أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 أيار/مايو 2024
الخميس , 16 أيار/مايو 2024


هل كانت "غمامة صيف"؟!

بقلم : د.محمد ابو رمان
23-12-2012 12:10 AM
أنهت زيارة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل، ورفاقه الوزراء المختصين بالقوى العاملة والغاز المصري، الأزمة المستترة التي كانت تتصاعد بين الدولتين، جرّاء انقطاع الغاز المصري، وهو الأمر الذي حمّله مسؤولون أردنيون 'فرضيات سياسية' تتجاوز الاعتبارات الفنية والاقتصادية التي كان 'يتذرّع' بها الأشقاء!ورغم أنّ مسؤولين أردنيين ينكرون بأنّ الحملة على العمالة المصرية الشقيقة الوافدة ارتبطت بالأزمة، وبمحاولة الضغط على الجانب المصري عبر هذه الورقة، إلاّ أنّ التوقيت والطريقة والرسائل المبطّنة كلها كانت تشير إلى اعتماد هذا الأسلوب 'الجديد'، وهو ما يراه سياسيون أردنيون عملاً ناجعاً ومفيداً، آتى أكله، من دون أن نتساءل فعلاً؛ فيما إذا كنا قد استنفدنا الطرق الديبلوماسية كافّة قبل ذلك، وفيما إذا كانت أضراره الجانبية مبرّرة، في حال مثلاً تعاملت معنا دولة شقيقة لديها مهنيون أردنيون بالطريقة نفسها مستقبلاً، فهل سنبرِّر ذلك لهم، أخلاقياً وسياسياً وحتى إنسانياً؟بلا شك، لم يفكّر الأردن بمحاولة الضغط على الجانب المصري إلاّ بعد أن وصل مرحلة من الاختناق الاقتصادي جرّاء انقطاع الغاز المصري، وحمّل الخزينة مبالغ طائلة، ضاعفت العجز الكبير أصلاً، ما هدّد الاستقرار السياسي الداخلي، في لحظة سياسية حرجة وحسّاسة، في الوقت الذي لم يكن هنالك جواب رسمي مصري مقنع، تزاوج مع تلكؤ وتباطؤ من قبل الأشقاء في إدراك أهمية الوصول إلى حل للمشكلة.في المحصلة؛ عندما شعر الجانب المصري بأنّ القضية تتحوّل إلى أزمة سياسية، وبأنّ الظنون بدأت تأخذ الجانب الأردني إلى حسابات غير دقيقة تربط ذلك بأجندات إقليمية وبالعلاقة مع 'الإسلاميين'؛ بادر إلى إرسال رسائل 'حسن نية' مكثّفة خلال فترة قصيرة، عبر اتصالين من الرئيس محمد مرسي مع الملك، وزيارة الوزراء المعنيين، ثم رئيس الوزراء المصري إلى الأردن، ووضع حلول عقلانية وواقعية للملفات الطارئة على العلاقة بين الطرفين.في مجال العمالة المصرية الشقيقة؛ قدّم الجانب المصري اقتراحاً (قرأناه عبر موقع عمون الالكتروني) يتكّون من 11 نقطة، فيها معاملة جيّدة ومتميّزة للعمالة المصرية في الأردن، ومراعاة خاصة لظروفهم الإنسانية وتحسين لشروط العمل، ووعود بتحسين حقوقهم المتعددة.في المقابل؛ تمّ الاتفاق على عودة ضخّ الغاز المصري إلى الأردن، وتزويدنا بالكميات التي نحتاجها ضمن الأسعار المتفق عليها، ما يساعد الأردن كثيراً في مواجهة فاتورة الطاقة، تحديداً الكهرباء، التي كلّفت الخزينة 1.7 بليون دينار أردني، لم تكن ضمن حسابات العجز ولا توقعات المسؤولين خلال هذا العام.خرجت الحكومتان بنتائج ممتازة، فالأردن ضمن الحفاظ على الغاز المصري كشريان مهم للكهرباء، وبأسعار متميزة، والجانب المصري حسّن من ظروف عمل الأشقاء المصريين هنا، وأثبتت الحكومة المصرية التي تمثّل الثورة حرصها على المصريين وعلى مصالحهم في الخارج، وأعطتهم امتيازات جديدة تشعرهم بأنّ عهد الحكومات التي تدير الظهر لهم قد ولّى.ما هو أهم من هذا وذاك أنّ الأشقاء المصريين شرحوا بوضوح للجانب الأردني الأسباب والخلفيات الفنية والاقتصادية التي وقفت وراء انقطاع الغاز المصري، خلال الفترة الماضية، وهي قصة لا تمت من قريب أو بعيد لفرضيات سياسية 'تخيّلها' المسؤولون لدينا، وفاضت بها 'عبقريتهم' النادرة التي أقحمتنا بأزمات داخلية، وتريد اليوم أن تزجّنا بمحاور خارجية بناء على أوهام شبيهة بأخرى حكمت سياستنا الخارجية خلال السنوات الماضية!بالضرورة ملف الأزمة الراهنة انتهى، لكن نتمنّى أن تكون غمامة صيف، وألا نستعجل الأمر ونأخذ مواقف من الحكومات الإسلامية الجديدة في المنطقة، فمن الخطأ – بل الخطيئة- أن نتعامل مع هذه الحكومات وكأنّها 'خصم إسلامي'، فهي اليوم تمثّل دولا ومصالح، وهو ما أثبته سلوك الطرف المصري في الأزمة الأخيرة!

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-12-2012 01:32 AM

ما هذا الهراء

نحت ولوي عنق للنوايا وهذا يتعارض مع تحليل السياات

هراء

2) تعليق بواسطة :
23-12-2012 01:37 AM

سيدي الدكتور لو قال غيرك مثل ما قُلتَ ولا سيما الفقرة المبينة تالياً لعذرته !! أمـّا أن تأتي منك !! فلا عُذر له والفقرة المقصودة هي التالية :-

"" وفيما إذا كانت أضراره الجانبية مبرّرة، في حال مثلاً تعاملت معنا دولة شقيقة لديها مهنيون أردنيون بالطريقة نفسها مستقبلاً، فهل سنبرِّر ذلك لهم، أخلاقياً وسياسياً وحتى إنسانياً؟ "" !!
فهل تساوي يا سيدي الأردن بموافقه الأخوية بذلك الموقف المصري الذي عضَّ وبشدة على إقتصادنا !!! لا يا دكتور ,,, تساؤلك لا محل له لإختلاف الأخلاق الواضح في التعامل ,,, وعليه فلا خوف على الفنيين والمهنيين الأردنيين في أي دولة كانت في العالم حتى ولو كانت لنا أيدي عاملة فنية في جُزر القُمُرَ , فاطمئن يا سيدي الفاضل .
أمـّا المستغرب في مقالك فهو تبنّيك للموقف المصري الذي برر حبس الغاز عن الأردن وكاد أن يحبس الماء والهواء كذلك ,,,,
من متابعتي لمقالاتك فإنني أكاد أُجزم بأنّ تعاطفك ولكونك الخبير في شؤون الإخوان هو الذي دفعك لقيادة حملة تشكيك وإدانة للموقف الأردني وهي في ذات السّياق حملة تبرئة إخوان الصفا من تكديرهم لقدر كان مقبولاً بين البلدين من الود والصفا .

وهل تعتقد يا سيدي بأنّ اتصال مرسي بجلالة الملك وزيارة وزيرين سبقا قنديلهم للأُردن ومن ثم زيارة قنديل وتصريحاته حول الإعجاب بالإجراءات الإصلاحية التي يقودها جلالة الملك جاءت كُلها من فراغ ؟؟؟؟
أعد حساباتك , ولن تخسر شيئاً لو أنصفت الأردن

3) تعليق بواسطة :
23-12-2012 06:53 AM

العماله السوريه ستحل تدريجيا مكان العماله المصريه لقدرتها الاكثر على التكيف مع المجتمع الاردني وكون اغلبها من الحرفيين و طبيعه الظرف المؤدي لقبولهم العمل بعوائد اقل

4) تعليق بواسطة :
23-12-2012 10:13 AM

لن ينصف الاردن!!! هذا طبيعي وخصوصا بعدما بات يعرف بالباحث بالجماعات الاسلاميه!! " انا قرفت"

5) تعليق بواسطة :
23-12-2012 06:24 PM

أخي الفاضل , كم اتمنى أنْ أنام وأصحو وأجد أبناءنا هم الذين يعملون في كل قطاعات العمل ومهما كان نوعها .
كم اتمنى من الأردنيين أنْ يطرحوا شعار _(( لا لثقافة العيب )) وأول هؤلاء الأردنيون أبنائي الثلاث ,
جامعيون هم والحمد لله ولكنهم يقبلون على الوظيفة الأسهل وذات البرستيج الأعلى ولو كان ذلك مقابل الفتات من الراتب ,,,,
هناك خطأ كبير في تنشئة ابنائنا وإلاّ لما وجد أي وافد عربي ومن أي بلد فرصة عمل واحدة لدينا ,
والغريب أن الأردني عندما يذهب للخارج ولو بقصد الدراسة فإنه يقبل العمل بأية وظيفة ولو في المطاعم طالما لا يدري به أحد , وفي روما كُنتُ على علاقة وثقية بمجاميع من الطلبة الأردنيين , وكان معظمهم لا يذهب في العطلة الصيفية للأردن !! ولماذا ؟؟ تصوروا لأن الصيف موسم قطاف العنب فكانوا يجوبون إيطاليا من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها ,, كُنتُ ذات يومٍ على مسافة قريبة مع أحد سفراء الأردن - وبالمناسبة كان سفيراً للأُردن في أكثر من دولة - وقال لي بأنه خلال دراسة الماجستير والدكتوراة عمل في امريكا بوظائف عديدة ومنها " كونترول في سينما ليلية فقط " فقلت له : كيف قبلت ذلك ؟؟ فقال :- ما كان من الممكن أن يعرف بي أحد لأنّ دوام السينما يبدأ في الليل !!! فسألته وهل تقبل لإبنك ذلك ؟؟؟ فأجاب طبعاً لا وأيضاً هو لن يقبل .
وحتى لا أظلم أحداً ولا استرسل في السرد فإنّ ابني الجامعي يعمل بثلاثمائة وخمسون ديناراً وتوسطت له بعمل يبدأ الراتب الأساسي ب 650 فقال لي : لا ,,, فيها عمل مسائي !! وأنا لا أُحب عمل " الشفتات " وما زال على راتبه ,,,
اتمنى محاربة ثقافة العيب . فهل نبدأ ؟؟

6) تعليق بواسطة :
23-12-2012 08:12 PM

سيدي هنالك تجربه ناجحه لكوريا الجنوبيه وهي خدمه العلم في المؤسسات و المصانع وورش البناء والمزارع... وتختلف المده من عام و نصف و حتى ثلاثه اعوام حسب النشاط اللذي يخدم به الشاب و اذا كانت خدمته داخل او خارج كوريا.... و ميزه هذا النظام انه قضى على ثقافه العيب و علم الشباب الانضباطيه و جعل تكلفه المنتجات الكوريه و شركات التعهدات منافسه دوليا.... . تجربه امامنا نستطيع اقتباسها و سبق ان قدمتها و شرحتها وتقبلها المغفور له وولي عهده ولكن من المؤسف بقي هناك من يقاومها على مدى عشر سنوات...!!!,و لك احترامي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012