أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


اللاجئون في الأردن بين البعدين الوطني والإنساني

بقلم : د. رحيّل غرايبة
11-03-2013 11:09 PM
مسألة استقبال المهجّرين من الأقطار العربية على الأرض الأردنية تخضع لمجموعة معايير مهمّة، وعلى درجة عالية من الحساسيّة، ينبغي أن تؤخذ في الحسبان جميعاً وبطريقة موزونة، بحيث لا يطغى جانب على آخر، ولا يجوز تغليب الجوانب العاطفية على حساب التقدير الحكيم للإمكانات والقدرات المتوافرة للتعامل مع مخرجات الحدث بكفاءة.
تدفق موجات المهجرين من الأشقاء السّوريين خلال عامين على تفجر ثورة الشعب السوري ضد نظامه الحاكم إلى الأردن يفوق التوقعات، ويفوق قدرات الدولة، بحيث أصبحت الأوضاع أقرب إلى الكارثة الإنسانية التي تستحق موقفاً عربياً واسعاً، وكذلك موقفاً إسلاميّاً وعالميّاً جدياً، يوازي مستوى التفاقم المرعب للمشكلة المروّعة.
ابتداءً من حيث البعد الإنساني والحس العروبي والأخوّة الإسلامية يتطلب التعامل المرن مع موجات اللاجئين، إذ لا يجوز إدارة الظهر، وتجاهل الأزمة الكبيرة، فهناك أطفال مروّعون ونساءٌ وكبار سنّ وجرحى ومطاردون وحياتهم في خطر، فهؤلاء يجب مساعدتهم وتقديم المأوى الآمن لهم، وإسعاف الجرحى والمصابين، بغض النظر عن الأسباب والعوامل، ودون بحث في أعماق المشكلة التي طال أمدها بفعل فاعل وتواطؤ حقيقي يظهر لكل مراقب ولكلّ ذي بصيرة.
مع ذلك، فالأردن يمتلك قدرة محدودة على تحمّل جزء من هذا العبء الذي يكفي لإرهاق دول كبرى وغنيّة ومقتدرة، وبناءً على ذلك فلا بدّ من إدارة التعامل مع هذه الأزمة ومخرجاتها وفقاً لمقتضيات العقل والواقع؛ لأنّ استقبال 'نصف مليون' إنسان ليس أمراً سهلاً ولا ميسوراً على دولة بحجم الأردن إذا تمّت مقارنتها بـ 'تركيا' أو 'السعودية' ودول الخليج الأخرى، ممّا يحتمّ على العرب اتخاذ موقف جماعي مدروس لتوزيع هذا الحمل وإدارة هذا الملف بشكل حضاري مقبول.
فالخطوة الأولى تقتضي من جامعة الدول العربية اتخاذ موقف عربي موّحد لمعالجة الملف الإنساني المتعلق فقط بإدارة تجمّع اللاجئين، ليس على سبيل التبرعات وأسلوب إدارة الجمعيات التطوعية في مجال الإغاثة، فهذه طريقة بدائية لا تستطيع أن ترتفع إلى مستوى الحدث، ولن تكون قادرة على الوفاء بمتطلبات الأزمة التي ما زالت تسير في منحنى متصاعد يحتاج إلى إدارة متفرغة تشترك فيها الدول العربية بأجهزة رسمية تحت رعاية منضبطة وموازنات كافية، قبل أن تتطور الأزمة إلى مستويات الكارثة التي تنال جميع الأطراف ابتداءً بالأردن.
الحكومة والجانب الرسمي يجب أن تطوّر أسلوب تعاملها مع الأزمة إلى ذلك المنهج الجمعي الذي تشترك فيه كل الدول العربية أو أغلبها من خلال لجنة جماعية مشتركة تضم الأردن والسعودية والإمارات وقطر والجزائر والمغرب، ويجب تخصيص موازنة كافية تسهم فيها الدول العربية والإسلامية ودول العالم الأخرى، وبإشراف الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وينبغي أن ينتقل التعامل مع الملف من طريقة الاستثمار المشبوه لتجار الحروب والأزمات، كما كان يتمّ في الحروب الإقليمية السابقة، إلى الطريقة المدروسة والمنضبطة بمعيار القدرة والإمكانات المتوافرة.
الأردن ليس أرضاً مستباحة، يجري التعامل معها كأرض فارغة لحل الأزمات الإقليمية، على حساب شعبها وسكانها، ولا يجوز استخدام البعد القومي والحس الإنساني كغطاء دائم لتمرير المؤامرات الإقليمية والمخططات المشبوهة، فالشعب الأردني مستعد أن يتحمل من الأعباء ما تتحمله الشعوب العربية الأخرى وبطريقة منضبطة مدروسة قائمة على اعتبار الإمكانات المتاحة والظروف القائمة، فلماذا لا تتحمّل الدول العربية الأخرى جزءاً من إدارة العبء الإنساني لهذه الأزمة المستفحلة.
الحكومة معنية بتوضيح كامل وواف للشعب الأردني للرؤية المتبعة في هذا المجال حتى يكون شريكاً واعياً للحكومة، من أجل التعاون في حلّ هذه المشكلة، وامتلاك القدرة على إدارة هذا الملف، دون إلحاق الأذى بالشعب والدولة، ومن أجل تخفيف آثار الكارثة علينا جميعاً.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-03-2013 11:43 PM

تقول ((ولا يجوز استخدام البعد القومي والحس الإنساني كغطاء دائم لتمرير المؤامرات الإقليمية والمخططات المشبوهة))!!!! يا سيد غرايبة نقف مع الشعب السوري من بعد اسلامي ولانهم اشقاء وجيران مش لا قومجي ولا غيره ودخلك شو هيه المخططات الاقليمية؟!!! يعني الامبريالية قالت لبشار اضرب سكود او اعتقل اطفال درعا ودمر حلب وحماة؟!!! حسبنا الله ونعم الوكيل

2) تعليق بواسطة :
12-03-2013 01:42 PM

شيخنا الجليل:وانا المجب لك :اقول...
سبحان الله كيف تبررون عندما تريدونها
نسيتم فتاواكم الزعيقيه العرمرمريه..بأن الاردن ارض الحشد والرباط..بتفسير بسيط:ان امة لااله الا الله مطلوب منها {امتثالاً لفتاواكم}ان تتواجد بالأردن من قومية الهان بالصين حتى دولة بوركينا فاسو وكل مسلمي العالم..تصور يافضيلة الدكتور ان تجمع 1450مليون مسلم..بمنطقه غور الاردن الحار حيث لاماء ولاهواء.
والفتوى الاخرى ان الاردن ارض المحشر والمنشر بمعنى ان يوم القيامه سينطلق من الاردن.
اي سخط فيه نحن الاردنيين.
ثم جواز التجنيس واعطاء الارقام الوطنيه..لمن اراد بحجج واعذار لاانزلها الله بأي سلطان.
تدعمون الجيش الحر وتتبنون جبهة النصره التي تكفركم..ثم تلقون نتائج تنظيركم على الاردن ومواطنيه{على كرهي المطلق لهولاكو سوريا}.
هل تناسيتم تنظيركم ان الاردن عروبي بطبعه وتكوينه..وهو الملاذ و لاضير بأستقبال القليل من الاخوه العراقيين والليبيين والمصريين بمحنه خفف الله كربتهم...........
ثم لم تنبسوا ببنت شفه تجاه من ساند ثورة مصر وتخلى عنها وهم بمحنه حقيقيه الآن
ولم تدينوا من قتل شكري بالعيد بعد ان مولتها نفس الدوله وتخلت عنها غاطسه بكوارثها.
وليبيا على الرغم من وفرة السيوله الدولاريه..لم تهدء..وفي الاخبار ان هناك 50ليبياً قظوا سكارى حتى الموت .
اهذا ما تنشدوه بثوراتكم..واي هدف حققتم غير الخراب.
ثم عندما تدركون الحقيقه لا تشعروابالندم والذنب.
ان التباكي وشحذ الهمم وتجيير الامر لمنظمة المؤتمر الاسلامي والدول صانعة الشر بأسم الاسلام لايجدي نفعاً لان الفاس فاتت بالراس.والمتظرر هم ابناء وطنك ياشيخنا الجليل
وأي مؤمرات ومخططات مشبوهه وانتم تعرفون تمام العرف ان من يدمر الامه هي ثلاث دول بعينها ..احداها دوله طامحه لاكبر من حجمها.وفلقتونا بنظرية المؤامره والتي هي كالبرد سبب لكل عله .وان هناك هجمه شرسه على الاسلام والمسلمين.
اي مؤامره واي هجمه ياشيخنا..الا ما فرخ بعقول البعض منكم
اقدر لك دماثة خلقك وطرحك لهكذا موضوع على العكس من بقية ربعك الذين لانشاهد الا سيقانهم في الهواء.وسأبقى محباً لك وبصوتك الهديلي الجميل

3) تعليق بواسطة :
12-03-2013 02:09 PM

تعال نسولف بالدين قال رسول الله (ص) ( لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من أن يراق دم امرئ مسلم ) صدق رسول الله
----------------------------------
70 الف قتلوا بدم بارد مليون هجروا و100 الف معتقل الاف المغتصبات مساجد هدمت كنائس هدمت بيوت حرقت اموال نهبت اطفال تيتمت هل تعرف ما الحكم الشرعي اللي اصدق مني ومنك ومن كلام الناس كلها في سوريا الجهاد فرض (((عين))) بتعرف شو يعني عين !! والجهاد لا يعني بس بالنفس والقتال بل بمال والنصرة والوقوف معهم والايواء وعلاجهم وحماية نسائهم هذا فرض مش منة

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012