أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 أيار/مايو 2024
الخميس , 16 أيار/مايو 2024


العلاقات الأردنية المصريّة

بقلم : د. رحيّل غرايبة
21-12-2012 11:26 PM
يشعر المواطن الأردني دائماً، أنّ السياسة الخارجية الأردنية يشوبها الغموض وعدم الوضوح، وأنّها دائماً محاطة بالأسرار والطلاسم، وليست مبسوطة للبحث والدرس والمراجعة من قبل الأحزاب والقوى السياسية، ولا تتعرض لها الصحافة إلاّ نادراً وعلى استحياء.
هذه المقدمة أسوقها قبل البحث في السياسة الأردنية الخارجية تجاه الشقيقة الكبرى 'مصر'، وخاصة بعد الثورة الشعبية المصرية التي استطاعت إطاحة النظام السابق، وما زالت تتلمس طريقها نحو إرساء معالم الدولة الجديدة ومحاولة وضع الدستور الجديد، الذي يهيئ لايجاد المؤسسات الدستورية المستقرة، فمن الملاحظ أنّ هناك تغييراً كبيراً طرأ على المواقف الأردنية السابقة التي كانت دائماً تتصف بأنّها تتناغم مع مواقف نظام حسني مبارك إلى درجة التطابق.
في هذه الأيام يرى المراقب العادي أنّ هناك فتوراً ملحوظاً في العلاقات الأردنية المصرية؛ بل هناك بعض التسريبات التي تفيد بعدم التعاون وعدم الرضا عن النظام الجديد، بل أشارت بعض الأخبار إلى أنّ الأردن يحاول الانخراط في تشكيل حلف مضاد، وهناك محاولات التشديد على العمالة المصرية من أجل إحراج مصر.
ينبغي أن نعترف بحقيقة كبيرة في هذا المجال، أنّ الأردن أشدّ حاجة إلى العلاقات الطيبة مع مصر، وأنّ ذلك يمثل مصلحة عليا للشعب الأردني، وهناك مصالح استراتيجية تمس الاقتصاد الأردني مسّاً عميقاً ومباشراً، ويتمثل ذلك 'بالغاز المصري' بالدرجة الأولى الذي تعتمد عليه اعتماداً كبيراً في توليد الكهرباء، إضافة إلى أنّ الأردن يعتمد اعتماداً كبيراً وجوهرياً على العمالة المصرية في كلّ مجالات الحياة العملية، ولا يستطيع إنكار ذلك بكلّ تأكيد.
زيارة رئيس الوزراء المصري للأردن، تمثل خطوة ايجابية ومتقدمة يجب أن تكون محلّ احترام وتقدير، وينبغي التقاط الرسالة بذكاء، وقبل فوات الأوان، وعدم الانجرار إلى قرارات انفعالية نزقة، وإلى دعاوى الانخراط في بناء المحاور الجديدة، التي تضر المنطقة وتلحق الضرر الفادح بمصالح الشعوب العليا، وفي مقدمتها الشعب الأردني.
الموقف الأردني الخارجي تجاه التغيير السياسي في مصر يجب أن يستند إلى قواعد التعامل الموضوعية والعدالة التي تقول باحترام خيار الشعب المصري، ومساندة التحول نحو إرساء معالم الديمقراطية الحقيقية، ودعم النزاهة المطلقة في الانتخابات التشريعية والرئاسية، ودعوة جميع الأطراف إلى احترام نتائج صناديق الاقتراع.
وإذا أراد الأردن أن يكون أكثر ايجابية في هذا المجال فيجب أن يبذل جهده في محاولة التوفيق بين الأطراف المختلفة على الساحة المصرية، ومحاولة تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية المتنازعة، وبذل الجهد في إسداء النصيحة لمنع الانقسام المجتمعي وتخفيف حدة التوتر بين مكونات المجتمع المصري، وذلك من أجل الإسهام في استقرار الدولة المصرية ونجاح تجربتها؛ لأنّ ذلك يمثل دفعاً للاستقرار في المنطقة كلّها، وأنّ قوة مصر قوة للعرب جميعاً.
ولذلك هناك قدر من الاستغراب، بأنّ تفاعل الأردن مع الأحداث المصرية يتسم بالبرود الشديد، فلم تحدث زيارة لمصر من مستويات عليا، تسهم في تمتين العلاقات وزيادة أواصر التعاون، والمحافظة على مصالح الشعب الأردني.
أعتقد أنّه قد آن الأوان لتحقيق إصلاح كبير وملحوظ في مجمل السياسة الخارجية الأردنية، و أن تخضع لمزيد من الشفافية أمام الشعب الأردني كلّه بعيداً عن سياسة التهميش والاستغفال .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-12-2012 12:17 AM

عندما نكتب عن توزع دول و تنظيمات المنطقه ضمن معسكرين متنافسين بريطاني و امريكي يرى بعض المتابعين ان ذلك مستنبط من الفكر التحريري و الحقيقه ان الامر ليس تحريري او شفهي بل تطورات لا تفسير اخر لها ومنها...عندما كان الاردن اقرب للندن كان ايضا اقرب للاخوان و حماس بل حتى الى ايران سياسيا والتي لم تقطع علاقاتها مع الاردن بعد وادي عربه..!! وحتى التعامل مع اسرائيل كان عبر حزب العمل من غولدا مائير و حتى اسحق رابين ... و حاول الليكودي المنتمي للمعسكر الامريكي نتنياهو دائما ان يلغي ايه تفاهمات تمت عبر حزب العمل...و لظروف فرضت على الاردن بخطه محكمه تحول الاردن للجانب الامريكي فتغيرت مع ذلك ايضا تحالفاته الاقليميه..فابعدنا حماس وقربنا السلطه/فتح و ضيقنا على الاخوان و تحالفنا مع مصر مبارك..الان مصر بعد الثوره هي مصر الاخوان و من الطبيعي ان تنتقل الى الجانب الاخر مما يؤدي كما نلاحظ الى تقارب مع ايران و حماس و تباعد مع الاردن ولو عادالاردن اقرب للندن لانقلبت تحالفاته الاقليميه و كذلك سيكون شان مصر

2) تعليق بواسطة :
22-12-2012 01:09 AM

معسكرين متنافسين ؟؟
الوجود الأمريكي في الشرط الأوسط فاعل وملموس ومن مضاهرة تغيير النظام العراقي بالقوة , والأمساك بالملف الفلسطيني عبر القدرة التاثيريه على أسرائيل .
أما اعتبار أن هناك معسكراُ بريطانياُ منافساً فيحتاج لأدله ,,,
أما المحاور الأقليميه الجديدة فهي تقوم على معسكر الديمقراطيه الجديد سواء برؤساء من مدرسه الرئيس المرزوقي الليبرالي أو مرسي الأسلامي ومعسكر معاد للتحول الديمقراطي وكل من الأنظمه سوف يختار مقعدة الملائم .

3) تعليق بواسطة :
22-12-2012 02:25 AM

سيدي,, السنا نحن العرب من قال : انا واخي على ابن عمي وانا و ابن عمي على الغريب...التنافس يقع حتى ضمن العائله الواحده فيتفق اعضاؤها في امر و يختلفوا في اخر وخاصه في القضايا الماديه و منهاالارث تحديدا فكيف اذا كان الامر بين دول...بريطانيا لا تزال الدوله الاقوى بالعالم ماليا متجاوزه اي دوله اخرى بما فيها امريكا و اللتي لا يلاحظ البعض ان حتى"الفيدرال رزيرف" و الشبيه بالبنك المركزي غير خاضع لاي رقابه امريكيه و الاغرب ان اغلب مالكيه بريطانيون..!! عبر ما يزيد عن مائتي عام نظمت بريطانيا من خلال اكثر من ثلاثين جزيره و دول صغيره في مواقع منتقاه من العالم نظام ال :اف شور" و "تاكس هايفن" اللذي يسمح للارباح و الثروات التهرب من الضرائب والافصاح...!! و يقدر ما يمر عبر تلك المناطق الخاضعه لبريطانيا باكثر من ثلثي ثروه العالم فلا يجسر اغلب واهم المستثمرين و السياسيين المتنفعين و الفاسدين بالعالم على تخطي خطوط حمراء تؤدي الى فضحهم و تجريمهم...اما سياسيا فاغلب المنطقه كانت تابعه لبريطانيا حتى انتزعت نفوذها امريكا ابان الحرب العالميه الثانيه و تسعى بريطانيا لاستعاده نفوذها من القبضه الامريكيه, اما بخصوص العراق فصدام كان حليفا مزعجا لامريكا و ارادت استبداله ولذلك شرح يبعدنا عن ما اردنا بحثه في مداخلتينا ولك احترامي

4) تعليق بواسطة :
22-12-2012 08:33 AM

سيدي, وشائج غلاقات الأنظمه ألتي تم انتاجها في مرحله الأستعمار البريطاني شيء مفهوم ,وهذا مقياس ناتج عن شعور داخلي كامن لدى أنظمه تعرف أن الشرعيه الشعبيه ليست موجودة , وتعرف أن التدخل البريطاني الناعم والمتآمر أحياناُ يغُلب طرف على طرف (ويبرز هذا الدور في وراثه الحكم ) .
في وضع مصر الجديد , كل المعادلات فوق الطاوله , هناك صراع داخلي يحكم المسار النهائي لمصر , وهو صراع الأسلاميين والليبراليين , وللأنصاف فمن الصعب ايجاد دليل على تأثر الأسلاميين الذين في السلطه بالتأثير البريطاني , أما العلاقه مع امريكا فيحكمها ملف واضح وهو المساعدات الأمريكيه ,والحساسيه الأمريكيه للعلاقه مع أسرائيل .

5) تعليق بواسطة :
22-12-2012 10:45 PM

سيدي,,اعتذر اذا لم اكن واضحا في تعليقي, ولا اتلف معك في تقييم المشهد من الداخل و ما اسعى لايضاحه هو تاثير العامل الدولي ايضا....ان التنسيق في مثل هذه الامور على الصعيد الدولي يكون بتمرير معلومه تهم الطرف الاخر ولا تؤذي مصدرها و تكون عاده عن طريق طرف ثالث ليست له صبغه رسميه و لمثل هذه المعلومات اهميه بالغه بل مصيريه في بعض الاحيان وناقل المعلومه يمررها ايضا لموثوقين كنصيحه منه و يعرف قليل منهم مصدرها الاساسي... و ذلك عالم قائم بذاته....ساروي لك قصه يصعب تصديقها لولا ثقتي بمصدرها حدثت مع زعيم عربي كبير توفاه الله و رواها لي الشخص الوحيد اللذي رافقه في زياره غير رسميه للندن دامت يوما واحدا...يقول: لم يفصح لي الزعيم عن سبب الزياره المفاجئه و عندماو صلنا اتجهنا بسياره دون مرافقين الى ناد عريق معتم شبه فارغ و اتجه الزعيم الى زاويه يجلس بها رجل مسن و كان غافيا و رفض الزعيم ايقاذه و جلس على الكرسي المقابل له وانتظره حتى استيقظ فاعتذر الرجل المسن و عاتب البتلر الذي اجابه ان الضيف رفض ايقاذه,بعدها سال الضيف عن سبب الزياره فافاده ان بلده يتعرض لضغوطات بالغه من امريكا من اجل اتخاذ موقف معين لا ترغب به,عندها طلب الرجل المسن من البتلر ان يطلب بالهاتف رئيس الوزراء و كان حينها جون ميجر وقال له: البلد الفلاني يتعرض لضغط غير مبرر من امريكا في الموضوع الفلاني و قائده الذي نحترم يجلس بجانبي الان و قد وعدته بانهاء الموضوع خلال عشره ايام لذلك اتصل بالامريكان من اجل ان يعيدوا دراسه موقفهم...!!!و يقول الصديق بانه لم يصدق ما يرى و يسمع سيما و ان الموقف الامريكي تغير ضمن المهله اللتي حددها الرجل المسن...!!,و لك احترامي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012