أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 14 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
الصفدي يبحث أمن الحدود ومحاربة تهريب المخدرات مع وزير خارجية سوريا مستشفى المفرق الحكومي يستحدث خدمة حجز مواعيد العيادات عبر الواتساب حملة لإزالة الاعتداءات على الطرق والأرصفة بلواء بني عبيد ألمانيا تتعهد بـ 25 مليون يورو لدعم اللاجئين السوريين بالأردن ولي العهد يزور قرية أورنج الرقمية في العقبة ويطلع على مرافقها - صور إصابة أردنية باعتداء على مركبة للأمم المتحدة جنوبي غزة .. والخارجية تدين الجمارك: إحباط تهريب (1100) لتر جوس سجائر إلكترونية عبر حدود العمري إطلاق مشروع تدريب وتأهيل 300 خريج جامعي في الطفيلة مستوطنون يهاجمون شاحنات إغاثة متجهة إلى غزة الملك يطلع على خطط المرحلة الثانية لتوسعة مشروع العبدلي ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 35091 شهيدا و78827 إصابة الداخلية والعمل: تصويب اوضاع الاجانب والعمالة الوافدة وإلا إبعادهم خارج البلاد 3 إصابات بمشاجرة عنيفة في حي نزال ارتفاع معدل التضخم في الاردن بنسبة 1.61% خلال نيسان البنك المركزي يطلق أكاديمية التكنولوجيا المالية الأردنية
بحث
الثلاثاء , 14 أيار/مايو 2024


خيمة في الجنوب

بقلم : ماهر ابو طير
17-12-2012 12:19 AM
كنا في الجنوب،وفي وادي عربة تحديدا،والخيمة المقامة في تلك المنطقة،جمعت فقراء ومساكين وامهات ايتام،ورجالا بلا عمل ولا وظائف،رجال مظلومون من الجنوب،ومنقبات يعانين اشد المعاناة من مصاعب الحياة.

تحت سقف الخيمة،بقيت روحي معلقة حتى لحظتي هذه،فالرجل الجالس الى جانبي شاب حر في مقتبل العمر،متزوج،وفيه روح البداوة الاصيلة،التي لاتحتمل القهر ولا الضيم،وهو اذ بدأ يتحدث عن اوضاع الناس في وادي عربة ومناطق الجنوب عموما،تساقطت دموعه،من شدة القهر،يبكي قهرا،وامامنا امهات الايتام جئن لاستلام مساعدات وطرود غذائية.

يقول ان الدولة لا تسمح لهم بالزراعة في تلك المناطق،ولا بحفر ابار الماء،ولاتمنحهم وحدات زراعية،الا لعدد محدود،واغلب الشباب في مناطق مثل الريشة وغيرها بلا عمل،والمخدرات تنتشر في كل المنطقة،ولااحد يسمع لهم،وحتى سلطة العقبة الخاصة لم تقدم لهم الا القليل،والغضب يكوي صدور الرجال،اذ يتعطل عن العمل اكثر من مائة وخمسين شابا،فيما اراضي المنطقة باسم الدولة،التي تمنعهم من الاستفادة منها،والذي يزرع عشر زيتونات تأتيه الجرافة لتخلع زرعه،ومقابلهم الاحتلال في الجهة الاخرى احال الارض الى جنة عدن،خضرة وماء.

كنا في تلك الخيمة بمعية الاميرة بسمة بنت طلال التي زارت المنطقة واطلقت حزمة مشاريع خيرية واياما طبية وقامت عبر الصندوق الاردني الهاشمي وحملته حملة البر والاحسان بتوزيع المساعدات،والاميرة لا تنسى مناطق الجنوب،وتمسح بيدها على رؤوس الاطفال المرضى،ممن جارت الدنيا عليهم،فيما يغيب كثيرون عن تلك المناطق.

لمعت عيناي حزنا على الرجل،لشدة اندفاعة روحه وهو يشرح قهر تلك المناطق،وهو قهر لا تتم ازالته ولا التخفيف منه،فالحكومات غائبة كليا عن تلك المناطق،والغياب يشمل ايضا مناطق اخرى تبدأ من مآدبا وتمر بالطفيلة والكرك ومعان وباديتها والشوبك وصولا الى العقبة.

اهالي وادي عربة يعانون بشدة،على امتداد 2400 كيلومتر مربع،ويلفت انتباهك هذا الفقر المدقع،والوجوه التي نالت منها الايام،حتى الامراض التي استوطنت لاتترك شيئا،اذ حتى اسنان الرجال والنساء،تتساقط ولونها ازرق يميل الى السواد،جراء مشاكل المياه،ونوعيتها،والاميرة بسمة استمعت الى عشرات الشكاوى المرة،حتى قرأنا على وجهها كل ذاك التعب،برغم ما يفعله الصندوق الاردني الهاشمي ومبادراته،في اكثر من خمسين موقعا في البلد،على مدى اكثر من ثلاثين عاما،وبرغم مساعدة عشرات الاف الناس ودعمهم على صعيد التدريب والتعليم والمبادرات وتوزيع المساعدات،الا ان هذا الجهد يأتي اسناديا ولا يلغي الواجبات المفروضة على مؤسسات الدولة واهل الخير.

الاميرة ذاتها لاتحب ان تنسى فريقها العامل،ولا الدعاية لعمل خيري،لان الدعاية لايمكن ان تعلو على ألم الفقر والحرمان،وقد كانت تتحرج بشدة امام شكر الناس،فتقول انها لاتريد شكرا من احد،فما اهمية الشكر امام هول مانراه،والناس على فقرهم وطيبتهم هم الاقل شكوى،والاكثر وطنية،وهذه مفارقة كبيرة،ينبغي ان لاتستثمرها الحكومات بشكل جائر،وترتاح الى معادلاتها،فالناس اولا،ومن يرى الظلم في الجنوب،لاينام في ليل اونهار لشدة التأثر على حال اهلنا.

لحقتني الملثمة لتروي لي حكاية ابنها المعاق،وهجر زوجها،واخر روى لي فصله من وظيفته،وثالث تم ترحيله من سكنه جورا،ورابع بلا عمل،وخامسة تعيش على معونة وطنية محدودة،وسادسة ام لايتام لايساعدها ابنها العامل،وسابع يعاني من ادمان ابنه على المخدرات التي غزت كل المناطق الفقيرة في المملكة،بأسعار قليلة،دون ان يعرف احد سر سطوة ونفوذ تجار المخدرات.

قيل سابقا ان كل الدروب تؤدي الى الجنوب،وفي خيمة الاميرة في الجنوب،رأيناها تحاول اطفاء نار الفقر،غير ان النار ممتدة وكبيرة،والضحايا في كل مكان،والذين يغمضون عيونهم عن الناس،اما عميان بصر او بصيرة،واذا بقي حال الناس هكذا،فأننا سنرى ارتدادا على كل واحد فينا،فوق الذي فينا.

غادرنا الخيمة ولم تغادرنا الخيمة حتى الان.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-12-2012 12:29 AM

المقال نابع من الواقع،ويصور بصدق الوضع البائس للجناح الجنوبي من الوطن وما يثير الاستغراب حقا هو استفحال آفة المخدرات لجنوبنا المكافح للظلم والتهميش والمحدود جدا بموارده الشحيحة.
شكرا لكاتب المقال على مصداقيته بنقل الواقع الصعب لاخواننا بالجنوب.

2) تعليق بواسطة :
17-12-2012 12:36 AM

اتمنى استاذ ماهر ان تذهبوا كصحفيين لوحدكم بدون دعوات وان تتركوا المكاتب الوثيره لتروا حال الناس في مناطق لو اعطوا من ثروتها الجزء اليسير لعاشوا بكرامه فالمنقبات اللاتي رايتهم بالتاكيد لن تحصل الواحده منهن على ثلاثه الاف دونم بجره قلم

3) تعليق بواسطة :
17-12-2012 12:41 AM

هذا واقع الحال , وبعيداً عن العمل التجميلي الأعلامي لبعض الجهات والشخصيات كان عليكم الأستماع لقصه مؤلمه أخرى في تلك المنطقه المعذبه من الوطن , ففي السبعينات كان هناك خلاف على سيل ماء في تلك المنطقه الجرداء بين عشيرتين من عشائر المنطقه , وقيمه مصدر المياة هذا هو في الحاجه الى النشاط الزراعي الذي يمكن أن ينتشل سكان المنطقه من الفقر المدقع ومن انعدام التنميه في المنطقه وانعدام التعليم والوظائف ,وقد قام أحد الأشراف المشهورين بعرض مشاركه سكان المنطقه في تطوير الزراعه وفي المقابل يحصل على ربع الدخل الزراعي ,,,وهكذا كان فقد أقبل السكان على تلك المبادرة والتي تحوًلت ألى حاله بشعه من الأستغلال من ذلك الشريف المتنفذ , بل لقد فوجيء سكان المنطقه بطلب ذلك الشريف منهم التوقيع على وثيقه يتخلون بها عن كافه الموجودات المنقوله وغير المنقوله في المنطقه , وهذا طبعاً بهدف الأستيلاء على مصدر الماء الوحيد ,,,وبعد صراع مرير مع هذا الشريف أنخرطت به بعض الجهات للضغط على المواطنين لتلبيه رغبه هذا المتنفذ ’فقد خرج من المنطقه بعد أن قام بتخريب كل شبكات المياة وكل شيء يمكن أن يستفيد منه هؤلاء المواطنين ,,,,

4) تعليق بواسطة :
17-12-2012 12:47 AM

شكرًا لمسح الرأس ولكن أوسلي ما ترين إلى راس النظام،،انت اقرب الناس اليه،،لا لريد أن تمسح راسي بل أريد العدل.

5) تعليق بواسطة :
17-12-2012 01:07 AM

الارض اصبحت من املاك صاحب الصولجان وسيتم النصب بها على احد المسثمري كما فعل مع اراضي العقبة اراضي وادي عربة تقاسمها مع المخابرات حتى يسكتو عن البقية .. اصحاب الارض الحقيقيين لاينالهم الا غبار سيارتهم رباعية الدفع حين ياتو للصيد والسمر .

6) تعليق بواسطة :
17-12-2012 03:18 AM

ماهو يااخ ماهر اذا سمح لهم باستغلال الارض واكتفوا ذاتيا مابيكون في داعي لبقاء الصندوق الاردني الهاشمي وفهمك كفية.

7) تعليق بواسطة :
17-12-2012 09:57 AM

يا أخ ماهر، لهؤلاء الناس حقوق في هذا الوطن وهذه الحقوق ليست بمسح الرأس والمكارم والمساعدات الإنسانية، هم مواطنون وليسو صوماليون حتى نتعامل معهم بهذه الطريقة المذلة.
مع احترامي لسمو الأميرة ولحضرتك، العلاج الحقيقي هو:
1) محاربة الفاسدين وناهبي أموال الوطن والمواطنين.
2) وقف التوريث والواسطات والمحسوبية ثم إحلال الشرفاء ذوي الكفاءات مكان الفاسدين والمنافقين في كافة مؤسسات الدولة ومراكز صنع القرار عن طريق المنافسة الشريفة بين كافة المواطنين.
3) إعطاء الأردنيين فرصتهم الحقيقية في النمو الاقتصادي والاجتماعي والسياسي واستغلال مايتوفر من خيرات في وطنهم بدلا من نهبها.
4) حكم صالح بكفاءة عالية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا يتعامل مع أسباب ماحدث لهذا الوطن وليس مع النتائج فقط.
بدون ذلك سيزداد عدد المتسولين ويقل عدد المحسنين ويرمى بأصحاب الكفاءات إلى الدرك الأسفل ويعلو شأن الفاسدين والمفسدين والمنافقين وبائعي الأوطان، وسنعجز عن إطفاء الحرائق المتزايدة.

8) تعليق بواسطة :
17-12-2012 02:47 PM

ما أخبار الشريف جميل بن ناصر في منطقه وادي عربه ؟؟

9) تعليق بواسطة :
17-12-2012 07:38 PM

يسلم قلمك واحساسك اخي ماهر .
هذا الجنوب كان بوابة الدخول الى دولة الاردن عندما حضر الامير الهاشمي عبدالله بن الحسين بن علي على راس قوة صغيرة لنصرة جيش الشام في حربه ضد الاستعمار الفرنسي وقام اهل الجنوب وعشائر بني صخر بالانضمام الى جيشه ولكنه لسبب ما اضطر الى البقاء في ارض الجنوب الاردني في معان بالتحديد ومن ثم قام بمراسلة زعماء وشيوخ العشائر الاردنية لتاسيس الامارة (الدولة) وتم له ذلك على اساس الملك له والسلطة والحكم للشعب . ومن الجنوب بدأت الدولة الاردنية بالظهور والتشكل .. وانظر ما حال الجنوب الآن مع انه يمد الدولة بمعظم الثروات ولكنه مهمش وبيعت اراضيه بابخس الاثمان لمتنفذين فاسدين .. هل عرف الان لماذا جميع الثورات والاحتجاجات تبدأ من الجنوب؟!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012