أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


اللاجئون والمقاربات الأفغانية والباكستانية

بقلم : طاهر العدوان
17-03-2013 12:29 AM
حسب الإعلانات الرسمية يقترب عدد اللاجئين السوريين في الاردن إلى رقم النصف مليون من بين المليون الذين اعلنت المصادر الدولية عن وجودهم في دول الجوار ويمكن ملاحظة وجود السوريين في جميع مناطق المملكة وهذا يدل على زيادة تأثر الاردن بتطور الأحداث في سوريا وبما يجعله في وسط الدائرة و بقلب المعمعة ، و يبدو ان الاسد اختار بلدنا لتكون مكانا يدفع اليه الملايين من شعبه المتمردين عليه لنقوم بواجب الرعاية والسكن والعمل بينما يواصل بجسارة ووحشية حربه التي تجبر الملايين على ترك بيوتهم ومدنهم وبلادهم هاربين عبر الحدود للنجاة ويدعي انه يقتلهم ويهجرهم دفاعا عن شرعية حكمه ! .
يضع الاسد الاردن حكومة وشعبا بين خيارين أحلاهما مر . القبول بوظيفة الساحة الخلفية التي يدفع إليها اللاجئون لافراغ المدن من اجل حرمان الثورة من الحاضنة الشعبية لها و هو ما حول شمال الاردن إلى ملجأ وجمعيات خيرية تنشغل بعملية البحث عن المساعدات الدولية كما انشغالها بعملية استقبال اللاجئين .
والخيار الثاني وضع الاردن تحت ضغوط تدفق اللاجئين بما قد يدفعه إلى القيام بتحرك أكثر فاعلية تجاه الشعب السوري ، عندئذ يحقق الاسد احد الأهداف التي يسعى إليها وهي تصدير حربه وتفعيل سياسة البلطجة والإرهاب في الداخل الاردني التي يتقن ممارستها عبر شبيحته الذين يرسلهم عبر الحدود ، و بالنهاية فان من يوجه صواريخه لقصف حلب والرستن لن يرعوي في توجيهها إلى الرمثا والمفرق ! .
سياسة الحيط الحيط التي تتبعها الدبلوماسية الاردنية تجاه سوريا يمكن الدفاع عنها بشواهد كثيرة ، لكنها قد لا تكون ناجحة إذا طالت مدة حرب النظام والثورة عليه ، ان إطالة امد الصراع قد يحول الاردن إلى باكستان أخرى مقاربة مع الحالة الأفغانية ، فمدن اللاجئين التي أقيمت داخل الحدود الباكستانية هي التي خرجت طالبان على جانبي الحدود بالإضافة إلى القاعدة .
هذا التدفق الهائل من اللاجئين ، القادمين من إفرازات صراع يحمل ابعادا طائفية وإقليمية ودولية ، لا يفرض فقط مسألة توفير الأموال والمساعدات للأردن للقيام بتغطية حاجات اللاجئين الانسانية والمعيشية ، انما يفرض ايضا تحركا من الدولة على الصعيدين العربي والدولي لمواجهة الاخطار الامنية والاستراتيجية ، ووضعها على رأس أجندة الحكومة والسياسة الخارجية .
لا اعتقد ان أي اردني في مراكز القيادة و في الشارع يفكر لا سمح الله بموقف عدائي للاجئين فهؤلاء أشقاء وأخوة , واجب الأردنيين ان يقفوا بشهامة كما عادتهم مع محنة السوريين، لكن من حق الاردنيين على الدولة ان تحصن البلد من التأثيرات السلبية والخطيرة للصراع وان تعمل باتجاه هدف واحد هو دفع العرب والعالم الى إنهاء هذه المشكلة المتفجرة على حدودنا الشمالية بأسرع وقت .
مساعدة اللاجئين تكون بالشغل السياسي والشعبي والإعلامي ليلا نهارا من اجل حث المجتمع الدولي على إنهاء مأساة السوريين .
فما يتهدد الاردن من اخطار يفرض عليه تحديات مختلفة ، وتستطيع السياسة الاردنية ان تتحرك بقوة بهذا الاتجاه من خلال زيارة أوباما بعد أيام ، وفي قمة الدوحة التي تعقد نهاية هذا الشهر بالتأكيد أمامها ان القضية لم تعد فقط رصد أموال للاجئين إنما مسألة حرب وثورة ستكون انعكاساتهما خطيرة على الجميع إذا طال الصراع وامتد .
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-03-2013 04:22 AM

لا أتفق معك هذه المرة أيها الرجل المحترم لأن النظام السوري بصرف النظر عن موقفنا منه لم يعمل على التهجير بل بالعكس فكل الأنباء التي تردنا من الجبهة الجنوبية لسوريا تقول إن حرس الحدود السوري كان يمنع مواطنيه من العبور باتجاهنا حتى لو تطلب الأمر إطلاق النار عليهم، وتقول الأنباء أيضا إن قواتنا المسلحة كانت تشغل نظيرتها السورية للسماح للاجئين بالعبور. هذه واحدة أما الثانية فإن دمشق تشجع اللاجئين على العودة من خلال وسائل إعلامها وسفاراتها وأعلنت فتح مراكز إيواء لهؤلاء لحين انتهاء الحرب. إذا الوقائع والحقائق تؤكد أن دمشق لا تعمل على التهجير لأنها تعلم أن اللاجئين سيصبحون ورقة امام المجتمع والرأي العام الدوليين للضغط عليها لتقديم تنازلات. مشكلة اللاجئين السوريين مشكلتنا نحن وعلى حكومتنا الفصيحة البحث عن حلول لها لا ترك الأردنيين ليواجهون مصيرهم بوجه هذا الطوفان الهائل من البشر!

2) تعليق بواسطة :
17-03-2013 07:02 AM

حضرتك سبق ان كان لك موقف ضد الاردن على خلفية مصلحة شخصية ووقفت ضد وطنك
واخيرا وصلت انت وصاحبك "المناضل " الى كرسي الوزارة ..لاننا في دولة تكرم من يناصبها العداء .

الاسد من حقه ان يدافع عن وطنه كما من حق اي دولة ان تدافع عن وطنها .
لماذا لم تذكر البحرين مثلا ؟!

3) تعليق بواسطة :
17-03-2013 08:57 AM

المقال رائع ودسم ويحتوي موضوع يستحق المناقشة ,
أرى - كما هو المفروض - أنّ خاتمة المقال تعطي الفائدة المرجوة منه وبالتحديد الفقرة الأخيرة التالية وهي :-
"
فما يتهدد الاردن من اخطار يفرض عليه تحديات مختلفة ، وتستطيع السياسة الاردنية ان تتحرك بقوة بهذا الاتجاه من خلال زيارة أوباما بعد أيام ، وفي قمة الدوحة التي تعقد نهاية هذا الشهر بالتأكيد أمامها ان القضية لم تعد فقط رصد أموال للاجئين إنما مسألة حرب وثورة ستكون انعكاساتهما خطيرة على الجميع إذا طال الصراع وامتد . "

ومن هنا يستطيع القاريء أن يميز وبسهولة بين الكاتب المحترف وذلك الهاوي وبين الكاتب الذي يعطي فكرة وموضوع وذلك الذي يهرف بما لايعرف .
مثل هذه المقالات تعتبر مدرسة في الإلتزام بالموضوع وليس الكتابة لمجرد الكتابة ومليء الغراغات بين الصفحات والأسطر
وعليه أقول مؤيداً الكاتب :-
" نعم والف نعم يجب على السياسة الاردنية ان تتحرك بقوة بهذا الاتجاه من خلال زيارة أوباما بعد أيام ، وفي قمة الدوحة التي تعقد نهاية هذا الشهر .
شكراً للكاتب على استعراضه الدقيق للأهداف المحتملة لحملة التهجبير التي باتت تأخذ شكلاً من أشكال العمل الدقيق في تنفيذ التهجير وليس اللجؤ تبعاً للأهداف الموضوعة له ومن ورائه , ومن يقرأ الأرقام اليومية لأعداد السوريين القادمين للأردن مساء كل يوم وليلة يدرك بلا شك الفارق الكبير بين التهجير وااللجؤ

4) تعليق بواسطة :
17-03-2013 01:05 PM

على الحكومه الاردنيه القيام بترحيل الاخوه السوريين الموحودين بخيمات الزعتري وغيرها من المناطق الشماليه الى مناطق اكثر امان منلا على الحدود الاردنيه السعوديه وتكون الحكومه الاردنيه ازالت بهذه الخطوه الكثير من ما تعانيه او تخشاه الدوله من هذا الوضع المتازم ومع هذاالحل تكون الحكومه الاردنيه قد وفرت على الاخوه الخلايجه مشقت السفر الى الرمثا والزعتري ومن ثم تقوم الدوله الاردنيه من اقتطاع منطقه لهذه المخيمات ويتم الحاقها الى حاكم القريات وسلامه تسلمكم

5) تعليق بواسطة :
17-03-2013 03:09 PM

النظام الدموي في سوريا لا يتورع عن القيام باي خطوة ضد الاردن فالذي يذبح شعبه بهذه الطريقة الوحشية يمكن ان يصدر حربه لجيرانه لا سيما عندما تقترب نهايته ,نظام المقاومة والممانعة لكن على شعبه وجيرانه كلبنان والاردن اما اسرائيل التي تضربه دائما فلا يجرؤء هذا النظام حتى بالكلام الوقوف الممانع والمقاوم لها لكنه سيرد بالوقت المناسب .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012