أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
السبت , 04 أيار/مايو 2024


الأردن يختبر سيناريو درعا

بقلم : فهد الخيطان
17-03-2013 11:39 PM
قبل نهاية العام الماضي بقليل، دعا الملك عبدالله الثاني المسؤولين الحكوميين والأمنيين، على مختلف المستويات، للاستعداد لعام جديد من الصراع الدموي في سورية، والتهيؤ للتعامل مع كل التداعيات المحتملة للأزمة. لكن، لم يكن لأحد من المسؤولين أن يتوقع وصول عدد اللاجئين السوريين في الأردن إلى ما وصل إليه اليوم؛ نصف مليون تقريبا، ومخيم يتحول إلى خامس أكبر تجمع سكاني على مستوى المملكة.في هذا الوقت، لا يملك أصحاب القرار من خيار سوى فتح المزيد من المخيمات لإيواء الأعداد المتزايدة من اللاجئين. ولاعتبارات إنسانية وقانونية، لا يستطيع الأردن إغلاق حدوده في وجه بشر عزّل يعانون من الجوع والمرض، ويلاحقهم رصاص الشبيحة إلى آخر نقطة حدودية. رغم ذلك، لا يجد المسؤولون مفرا من مراجعة الملف، والبحث في البدائل الممكنة لسياسة الحدود المفتوحة، بما يخفف الضغوط على الأردن، ويضمن في الوقت نفسه الحماية والرعاية للاجئين. لم يكن للوضع في سورية أن يصل إلى النقطة الحرجة التي وصل إليها لولا حالة الجمود في الموقفين الإقليمي والدولي، والسباق المحموم بين القوى الخارجية للوصول إلى دمشق.وفي الآونة الأخيرة، شعر الأردن أن دول الجوار السوري هي من يدفع الثمن لحالة الجمود المميتة، بعد الشعب السوري طبعا. ولذلك، تحرك الملك بحثا عن مسارات جديدة لاستثمار فرصة لاحت في الأفق للحل السياسي، بعد مبادرة القيادي في المعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب. وخلال زيارته لموسكو وأنقرة، واجتماعاته مع عديد الدبلوماسيين والمسؤولين الغربيين، حاول الملك التجسير بين المواقف الأميركية والروسية والسعودية المتباعدة. وما حفز على بذل هذا الجهد، ما لمسه مسؤولون من قلق تركي متنام من تحول سورية الموحدة إلى 'كانتونات' طائفية وإثنية متصارعة، وتداعيات مثل هذا السيناريو المرعب على أمن تركيا ومصالحها الحيوية.بيد أن فرص الحل السياسي وانتقال السلطة في سورية، تبدو بعيدة المنال في ضوء مواقف الدول الكبرى، وإصرار الأطراف المتصارعة على الحسم العسكري.المسؤولون الأردنيون هم أيضا أكثر تشاؤما حيال فرص الحل السياسي من أي وقت مضى. وكلما طال أمد الأزمة، سيتجه السوريون إلى التطرف أكثر فأكثر، وهو ما توظفه جبهة النصرة لمصلحتها على خير وجه. وعلى الجانب الآخر من الصراع، يتتبع الأردن تحركات النظام السوري على الأرض؛ فيما إذا كان ينوي القيام بخطوات عملية لتأسيس كيان طائفي مستقل على جزء من الأراضي السورية، في حال خسر دمشق التي بدأت قوى المعارضة تقضم أطرافها، وتضرب مركزها كل يوم.إزاء وضع كهذا، هل يحتمل الأردن جارا مفككا ومثقلا بالمتاعب الأمنية؟ليس بيد الأردن خيارات كثيرة لتدارك الانهيار، لكن بوسعه أن يبعد خطوط النار عن حدوده. لهذا السبب، ربما تتركز الأنظار على درعا وما حولها لتكون ميدانا لاختبار البدائل الممكنة لاحتواء الصراع وتداعياته. بدائل يتجنب المسؤولون الخوض فيها، لكن يمكن رصدها في تقارير الصحافة الغربية، وفي التطورات الميدانية جنوب سورية حيث يشتد عود المقاتلين 'الجيدين'، وتتعاظم قدراتهم التسليحية.

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-03-2013 12:07 AM

المقال أكثر من جيد .
وزبدة المقال برأيي تكمن في هذه الفقرة :-

" وما حفز على بذل هذا الجهد، ما لمسه مسؤولون من قلق تركي متنام من تحول سورية الموحدة إلى 'كانتونات' طائفية وإثنية متصارعة، وتداعيات مثل هذا السيناريو المرعب على أمن تركيا ومصالحها الحيوية.بيد أن فرص الحل السياسي وانتقال السلطة في سورية، تبدو بعيدة المنال في ضوء مواقف الدول الكبرى، وإصرار الأطراف المتصارعة على الحسم العسكري "
كما أنه علينا أنْ لا نُقلل من معنى ومغزى الفقرة التالية :-
" وكلما طال أمد الأزمة، سيتجه السوريون إلى التطرف أكثر فأكثر، وهو ما توظفه (((( جبهة النصرة لمصلحتها على خير وجه.)))
وعليه , فلا يمكن لنا تصديق من يدّعي أو سيدّعي بأنه يعرف ما هي نهاية الوضع في سوريا .

2) تعليق بواسطة :
18-03-2013 03:30 AM

يقول الكاتب: "ولاعتبارات إنسانية وقانونية، لا يستطيع الأردن إغلاق حدوده في وجه بشر عزّل يعانون من الجوع والمرض، ويلاحقهم رصاص الشبيحة إلى آخر نقطة حدودية". انتهى الاقتباس. وأقول لكن هل تجبرنا هذه الاعتبارات على السماح لهؤلاء بالسكن في مدننا وبلداتنا وقرانا ومزاحمتنا في قوت عيالنا ووظائف أبنائنا ومشاركتنا مواردنا الشحيحة وبنيتنا التحتية الهشة؟ هل كل اللاجئين مساكين وادعين أم فيهم المجرم والمندس والجاسوس وضعيف النفس ومشروع الإرهابي؟ نقبل بمنطق الاغاثة ولكن داخل أسوار المخيمات فقط.

3) تعليق بواسطة :
18-03-2013 03:45 AM

تعليقي الأول يتعلق باللاجئين فحسب أما هذا فيحاول تفنيد منطق أعوج ساقه الفهد لتبرير تدخلنا السافر في الصراع.

ابتداء أقول إنه لا مصلحة لنا أبدا في التدخل بشكل مباشر في الصراع لنصبح طرفا في أزمة لا ناقة لنا فيها ولا بعير. مجرد دعمنا لطرف دون آخر من أطراف الصراع نصبح طرفا فيه، وكلما طال الصراع كلما ازداد تورطنا وكلما ازدادت الكلفة المالية والبشرية والسياسية علينا. نحن نراهن على كسر شوكة "جبهة النصرة" وكل التنظيمات ذات الخلفية الإسلامية في سوريا التي تشكل غالبية الكتائب المقاتلة والتي تحرز أهم الانتصارات فأي مصلحة لنا في التحالف مع الطرف الأضعف؟ الكتائب الإسلامية المسلحة وفي مقدمتها جبهة النصرة باتت تتمتع باحترام المواطن العادي في سوريا لأنها بحسب التقارير لا تقتل طمعا ولا تسفك دما إلى لمن يقاتلها ولا تسرق بنكا ولا مصنعا ولا مؤسسة وإن وقعت أيديها على مخزن تموين شاركت الناس البسطاء الخبز والماء والغاز والحطب وبالتالي فرص كسر شوكة النصرة محدودة فكأنما نراهن نحن على فرس خاسرة! ثم إن جبهة النصرة والتنظيمات الإسلامية تتمتع بعلاقات ممتازة مع من يشاركونها عقيدتها السلفية عندنا وبالتالي لا نأمن انتقام هؤلاء منا ونقل المعركة من سوريا إلى شوارع الزرقاء وعمان وإربد بسبب قصر نظر نظامنا الذي يصر على تنفيذ الأجندة الأميركية في كل أصقاع الأرض بما فيها أفغانستان وما حادثة خوست عنا ببعيد!

خلاصة القول استراتيجيتنا تجاه الأزمة محكومة بالفشل ولا حل مثاليا لها عندنا أنسب من اتباع سياسة "النأي بالنفس" من باب القاعدة التي تقول: "درء المفاسد أولى من جلب المصالح.

4) تعليق بواسطة :
18-03-2013 04:06 AM

من محاسن الصدف أنني تصفحت "القدس العربي" بعد كتابة تعليقي الثاني أعلاه حول دعمنا للطرف الأضعف من أعداء النظام ومناصبتنا للأقوى ممثلا بجبهة النصرة ومن لف لفها العداء فإذا بي أقع على مقتطفات مترجمة لمقال نشر في صحيفة "إنديبندنت" اللندنية للكاتب "باتريك كوكبيرن" جاء فيه بالحرف:

"وحتى مدينة الرقة التي سقطت في 4 من الشهر الحالي، فقد سيطر عليها مقاتلو جبهة النصرة وليس الجيش الحر. ومن التداعيات المهمة لسقوط هذه المدينة في يد النصرة انها فتحت الحدود مع العراق، حيث يمكن للقاعدة الدخول والخروج بحرية، فيما تراجعت فيه سلطة الجيش العراقي في مناطق الانبار السنية ومحافظة نينوى وعاصمتها الموصل. ومن هنا يقول ان المنطقة التي تمتد من الفلوجة الى الفرات وحلب وحتى البحر المتوسط تعني ان تمرير الاسلحة وبكميات كبيرة الى الجماعات المعتدلة من المعارضة لن يؤدي الى حرف ميزان المعركة واضعاف الجهاديين. ان حكومة الاسد لن تسقط كما يأمل الغرب مثل اوراق 'الشدة' ومن هنا فالمفاوضات هي الحل، والاسلحة للمعارضة تعطي رسالة خاطئة للمقاتلين ان الغرب سيدعمهم وعلى قاعدة اوسع بالسلاح".

وأترك للقراء الحكم.

5) تعليق بواسطة :
18-03-2013 09:37 AM

علينا انشاء منطقة عازلة في كل من محافظتي درعا والسويداء بعد الاعلان الرسمي عن ذلك وبعد الذهاب الى مجلس الامن والطلب اليه الى اتخاذ قرار بوقف التهجير وتحمل مسؤلياته تجاه المهجرين من الاشقاء السوريين وبان الاردن لايمكنه استيعاب عدد اضافي من الاخوان والاشقاء السوريين وذلك لعدم توفر البنية التحتية والخدمات اللازمة لهم والافضل ايجاد مناطق امنة داخل الاراضي السورية

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012