|
|
|
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
"المحاصصة" مرض سياسي خطير
بقلم : د. رحيّل غرايبة 14-03-2013 11:20 PM ليس هناك أخطر من منهج 'المحاصصة' السياسي على وحدة المجتمع ومستقبل الدولة، وهو يشكل علامة من علامات التخلف، ومؤشرا خطيرا على مرض اجتماعي يصعب علاجه ويستعصي على الشفاء خاصة إذا دبّ في النخب السياسية والاجتماعية والاقتصادية. فيروس المحاصصة يستطيع القضاء على دول كبيرة وقوية فضلاً عن الدول الصغيرة والضعيفة، لأنه عبارة عن التخلي عن معايير الكفاءة والأمانة والقوة، إلى معايير أخرى مشتقة من الجهات أو الأصول أو المنابت، ما يعرض الدولة للإنهيار ويهدد المجتمعات بالانقسام المفضي إلى التنازع والإفلاس ومن ثم إلى الزوال والاستبدال. ولذلك يجب الالتفات الجماعي إلى هذا المرض الذي يدب في مجتمعنا الأردني، وتحمل لواءه شخصيات ذات وزن سياسي أو اجتماعي في مجلس النواب، أو ممن يتسنمون مواقع متنفذة ويُجرى تضخيم 'حس الزعامة' في نفوسهم من خلال شلل صحافية وأقلام مسمومة، ونفوس تعاني من فيروس المحاصصة الجهوي أو الشعور بهزيمة النفس المعنوية. أخطر ما طرأ على دولة 'العراق' الشقيق هو الإنقسام المجتمعي الحاد الذي تبلور خلال السنوات السابقة بوضوح شديد بين الشيعة والسنة، وبين العرب والأكراد والتركمان ما أدى إلى فرز مذهبي شديد الحساسية في الانتخابات التشريعية وكذلك فرز عرقي شوفيني شديد، يهدد بتقسيم العراق وإضعاف الدولة، ويهدد مستقبلها السياسي، ويضعف أثرها في الإقليم، فضلاً عن تعثر عملية الإصلاح الاقتصادي، وفضلاً عن الاقتتال الداخلي الذي يتغذى على التعصب والثارات الدموية التي لا تنتهي. وقبل العراق 'لبنان' أيضاً التي بنيت على أساس طائفي ومذهبي/ وما زال المجتمع اللبناني يعاني من هذا الانقسام الحاد الذي أنتج نظاماً سياسياً يقوم على مبدأ المحاصصة، الذي جرى الاعتراف به وشرعنته بالدستور والقوانين وتم تقاسم المناصب الكبيرة ومراكز النفوذ ومقاعد البرلمان على أساسه، وتريد كل فئة زيادة قوتها والحفاظ على مكاسبها وزيادة نفوذها، وأدى إلى تشكيل المليشيات الطائفية والأحزاب الطائفية والسلاح الطائفي، ما يجعل الطوائف والفئات تتسابق في هذا الميدان الذي يجعل اللجوء الى العنف والدماء والفوضى خياراً حتمياً لهذا المنهج الذي يعترف بالمرض ويتكيف معه ولا يعالجه. وفي مقابل ذلك فإن مجتمع الولايات المتحدة أكثر تنوعاً و تعددية من حيث الأديان والمذاهب، ومن حيث الأصول والأعراق ومنذ ذلك أدركوا خطورة الانزلاق نحو منهج المحاصصة، وتوجهوا نحو خلق المجتمع الأمريكي الواحد والأمة الأمريكية الواحدة، وتمت معالجة مظاهر التعصب بشكل متدرج، واستطاعوا أن يصنعوا قوة مجتمعية موحدة وصلت الى مرتبة القوة الأولى على مستوى العالم سياسياً وإقتصادياً، وعسكرياً، وعلميّاً ... . إن الذين يريدون ادخال المحاصصة كمنهج سياسي عندنا في الأردن في تشكيل الحكومة واختيار الوزراء، ويطرحون 'موضة' تقاسم النفوذ وتوزيع الحصص والمكاسب بهذه الروح وبهذه النفس، إنما يريدون تقسيم المجتمع وإضعاف الدولة، واحداث فتنة مجتمعية خطيرة لا علاج منها ولا شفاء . يتلبس هذا المرض أشكالاً مختلفة من الطروحات السياسية، والخادعة والمضللة مثل 'توزير النواب'، وأحساناً يتم التصريح بها بكل وضوح ومن دون حياد، وفي هذا المضمار يكمن الحل بأن تتم المناداة بالمبادئ الصحيحة واعتماد المعايير السليمة في الاختيار والفرز واستلام المناصب، ويتجلى ذك بالقول نريد الوزارة والمسؤولية على أساس الكفاءة والأمانة والقوة، وليكن من يكن، سواء كان من الجنوب أو الشمال أو الشرق أو الغرب، سواء كان نائباً أو حزبياً أو غير ذلك. بمعنى أشد وضوحاً إذا كان هناك نائب كفؤ يستطيع أن يملأ مقعد الوزارة بطريقة لا يستطيع أحد أن يملأه بالكفاءة نفسها فليكن وزيراً لهذا السبب وليس لأنه نائب، وهذا ينطبق على توزير المرأة وغيرها، بمعنى أن تكون معيار الوزارة ليس كونه نائبا أو امرأة، بل كونه كفؤاً اميناً متخصصاً سواء كان رجلا أو امرأه،أو نائباً أو غير نائب.
التعليقات
1) تعليق بواسطة :
14-03-2013 11:28 PM
محاصصه الشعب العراقي هي في وطنه وبين مكوناته ,الأكراد في الشمال والسنه في الغرب والشيعه في الجنوب وهكذا لبنان ولم نسمع عن محاصصه مثل كلام الحجوج ,شعب آخر يريد محاصصتك في وطنك .
2) تعليق بواسطة :
14-03-2013 11:57 PM
اعرف انك منظر ومفكر الحركه اﻻسﻻميه بامتياز وبجداره..واﻻن اعرف انك وطني اردني بامتياز..واقول لك..احسنت..واكثر الله امثالك د رحيل..علي الطهراوي
3) تعليق بواسطة :
15-03-2013 08:50 AM
شكرا د ارحيل على هذا الرد الوطني الحضاري الملتزم وطنيا ودينيا واجتماعيا وانت كفيت واوفيت كنا نتمنى على الدكتور عبدالله النسور والاجهزه المختصه التي يهمها تماسك الاردن ورد العاديات عنه ان تتحدث ونقول للنسور يجب ان تكون مبادر وتقطع دابر من مدوا اياديهم المتعفنه بالخرج والملطخه بالعنصريه والاقليميه والجحود من ينادون بالمحاصصه في بلد هم لاجئين فيه وتفتيت المجتمع الذين ينادوا بالمحاصصه يجب ان يطلبوها من السلطه الفلسطينيه هناك في الضفه الغربيه وغزه والان اصبح لهم دوله هناك ومعترف بها عالميا وليس هنا با الامس القريب صعقت من مشهد امامي في مشتشفى البشير في طابور صرف الدواء وهذا صحي حضاري عملية الدور واحترام شعور الأخرين واذ بسيده قادمه من بعيد وعند اقترابها وقفت على شباك الصرف للدواء ولم تأبه لهذا الطابور من الناس وقالت انا غزاويه وردت عليها سيده فقالت وانا فلسطينيه والله ما توخذي دوري انا وقفت مشدوها واتمنى على الأخوه المتابعين ان يقنعوني بهذا الطرح وهل يجب ان ارد غلى هاؤلاء السيدتين انا وزوجتي وانا ملتزم بالدور والوقوف رغما انني منهك مرضيا وكلام السيدتين جعلتني انصرف من الطابور غضبا واصرف الدواء من الصيدليه الخاصه من امام المستشفى وعلى نفقتي الخاصه وتوترت اعصابي من حشو البشر في الاردن والانفلات المعنوي والكيدي المبرمج وهل هذا مقصود ام سايبه الامور ام هي سماحه مدمره افيدوني افيدوني وخاصه دولة الرئيس ونواب المحاصصه ووزراء المحاصصه ومن ينعق وينهق في بوقهم
4) تعليق بواسطة :
15-03-2013 10:21 AM
اشكرك يا دكتور ارحيل على هذا المنطق ان المطالبين بالمحصصة يريدوا تفتيت البلد ان البلدان الفطية والسياحية جرى تفتيتها عندما قبلت بالمحصصة وهذة البلدان تحصد ما ذهبت الية نتيجة قصر النظر واوامر خارجية لا تريد لهذا البلد ان يقف على رجلية مرة اخرى كبرت بنظرى لان القابض على عظمة لا يستطيع ان يطرح هذة المواضيع لانة خايف على ما يحمل هل هؤلاء هانت عليهم بلدهم علما ان من يحتل الارض يجلب اليهودى من اصقاع العالم لم يلد لا هو ولا اجدادة بها ونحن نشجع الناس على ترك البلد الى اليهود من اجل منصب زائل اتقوا اللة يا من تطالبوا بالمحصصة لتفتيت البلد خدمة للعدو ليرتاح وعندما يقع الحكى بقولوا لم نقبل الجنة بدل فلسطين واى بعمل هذة الاعمال يسياهم ببيع الارض للعدو
5) تعليق بواسطة :
15-03-2013 10:38 AM
يبدو انك د.رحيل بدأت تنحرف عن جادة الصواب. هل من يطالب في حقوقه في وطن بناه بيده يصبح محاصصا يا د. رحيل؟ هل عليهم ان (ينخرسوا) ولا يطالبوا بحقوقهم؟ فأن سألوا شيئا من حقوقهم- في وطن سلب منهم حتى جنسيتهم- سللت عليهم سيف المحاصصة؟
6) تعليق بواسطة :
15-03-2013 10:47 AM
لا احد يريد محاصصة ابدا لكم يا شيخ الاقصاء والتهميش والابعاد الممنهج والمقصود يجب ان تطتلب به اولا قبل المطالبة بالتنديد بالمحاصصة \ لو كان العدل يسود الدولة في الوظائف والمناصب والامتيازات لما ظهرت هذه الاصوات والمطالبات
7) تعليق بواسطة :
15-03-2013 01:01 PM
كلمة حق وراءها باطل. هل المحاصصة وراءها مجموعة النواب؟ المحاصصة الحقيقية بدأها الملك حسين وكرستها كل الحكومات والنظام الى يومنا هذا. النواب الافاضل فقط اشتكوا من بشاعة المحاصصة!!!
8) تعليق بواسطة :
15-03-2013 02:57 PM
الفرق كبير بين الطوبار والبناء ,يبدو أن المعنى اختلط عليك !
9) تعليق بواسطة :
15-03-2013 03:10 PM
سؤال لنمرة 6 هل العنصرية في التعين في القطاع الخاص هي من فكر إفراد جهله ؟
10) تعليق بواسطة :
15-03-2013 04:52 PM
ببساطه يا محترم..في دوله اردنيه شعبها تحدد منذ عام 1926 بقانون..وهو. الشعب اﻻردني الموجود على ارض اﻻردن عند انشاء الدوله 1921...
11) تعليق بواسطة :
15-03-2013 05:09 PM
اخي انا انتقد اي طرف او جهة في القطاعين العام والخاص لا تتقي الله وتسد ابواب الرزق امام الكفؤ لاسباب جهوية او لمكان الولادة التي تصل للجد او البلد الاصلي
12) تعليق بواسطة :
15-03-2013 07:15 PM
يا جماعه من شان الله أنتو بتعلقو بدون ما تقرؤا الدكتور بقول ان اساس التعين والحصول علي للوظيفه هو الكفاءه مش من وين انت يعني لو تم الاختيار علي اساس الكفاءه سوف يكون هناللك توزيع عادل وإنتاجية عاليه واقتصاد اقوي . في القطاع الخاص تجد ان شركه صاحبه مسيحي واهم المناصب لمسلمين او اردني من اصول فلسطنيه واهم منصب لأردني شرقي والعكس صحيح وذللك لانها شركات إنتاجية يحاسب المسؤولين فيها اما في القطاع العام مع الاسف لا يوجد محاسبه الاردن كان من افضل الدول من حيث التعليم الجامعي اما الان اصبح التعليم دون المستوي نتيجه انحصار القبول والبعثات والكادر التدريسي لفئه من المجتمع وليس علي اساس الكفاءه
13) تعليق بواسطة :
15-03-2013 07:29 PM
هناك فرق كبير بين محاصصة القطاع العام ومحاصصة القطاع الخاص. الاول يعني ان الدولة تميز بين مواطنيها وان الدولة لا تحترم القوانين, اما القطاع الخاص فكل واحد حر في دكانته يوظف من يراه مناسبا وليس في ذلك خرق لاي قانون
14) تعليق بواسطة :
15-03-2013 09:04 PM
هذي البلد بلدنا عصب عن الراضي والزعلان هون انولدنا والجنسية أخذناها مش عطيه أخذناها نتيجه الوحده الا إيفاد منها الاردن و عمان لأهلها الي بنوها بمصاريهم وتعبهم وحبهم لأردن روح شوفللك سولافه ثانيه احسنللك روح اشتغل وانتج عشان تفيد البلد اذا البلد بتعني للك اكثر من مص الدم ولاستفاده بدون ما تقدم غير افكار ما راح تأدي غير لتدمير تعب الناس الي بنو وأخلصوا للبلد واذا مش عاجبك روح دور علي بلد ثاني وهذي كذبه حب فلسطين والخوف من تفريغ فلسطين روحو العبو غيرها عدد الفلسطنيين في فلسطين خمسه ونصف مليون يعني اكثر من الأردنيين من شتي الأصول والمنابت فما تخفو
15) تعليق بواسطة :
15-03-2013 09:30 PM
بارك الله فيك يا شيخ يوم عن يوم تثبت انك رجل وطني ومنتمي واستغرب بقائك لحد الان مع حمزه وهمام وابو فارس والسكر
16) تعليق بواسطة :
15-03-2013 09:37 PM
يجب أن نعمل سويا فالأمور الى تقدم باذن الله , الدوله الفلسطينيه سيكون من حقها اعادة النازحين وهذة نقطه تقدم كبيرة , المهم التعاون على الخير .
17) تعليق بواسطة :
15-03-2013 10:43 PM
يعيش بعض الأردنيين وهما يكاد يكون قاتلا مؤداة ان ساكني مدن العاصمة والزرقاء انما يعيشون عيشا رغدا !
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق