أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


الطريق الثالث..دعونا نفكر..!

بقلم : حسين الرواشدة
15-03-2013 12:18 AM
قبل نحو اربع سنوات كتب المفكر المصري شوقي جلال في مقال نشرته مجلة العربي الكويتية بعد تجارب مخفقة في الاشتراكية والرأسمالية يأتي الطريق الثالث كحل وهمي للخروج من كل الازمات العربية وتساءل: هل أزمتنا هي البحث عن طريق؟ ام انها في تضييع كل الطرق؟

التساؤل كان تعليقا على كثير من الدعوات التي انطلقت في بلادنا العربية لتبنى طريقا ثالثا ، في الاقتصاد او في السياسة.. وفي غيرهما ايضا ، وفكرة الطريق الثالث بدأت بمقال نشره المنظر الفكري لحزب العمال البريطاني انتوني جيدنز في مجلة نيوستيتمان عنوانه: شلل اليسار اكد فيه سقوط الاشتراكية تماما ، قبل ان يصدر اكثر من ثلاثين كتابا عن الموضوع نفسه ، الفكرة التقطها آنذاك توني بلير رئيس وزراء بريطانيا وزعيم حزب العمل الذي عقد مؤتمرا سبتمبر 1998 مع الرئيس الامريكي كلنتون ، وخرج الاثنان ليقولا للصحفيين لقد اهتدينا الى طريق ثالث ومحور الفكرة ان الرأسمالية والديمقراطية هما المطلق السياسي الاقتصادي للبشرية جمعاء ، لكن هذه الفكرة من وجهة نظر اليسار الاجتماعي تنطلق من مبدأ العدالة الاجتماعية من خلال نظام اجتماعي لاعادة التوزيع.

لم تسلم الفكرة - بالطبع - من الردود الرافضة والمشكلة ، فقد اصدر ألكس كالينكوس مثلا كتابه ضد الطريق الثالث وفنَّد فيه دعوة الاحزاب اليسارية الاوروبية والغربية واعتبر طريقهم مسدودا من ولادته ، لكن احدا في عالمنا العربي المشدود دائما وبانبهار لما يصدر إليه من سلع وبضائع ثقافية لم يسأل: لماذا يبحث الغرب عن طريق ثالث وهل يناسبنا او يحل مشكلاتنا ، ولماذا تلقفناه بالاحتفاء والترحاب دون ان نفهم الارضية التي خرج منها والازمة التي يسعى لحلها وتجاوزها؟

الآن ، يبدو ان الطريق الثالث وما افضى إليه من ليبرالية جديدة قد سقط بسقوط امه الرأسمالية ، دعونا نفهم ما قاله منظر هذا الطريق عن انفلات العالم الذي نعيش فيه وبأنه ليس خاضعا لسيطرة بشرية محكمة ، وبأن ما يثير الفزع فيه اكثر ان تقدم المعارف البشرية والقدرة على التدخل والتحكم في المجتمع والطبيعة وهي امور كنا نظن انها ستخلق قدرا اكبر وأكبر من اليقين اذ بها تشكل اساسا عميقا لحالة العجز عن التنبؤ بالمستقبل.. وان هذه التحولات لا تتضمن فقط تحولات في هياكل العالم اجمع بل وايضا تحولات في وعينا الباطني وفي هويتنا.

دعونا نفهم هذه العبارات التي اختزل فيها انتوني جيدينز صاحب الطريق الثالث فكرة هذا الطريق الاول صاحبها السويدي اركيوس جلد - 1936 ، مفهوم القوانين والسنن الالهية التي تحكم هذا العالم ، ومدى عجز العقل البشري مهما وصل ابداعه ومها توفرت له وسائل الوصول للمعرفة والاكتشاف على التنبؤ للمستقبل او ادراك اسرار حركة هذا الكون وما يلزمه من قوانين لضبط مساره وتحديد خياراته واسعاد انسانه.

ثمة طريق سمًّة ثالثا او عاشرا: لا فرق نجده اليوم ونحن نتسابق ينعى الاشتراكية والرأسمالية ودعوات التوسط بينهما نجده في ديننا الاسلامي ، وندعو الى تحريره من بطون الكتب وعقول العلماء وسوء التجارب التي حاولت تقديمه ، والغريب ان قلة قليلة - في عالمنا العربي الاسلامي - وهي غير مسموعة - تتحدث باستحياء عن هذا الطريق ، فيما لا نسمع احدا من منظرينا الاقتصاديين يقترب منه او يفكر فيه ، وكأنه من الاوبئة المحذورة التي يفترض الابتعاد عنها وحجر من يصاب بها.

الميزة الاهم لهذا الطريق انه الهي من حيث المذهب ووضعي من حيث النظام مناطة مصلحة الانسان ، واسيجته القيم الفاضلة والاخلاق ، وقاعدة الاساسية الحلال والطيبات اما التفاصيل فيمكن الاحاطة بها بالرجوع الى ما قاله فقهاؤنا عن الاقتصاد الاسلامي ، وما أثبتته بعض التجارب - على قلتها - من نجاعة لهذا البديل ، او الطريق الذي ما زال مغلقا امام الانسانية ، بسبب تقصيرنا وقلة حيلتنا لا سوى ذلك!
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-03-2013 02:03 AM

--هل هنالك طاوله سنيه و طاوله شيعيه..!!

--هل هنالك لابتوب مسلم و لابتوب مسيحي..!!

--الانظمه كالجماد أدوات و وسائل يستعملها مجتمع متدين او غير متددين ليبلغ غاياته .

-- ولا يجوز ان نسبغ على اي نظام صبغه دينيه لأنه لا يرقى لها ولا يستحقها فالدين للبشر فإن اسبغنا صفه دينيه على اي نظام فإننا نحصنه و نعيق تطويره او استبداله كما هي الحال في الابتوب او الطاوله او القلم.

-- لذلك أخالف مع الإحترام كل من يقول بوجود إقتصاد إسلامي بل الصواب ان نقول بوجود "ضوابط إقتصاديه إسلاميه" بأهداف إجتماعيه وهذه الضوابط وجب إحترامها مع اي نظام او اقتصاد مطبق وفي ذلك مرونه مطلوبه لإفختلاف الانظمهه حسب التخصص والمكان والزمان.

مع تقديري للأستاذ حسين الرواشده

2) تعليق بواسطة :
15-03-2013 12:14 PM

وكانه ينقصنا متاهات وتشرذم وتشتت ! طريق ثالث اثالث عشر ... من اين ياتون بهذا الكلام ؟ وهذه التسميات ؟ الاترى حالنا وتشتتنا وكثرة الافكار والفوضى والترهل والتمزق .... والتفرق .. فتاتينا بهذه الكلمات والمصطلحات الغريبه التي ليس منها اي فائده . ومن اين تاتي بهذا الكلام المركب الغير واضح والغامض . ما شاننا وذاك ؟ كل واحد يمسك القلم ويخط كلمات ثم يقذفها الى نار الفوضى الفكريه المستعره بلا اي رحمه او تفكير . اسمع يا استاذ ! نحن امة مسلمه مريضه علاجنا بالاسلام وحده . ليس بهذه الترهات التي كتبتها . تكلم بلغة الاسلام المنزل على محمد عليه الصلاة والسلام او اصمت او سمي نفسك بوضوح من انت وماذا تعتقد لوسمحت . والله لقد سئمنا كثرة الاراء والكتابات لقد حيرتنا واجهدتنا وارهقتنا . كف هذه النهج عنا كرامه لله .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012