|
|
|
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024
أين هو البرنامج الوطني؟
بقلم : أ.د بسام العموش 04-03-2013 11:41 PM حين يتحدث جلالة الملك في أوراقه الثلاث، يذكر البرامج التي يجب أن تكتب لمصلحة الوطن والمواطن، وحين نحاكم الأحزاب نقول إننا نريد أحزاب برامج وليس مجرد شعارات رنانة، وحين تتقدم حكومة لنيل ثقة النواب تتم محاكمتها وفق البيان الوزاري الذي يفترض أن يرقى إلى مستوى البرنامج !! فهل لدينا في الأردن جهة تملك برنامجاً وطنياً لمصلحة الوطن والمواطن؟؟ أزعم أن ذلك غير موجود وكل ما نتعامل به ما يعكسه خطاب التكليف السامي للرئيس المكلف، حيث تقوم الحكومة بالدوران حول كتاب التكليف وإضافة بعض الرتوش هنا وهناك!! إننا وفي ظل الحديث عن دور أوسع لمجلس النواب باعتباره ممثلاً للشعب فإن صياغة البرنامج الوطني لا يتم من لجنة وزارية تراجع كليشيهات البيانات الوزارية السابقة وتغزل على منوالها ! بل يجب أن يتم ذلك عبر حوار وطني مع الأحزاب والنواب والأعيان وأصحاب الاختصاص وذلك لينال صفة ' الوطني ' وبغير ذلك فهو برنامج حكومي وفي الغالب هو عبارة عن رؤى الرئيس المكلف وما الوزراء إلا منفذون خاصة أننا لا نرى حكومات حزبية قد حضرت درسها قبل الوصول إلى السلطة التنفيذية .إننا في الأردن بحاجة إلى هذا البرنامج الوطني لمواجهة المشكلات المستعصية من الطاقة والمياه والمديونية والعجز المزمن وفوضى التعليم الذي تحول إلى تجارة يتحكم فيها رأس المال بالعمل الأكاديمي وصار أساتذة الجامعات كالرقيق بين يدي مالكي المال !! إننا نعاني من مشاكل بيئية حتى إن البلديات قد صارت عاجزة عن مجرد جمع القمامة فتحولت مدننا إلى مزابل ومكاره صحية !! وما حال الزراعة بأفضل حيث يسطو حيتان الأسواق المركزية على جهود المزارعين البسطاء !! أما مرضانا فقد صاروا في ظل الخصخصة الصحية غير المعلنة يبحثون عن الدواء فلا يجدونه !! وما حال مدارسنا بأحسن صورة فقد هرب أبناء المسؤولين إلى المدارس الخاصة وصرنا نرى العلامات الفلكية غير المعقولة في نتائج الثانوية العامة وهذا يعني خصخصة التعليم من دون تصريح مباشر!! هذا كله الذي قلته دون الحديث عن الجيش والأمن والمخاطر المحيطة من كل الجهات، فأين البرنامج الوطني المقاوم لتلك الأخطار وعلى رأسها مؤامرة الوطن البديل التي تقضي على الأردن وفلسطين معاً !! ولعلنا نرى مخاطر السلوك الحكومي عبر قرارات رفع الأسعار المتتالية حيث تستعد الحكومة لرفع أسعار الكهرباء وما أدراك ما الكهرباء وما الذي سيحصل على الأسعار كافة نتيجة لذلك وما مصير الحكومة التي تقدم على هذه الخطوة وما الحال الأمني الذي سيحل علينا في ظل تهديدات بعضهم التي تطفو في وسائل الإعلام بان الدور قادم للأردن ؟!! إننا في أمس الحاجة إلى حكومة تعشق الوطن والمواطن وتقف في صف الفقير وتقاوم الوصفات الصندوقية التي لا يهمها عالم النتائج بل يهمها العجز ولعبة الأرقام فقط.
التعليقات
لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق