسويق الباذنجان'. ما جعلني أعود بذكرياتي الحزينة لهذه المشكلة الممتدة على طوال نصف قرن من الزمن، التي لم تجد طريقها نحو الحل حتى هذه اللحظة.
خلال نصف القرن المنصرم، قامت دول، وسقطت دول، رحلت امبراطوريات وظهرت امبراطوريات، وتم الصعود إلى القمر، وتم انزال المسبار الأمريكي على المشتري، وتم اختراع الحاسب الالكتروني، وتطوير شبكة الاتصالات، واستحداث الخلويات، والشبكة العنكبوتية، والطائرات التي تقصف أهدافها من دون طيار في جبال أفغانستان وهضاب باكستان وصحراء اليمن، وعدد لا يحصى من الاختراعات والحوادث التي يعجز العقل عن تخيل حجم الفجوة بين ذلك اليوم واليوم، والمزارع الأردني ما زال يندب حظه ويتساءل كيف وأين يستطيع أن يبيع نتائج أرضه، التي قضى عمره وأهدر ماله في زراعتها والعناية بها وحمايتها وقطفها..!!
كيف استطاعت 'إسرائيل' المحتلة، أن تجعل من المزارع 'الإسرائيلي' رقم واحد على مستوى العالم، انتاجاً وتطوراً، وتسويقاً واسعاً على مستوى أوروبا والعالم، وغدت الزراعة عندهم من أعظم مصادر الانتاج القومي، بينما غدت الزراعة عندنا رمزا ًللفقر والبؤس والمعاناة، والتراجع إلى الخلف والتدهور المريع، ولم تستطع وزارة الزراعة وكل الجهات ذات الاختصاص أن تحل مشكلة المزارع الأردني الكادح الذي يعد المنتج الوحيد على مستوى الدولة.
لقد تم انشاء (50) جامعة في الأردن، وإنشاء عدد كبير من كليات الزراعة، وتخريج آلاف المهندسين الزراعيين، وأصحاب الشهادات في كل المستويات، وأساتذة ومراكز أبحاث، وأموال وبعثات، ومنح وندوات ونقابات وانتخابات، وما زال المزارع المسكين يبحث مع المسؤولين معضلة تسويق البندورة والباذنجان.
أقف حائراً أنظر في محاجر عيون المزارعين التي تجمد فيها الدمع، وأتساءل معهم عن العجز المتراكم الذي يبعث على الشك والريبة، في القدرة المتنامية على صناعة الفقر والتخلف، وإشاعة الاحباط واليأس في هذا القطاع الحيوي المهم، وأتساءل عن الدور المفقود للحكومات ووزراء الزراعة المتعاقبين ووزراء الخارجية في البحث عن الأسواق في الاقليم القادرة على استيعاب انتاجنا المتضائل، وأين دورهم في تطوير الانتاج الزراعي وتحسينه ليكون منافساً على مستوى العالم.
لكم الله أيها المزارعون المنغرسون في الطين والوحل، وتحت أشعة الشمس اللاهبة، التي تشوي الوجوه في الصيف، وفي مواجهة الصقيع المدمر لمزروعاتكم غير المحميّة في الشتاء، من أجل المحافظة على بقية من مروءة متطايرة على ضفاف الأودية والمنحدرات ما زالت تحتفظ ببعض الذكريات الجميلة وبصيص من الأمل لم ينقطع .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-12-2012 09:32 AM

ثم لماذا يبيع المزارع كيلو البندورة بعشرة قروش ليباع الكيلو بسبعين قرش في اسواق عمان؟؟؟

2) تعليق بواسطة :
08-12-2012 10:56 AM

د الغرابية الموقر

تحية من القلب وبعد



مشكلتنا الرئيسية هي في :

الاداره بالاهداف - التصميم والارادة- الرؤية الواضحة-الصدق والمصداقية- الشفافية- منظومة القيم والاخلاق وغيرها من المبادئ النبيلة التي يتطلبه العمل الزراعي-التجاري...؟ كل ماسبق لا زال غير متوفر لدى صانعي القرار لصناعة القرار القرار. مع خالص التحية ولك المزراعيين المناضليين

3) تعليق بواسطة :
08-12-2012 03:53 PM

المنتجات الزراعية، أو المنتوجات الزراعية، تحمى من خلال اعادة التصنيع ووقف الاستيراد للسلع الشبيهة أو البديلة ودعم مستمر للمزارعين مع برامج توجيه وتعاون بين المؤسسات الزراعية والحكومة إن وجدت حكومة فهمانة.

4) تعليق بواسطة :
08-12-2012 08:13 PM

شكرا د ارحيل ازيدك من الشعر بيت 27 مستشار لوزير الزراعه و27 سياره لهاؤلاء الفطاحل و20 مستشار للامين العام و20 سياره لهاؤلاء الجهابذه الم نخجل من انفسنا ونخجل من الكرسي الذي اثقلنا عليه بالحموله ونحن جالسون لا حول ولا طول هذا الفساد بعينه سألت عن سبب هاؤلاء المستشارين فأفادوني انهم لم يكملوا المده للحصول على الدرجه الخاصه الله اكبر اين مكافحة الفساد عن هذا الهراء قاعدوهم روحوهم عبئ على الوزاره وعلى السواقين وعلى الشاي والقهوه وعلى السلم الكهربائي في الوزاره اتقوا الله واول الذين سيحاسبهم الله عن هاؤلاء هو عبدالله النسور وثانيا وزير الزراعه وثالثا مدير مكافحة الفساد ورابعا السلطه الرابعه الاعلام ليقول الحق لايوجد شخص في وزارة الزراعه قلبه على الوطن شاهدوا الغابات بحاجه الى تقليم وخاصه على جوانب الطرق شكلها مايله وغير مرتبه والحدث الاهم والمهم ان سيارات الحراج في المملكه التابعه لوزارة الزراعه طول الليل والنهار وهي شغاله للعطوات والجاهات والمطاعم وشمات الهوا ونحن نندب الموازنه والمديونيه نداء الى معالي وزير الزراعه الذي نحترمه لخلقه ونظافة يده ان يبادر فورا في التنسيب بتقاعد هذا الجيش من العاطلين والمعطلين عن العمل ووقف سيارات الحراج الفلتانه فورا وبدون تأخير واخيرا هل يجوز ان نطلب تسويق منجاتنا من هكذا بشر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012