أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
انتهاء مباحثات الهدنة في القاهرة .. ووفد حماس إلى الدوحة الزميل الرواشدة يؤكد ضرورة التركيز على الإعلام الجديد ومواقع التواصل لمتابعتها من قبل مئات الملايين يجب ان تكون منتسبا للحزب حتى تاريخ 9 اذار الماضي وما قبله ،حتى يحق لك الترشح على القائمة الحزبية أورنج الأردن تعلن عن فتح باب التسجيل للمشاركة في هاكاثون تطبيقات الموبايل للفتيات تصنيف المناطق في الدوائر الانتخابية المحلية وعدد مقاعدها القوات المسلحة الأردنية تنفذ 5 إنزالات جوية لمساعدات على شمال غزة - صور الكنائس تقتصر الاحتفالات بالفصح على الصلوات نتنياهو: لا يمكن قبول إنهاء الحرب والانسحاب من غزة ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 34683 شهيدا و78018 مصابا الملك يعزي بوفاة الأمير بدر بن عبد المحسن الداخلية تعلن إحالة ‏عطاء إصدار جوازات السفر الأردنية الإلكترونية امن الدولة تُغلظ عقوبة 5 تجار مخدرات وتضعهم بالأشغال المؤقتة 20 عاما الحكومة تحدد سقوفا سعرية للدجاج الطازج لارتفاعه بشكل غير مبرر محمد هيثم غنام.. مبارك تخرجك من جامعة إلينوي الأمريكية تدهور مركبة خلاط تغلق مسربا على الصحراوي
بحث
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


الربيع العربي والخطأ المشترك

بقلم : د. رحيّل غرايبة
23-02-2013 11:18 PM
هناك خطأ كبير مشترك، وقعت فيه الأطراف المختلفة، وهو خطأ منهجي عميق يحتاج إلى تغيير ثقافي شعبي عميق، لا يمكن تحقيقه إلاّ بتوافق حقيقي بين جميع الأطراف الفاعلة والمؤثرة في المشهد السياسي العربي على صعيد محلي وعلى صعد إقليمية واسعة، يهيئ لبناء بنية ثقافية صحية قادرة على عبور المرحلة الانتقالية بنجاح.
لقد توارثنا من الشعوب والأنظمة والقوى الحزبية والسياسية ثقافة الاستبداد، وتشربنا هذه الثقافة حتى الثمالة، وأصبحت جزءاً من هذا التكوين الاجتماعي المعقد، الذي يصعب تغييره أو الخروج منه أو التمرد عليه بطريقة عملية تطبيقية حقيقية، تتجاوز الأقوال والتنظير وتدبيج العبارات حول الحرّية والديمقراطية، وبناءً على هذه الحالة الثقافية المشبعة بالاستبداد جرى فهم ثورة الربيع العربي على أنها عبارة عن 'انقلاب' على نظام الحكم، بمعنى مجيء نخبة حاكمة محل نخبة حاكمة أخرى، أو مجيء شلة اسلاميين محل شلة بعثيين أو قوميين أو ناصريين أو ليبراليين، أو شلة من أنصار فكرة السوق والرأسماليين..!!
يجب أن نبدأ جميعاً من نقطة مختلفة ونتجاوز هذا المربع من الخلاف المفروض الذي غرقت فيه كل الأطراف، وأن نبدأ من نقطة فهم جديدة تقوم على إدراك حاجتنا الملحة والضرورية إلى ثقافة تمكين المجتمع كله، بحيث يصبح بمجموعه هو صاحب القوة الأولى وهو صاحب السيادة على الأرض والقرار والسلطة والمقدرات، وتمكين المجتمع تعني أن يصبح المجتمع يملك قوة جمعية تؤهله لاختيار الحكومة التي تدير شؤون الدولة بشكل كلي شامل، رئيساً ووريثاً، وتفرض ولايتها الدستورية على الشؤون الادارية العامة والشؤون العسكرية والأمنية والاقتصادية دون انتقاص.
جميع القوى السياسية يجب أن تشترك في إرساء ثقافة التمكين المجتمعي التي تجعله يختار وفقاً لمعايير الكفاءة والقوة والأمانة على أساس المواطنة والانتماء الحقيقي، وليس على أسس جهوية أو عشائرية أو فئوية أو دينية أو مذهبية.
في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة، نحن بحاجة إلى ثقافة الوحدة المجتمعية والمشاركة والتفاعل الشعبي العام، الذي لا يقتصر على النخب ولا يقتصر على الشلل التي قد تسمّي نفسها أحزاباً، ولكنها لا تغادر عقلية الشلّة وثقافة الاستحواذ على السلطة، وممارسة سياسة إقصاء الآخر ونفيه وعدم الاعتراف به.
في هذه المرحلة ليس المطلوب أن تحل شلة محل شلّة، أو اتجاه محل اتجاه، أو حزب محل حزب، بل المطلوب أن نتوافق دستورياً وتنظيمياً وأخلاقياً على طريقة الحكم، ومنهجية إدارة الدولة، وفي هذه المرحلة نحن بحاجة إلى انخراط جميع الطاقات وكل الكفاءات والقدرات المخزّنة في مجتمعاتنا العربية في جهد جمعي مشترك متفق على بناء الدولة العربية المدنية الديمقراطية الحديثة، التي تتجاوز مرحلة الاستفراد بالسلطة، ومرحلة الاستحواذ على المقدرات العامة، وحرمان المخالفين من المشاركة في الغُنْم والغُرْم.
هذه مهمة الشباب والأجيال الجديدة، أن تخرج من العباءات التقليدية التي تم تفصيلها في مراحل سابقة، وأن تعمد إلى بناء ثقافة جديدة تتخلص من عبء الصراع المحتدم بين الشلل والنخب التي أورثت مجتمعاتنا تمزيقاً وتفريقاً وضعفاً وتخلفاً، وضياعاً وتيهاً بلا حدود وبلا نهاية.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-02-2013 08:10 AM

من اروع ماكتبت يا دكتور ارحيل ويصلح ان يكون حجر الزاوية في منهج عملي لطلاب الوحدة العربية . وكم نتمنى عليك ان تبادر باتخاذ الخطوات العملية لذلك وان تطابق الاقوال الافعال وان نخرج من دوامة الثنائيات ومنها القومي والاسلامي ونتمنى عليك ان تكون المثل لكل من يرغب التخلص من الماضي ورواسبه والتطلع الى مستقبل مشرق صافي يعرف فيه المواطن العربي طريقه ويعرف مكان وقع خطواته خطوة خطوة وشكرا لك وبالتوفيق انشاء الله

2) تعليق بواسطة :
24-02-2013 01:19 PM

يبدو ان البعض يظن ان كثرة الاعتدال شئ محمود حتى اصبح اقرب للانبطاح هنالك في الدنيا خطأ وصواب هنالك عدل وهنالك ظلم هنالك نقاط وهنالك حروب ويبدو ان البعض من كثرة اعتداله اصبح اقرب للانبطاح

3) تعليق بواسطة :
24-02-2013 09:56 PM

كلامك يصلح كمشروع وطني جامع ومبادرة زمزم تصلح لاصلاح ما هدمه الاخوان شكر لك

4) تعليق بواسطة :
24-02-2013 11:31 PM

تحيه الى دكتورنا الفاضل: لو تقدمت أحدى مؤسساتنا الجامعيه او أحد مراكز الدراسات والبحث الاجتماعي والسياسي التابع لها، بدراسه لرصد ما يكتب في الصحف الالكترونيه من مقالات ومداخلات حول عنوانين البحث المثاره يومياً بشأن الاحداث الجاريه ليجد ان اسبابها جميعاً تنسجم وتلتقي وبحدها الادنى مع ما ذهبت اليه تشخصياً، تلخصاً، تحليلاً ووصفاً بل واقتراح الية للحل تحت عنوان مقالكم.
ولكن يا دكتور المشكله الاساسيه تكمن بقابلية التنفيذ؟
فسؤالي المباشر: ما اسباب عدم الاتفاق والالتزام بالتنفيذ والتطبيق؟
اجاباتي تتلخص بالنماذج العمليه التاليه:
- على الصعيد الاسلامي: القدوه رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، وغيرهم الكثيرين.
- على الصعيدالعالمي المعاصر: القدوه للامه الهنديه المهاماتا غاندي وغيره مثل ماوتيسونج، مهاتير محمد وغيرهم كثر ايضاً ويمكن لنا ان نسرد من الاسماء التي غيرت وجهه تاريخ شعوبها حتى الصباح؟
النيجه يا دكتور تتلخص بثلاث كلمات: حكمت فعدلت فنمت: فأين نحن ما هذا كله حكاماً، واحزاباً وأفراداً مع تقديري واحترامي لك اخي الدكتور.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012