أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
نصائح من الامن للأردنيين خلال فصل الصيف صحة الزرقاء: استمرار أعمال الصيانة والتوسعة للمراكز الصحية ارتفاع أسعار الذهب محليا إلى 40 قرشا للغرام نصف مليون طالب استفادوا من مشروع التغذية المدرسية الاعفاء من غرامة المسقفات والمعارف في عمان اصبح الكترونيا ..وقيمة الاعفاءات أكثر من 50 مليون دينار البنك الأوروبي للتنمية يتوقع تعافيا طفيفا لنمو اقتصاد الأردن ليصل 2.6% مدعوون للامتحان التنافسي في المؤسسة المدنية - أسماء بدء التشغيل التجريبي لمشروع الباص السريع بين عمان والزرقاء اليوم طقس لطيف اليوم وغدا ودافئ الجمعة وفيات الأربعاء 15-5-2024 آه، ما أشقى جيلنا!! د . حفظي حافظ اشتيه يكتب : ذكرى النكبة والنكسة ثم الصمود ليبرمان : حماس وزعيمها السنوار يديران الحرب من الأنفاق أفضل من نتنياهو بريطانيا : اجتياح رفح لن يوقف صادراتنا من الأسلحة إلى إسرائيل "حماس":تصريحات نتنياهو بمطالبتنا بالاستسلام سخيفة للاستهلاك المحلي وتعكس وضعه المأزوم القسام تكشف عن عملية مشتركة مع سرايا القدس
بحث
الأربعاء , 15 أيار/مايو 2024


البيت «الشرقي»

بقلم : احمد حسن الزعبي
23-12-2012 12:20 AM
أكثر ما اشتاقه في هذه الأيام الكانونية ..دلفاً ملتزماً، يقطر من عين السقف بصدق وهدوء،كدمع الأمهات..
في البيت الشرقي- هكذا كنا نسميه- كان إيقاع الدلف في الصحون النحاسية ، تلغراف السماء، كلما اشتدت القطرات وتسارعت، نعرف أن هناك «إرسالية» مطرية عاجلة ، وكلما تغير هدير النار في صوبة البواري نعرف أن نقاشاً حاداً احتدم بين المدخنة المصلوبة شمالاً والريح الغربية..
قضبان القصّيب التي تسطّر بيتنا الشرقي ، هي أصابع المساء المتورّمة ، المغمّسة في المنخفضات العميقة المشبعة بالبرد والدخان والماء وصوت أم كلثوم وأخبار المقاومة المتقطعة ..في البيت الشرقي ضوء خافت يراقص ظلالنا،و «اللُّحف « المكونة من حرامات عتيقة مخيّطة و»كبابيت» مهترئة ، تدثّر الرؤوس الصغيرة المختبئة من أزيز النافذة الهزيلة، وخرير المزراب الوحيد..
كان البيت الشرقي يشبهنا تماما بكل تفاصيله، عظامه حجارة وجلده طين ، كان زفيره أنفاسنا، ونبضه أحلامنا النابتة على وسائد القطن..
المنخفض الأخير.. ذكرني «ببابور» الكاز الذي كان يحمّص القهوة صباحاً ،ويبوح برائحة حباتها المحروقة ،بدخانها الأزرق الشهي الذي كان يتكاثف في المكان..ذكرني بالغيم الأسود المتهادي غرباً عند الغروب، وبواجب «التسكير» على الدجاجات في الخم، وتوسيع القناة المنحدرة بغزارة وشقّ تعرّج جديد في مسارها لتصل الزيتونات البعيدات ، ذكرني...بسقوط كرات «العوّامة» في الزيت الساخن الواحدة تلو الأخرى مثل «الانزال المظلي»..ثم تحريكها بمصفاة «مصنّعة محلياً» عبارة عن «غطاء علبة سمنة» وعصا..وبعد ان تصبح كُرات ذهب ، نغطسها بطنجره القطر الأشقر الثخين ..ذكرني كيف كنّا نأكل «التوائم السيامية من العوّامة» والزوائد والذيول المقرمشة والحبات التي تعاني من تشوّه «تصنيعي»...حتى يفرغ باقي الاشقاء من دفاترهم ووظائفهم المنزلية، ويحضر أبي ممتشقاً تعبه النهاري الطويل على كتفه..فنتناول طمأنينتنا جميعاً حبة حبة على صحن الرضا..
في البيت الشرقي..وقبل النوم ، كانت أمي تصفّد «الغولة» في نهاية الحكاية أو تذوبها بماء الحبكة بذكاء فطري متى تشاء ..فننام على نشوة الانتصار..قريري الأعين..من غير معوذاتٍ أو أذكار...
الآن صارت الغولة..هي الراوي و الحبكة و كل الحكاية...

(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-12-2012 12:32 AM

الله يرحمك يا محمد طمليه
احسنت

2) تعليق بواسطة :
23-12-2012 01:46 AM

ماختلف علينا شي اخ احمد فقط انتقلنا من البيت الشرقي للبيت الغربي يعني ان غابت عنك من تحت الدلف لتحت المزراب وسبع البيت وصحايه سواء كان الشرقي والا الغربي حيشاك انت واهلك طبعا.

3) تعليق بواسطة :
23-12-2012 07:12 AM

I wish that the rest of those who call themselves "writers" will read your work and understand it well. Probably they will feel some shame and stop calling themselves "writers" and stop writing because that will save so much space. Allah Ye7meek

4) تعليق بواسطة :
23-12-2012 09:02 AM

يا أحمد ، يا نبض الدفءالصادق ، دع عنك الغولة وحكايتها واتركها تنسج خيوط بيتها فلن تنتهي الحكاية على ما ارادت.

5) تعليق بواسطة :
23-12-2012 12:17 PM

بصدق لم أقرأ في حياتي لكاتب يغول في كل التفاصيل الصغيره كأحمد الزعبي ..تشابه كتاباته التفاصيل الصغيره في أدب نجيب محفوظ والكاتب الكولمبي الحاصل على جائزة نوبل في الاداب غابريال غارسيا ماركيز .
لماذا لا يتجه كاتبنا الأول بلا منازع إلى كتابة الروايات الأدبيه ؟
أبدعت في نقد السياسات الخاطئه لكل الحكومات العابره ...وتحدثت بلسان كل إنسان بسيط يطحنه الفقر .
تحيه لكاتب أحمد الزعبي .

6) تعليق بواسطة :
23-12-2012 01:56 PM

أحمد.. كم أنت رائع!

7) تعليق بواسطة :
23-12-2012 03:58 PM

اخ يا احمد كم كانت معاناتنا واحنا رايحين على المدرسة الي كانت في اخر البلد ومش هون المشكله المشكلة لما ندخل الى صفوفها بنوك مكسره وكل اربعه ببنك والشبابيك مغلقة بالكرتون والباب ما بيسكر عداك عن الدلف وكنا نهرب من جهة لجهة ثانيةوشوف بعدين لما تغلط وتوكلك اكمن خيزرانه بعز البرد وكانت الدراسه على مرحلتين وكنا نكيف لما المدير يجمع الدروس وبعدين الى معاةاة الشوارع طين للركب .

8) تعليق بواسطة :
23-12-2012 08:58 PM

رائع ومبدع كالعاده الله يقويك

9) تعليق بواسطة :
23-12-2012 09:09 PM

مبدع وكامل البسط والمقام عكس معلم الياضيا الذي اضحى لم يميز بين البسط زالمقام!

تحياتنا الموسلة لك

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012