أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


عقدة الإعلام الاجنبي في الديوان الملكي

بقلم : ماهر ابو طير
21-03-2013 12:09 AM
الخلل في سياسات الإعلام،بات غير محتمل،واذا انتقدت سياسات الاعلام،غمز من قناتك من يغمز،باعتبارك ربما عاتبا لسبب آخر،أو لأنك في حالات باحث عن وظيفة «ميري»مع طربوش، باعتبارك المنقذ،وهذه تفسيرات سطحية يلوذ بها المفلسون والدساسون.

في مقابلة الملك الاخيرة مع مجلة اتلانتك،وملخصها المنشور في النيويورك تايمز،استخلاصات كثيرة،تلتحق بسلسلة طويلة من الاستخلاصات،وكلها تؤكد ان عقدة الاجنبي مسيطرة على إعلام البلد وإعلام الديوان الملكي حصريا.

الصحافي الاجنبي أيا كانت مرتبته،يتم جلبه الى عمان في ساعات لمقابلة الملك،ولايجرؤ احد على الاتفاق معه على الذي ينشر ولا ينشر،كما يجري في حالات مع الصحفيين الاردنيين،بل يتم لبوس ثوب الصراحة في وجهه،ويتم الحديث أمامه في كل شيء.

لا نريد مناقشة مضمون الكلام في المقابلة،ولا انه خرج عن سياقه،ولكننا نلحظ ان محاولة ترقيع هذه المقابلة جرى بطريقة اكثر ضعفا،اذ ان بيان الديوان هش وضعيف،كما تم الاستنجاد بوكالة امريكية وتم اجراء مقابلة اخرى،مع زميل نحترمه ولا نقصده،وفي الحالتين يغيب الاعلام الاردني وشخوصه،عن كل هذه الازمة،باعتبار ان لا قيمة لهم ولا وزن ولا تأثير.

جرى هذا لأن هناك من يعتقد ان الترقيع بحاجة الى وسيلة اعلام امريكية تقدم مقابلة جديدة في وجه المقابلة الامريكية التي اثارت الضجة،وهكذا نبقى ندور في فلك واحد،هذا على الرغم من ان اجراء مقابلة مع اي وسيلة اعلام محلية كان سيأخذ ذات النتيجة عبر اقتطاف الوكالات وشبكات التلفزة لمقاطع منها وإعادة نشرها.

البعض لا يفهم ولا يريد ان يفهم ان صورة الملك بنسختها المحلية هي الأهم،وكيف نقدم الملك للناس،بين شعبه وكيف يتم خلق صورته،فالاعلام الغربي يوجه رسالة للخارج،فيما الاعلام الاردني غائب كليا،وربما يتم النظر إليه بدونية واحتقار،ولربما يصير مطلوبا ان تصدر صحفنا اليومية بالانجليزية حتى تصير ذات مكان وقيمة.

نحن لا نتحدث بشخصنة ولا عن اشخاص،حتى لا نبقى ندور في فلك تصفية الحسابات الشخصية،نتحدث عن سياسات قديمة جديدة عنوانها «الافرنجي افرنجي» ولو جلس اصحاب القرار وقاموا بتقييم تداعيات المقابلة الاخيرة لعرفوا انها ارتدت على الشارع،وعلى الحراكات وعلى يوم الجمعة المقبلة،وتقطيب القصة بمقابلة اخرى لوكالة اجنبية،لا يجعل الامر ناجحاً الى الحد الذي يظنه البعض.

رؤساء تحرير اليوميات والكتاب الصحفيون،جلسوا مع الملك مراراً فلم يبوحوا بسر،ولم يثرثروا،ولم يؤذوا البلد،لكنك لا تعرف لماذا يتم النظر الى الوسط الصحفي الاردني باعتباره لا شيء،وباعتباره لايجيد مهنته،وغير مؤتمن في حالات اخرى.

ثم ان القصة ليست قصة تغيير اشخاص،حتى لا نبدو بصورة الذي يستهدف احدهم،هي قصة السياسات،التي تدل على عقدة الاجنبي في اعلام الديوان،عقدة فتح الابواب والتبسم لمجرد انه يعمل مع وسيلة اعلام اجنبية،دون شروط او اشتراطات على الفروقات بين ما هو للنشر وما هو ليس للنشر،وهي عقدة متجذرة تتجاوز صغار الموظفين.

بهذا المعنى تم الإضرار بالبلد كثيرا،وتم الاضرار بصورة الملك،وها هي المؤسسات الاعلامية مغيبة وتعاني من مشاكلها،لصالح حميمية مع اعلام اجنبي يتم فتح الابواب له دون معايير،فيما ارتداد الازمات المخلوقة يصير مطلوبا من الاعلام المحلي رقعها ورقع ثوبها البالي،ولايكلف احد نفسه ان يعيد التموضع في كل القصة.

قد يخدمك سياسيا الاعلام الاجنبي في حالات محددة،وظيفيا وسياسيا،غير ان ماهو اهم يتعلق بالاعلام الاردني دون ان استثني احدا هنا من كل المؤسسات الرسمية والخاصة،المطبوعة والمتلفزة والالكترونية والمسموعة،فهذا الاعلام هو الذي يصلك بالناس،وهو الذي يتوجب الرفق به واحترامه مهنيا وسياسيا،بدلا من سياسات الاقصاء والنظر بفوقية الى هذا الجسم.

الثمن ترونه بعيونكم،لعل هناك من يصحو ويعيد صياغة هذه السياسات،التي عنوانها فقط إيصال رسائل للغرب،فيما أهل الشرق أولى بهذه الرسائل وأحوج إليها أيضا.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-03-2013 12:50 AM

مش عارف الكتاب لائيش بدهم يوصلو انو الحق على الديوان مين الي عمل المقابله جلالة الملك ولا الديوان وهل للديوان صلحيه يمنع او يسمح بكفي مسح جوخ أرتقو شوي بتفكيركم المحدود.

2) تعليق بواسطة :
21-03-2013 03:06 AM

بكفي دجل ونفاق , الشمس ما بتتغطى بغربال ... نحن أمام كتبة إستدعايات
فلا زلنا نفتقر للكاتب المحلل بعمق ومهنية ... بكفي تزيف للحقائق , وتلبيس طواقي .

3) تعليق بواسطة :
21-03-2013 04:11 AM

صدقا هذه المقالة من اروع ما قرأت لك ذكرتني بمقالة صادقة لك كتبتها في رثاء ابنتك رحمها الله ، المقال الصادق طريقه الى العقل والقلب مباشرة وهنال جيل واعد و واعي مثقف يميز الابواق المنافقة واصحاب المساحيق التجميلية ووجوههم القبيحة الرخيصة . فما عاد ينطلي على من كان او مازال محتلا لمنصب مرموق انه اذا تحدث او كتب او ناقش فكلامه منزل وكذبة مخفي وحجته مقنعة لا .. فهو واضح للجميع انه ليس إلا طبل فارغ ومنافق منطقة سخيف ومتعالى وعقدته وهمه الانا والظهور والغاء الاخر واسغبائه او استهباله .
احيي هذا التمرد لنقدك الصريح و البناء في هذا المقال ، لو كان في الاردن حرية حقيقية وصدق في الاعلام والصحافة لما فقدنا اقتصادنا ولما تضاعفت مديونية البلاد ولما تجرأ سارق و فاسدا بالتمادي الى حدود خيالية ، ولما كان لدينا سياسي فارغ ومراوغ . حرية الاعلام تحمي البلاد من النهب وتوقف الفاسد وتكشف السياسي الطبل وتضع حدا لكذبه . لهذا عقدتنا الاعلام الاجنبي فهم يسقطوا حكومات ورؤساء ويبيدوا ويخفوا الفاسدين لهذا شعوبهم تثق بهم وتسمع لهم وتستطيع ان تميزهم الوانهم .
و الصحافة عندنا حليا مهما تلونت وتجملت لن تستطيع الصمود مع هذا الجيل الصاعد من شباب الوطن الذين يشكلون 75% من عدد السكان الاردن ، و في الحقيقة هم من يجب ان يراهن عليهم الملك ، واعطائهم فرصة للتحرر والقيادة هم صانعي الثورات في المجتمعات ، وفي الاردن هم من يشكلوا الاغلبية الصامته الى الان . متحررين من نزعت الاقليمية والمناطقية والعشائرية متصلين مع العلم المتطور ، استغلالهم بقيادة و إدارة دفة المركب هو الطريق الوحيد لانقاذ الوطن . ولدينا اعداد كبيرة جدا من المؤهلين ، لولا سطوة الحرس القديم . صاحب عقدة و نظرية الافرنجي برنجي .

4) تعليق بواسطة :
21-03-2013 07:25 AM

الملك ما حكى شي غلط! بس شعبنا اللي عادته ان يندفع و ينفعل قبل ما يفهم! الديناصورات هي الشيوخ الكبار في العمر! يجب ان نستبدلهم في شبابنا الدارسين المتضطلعين لكي يخططوا لمرحلة جديدة لا يعرف عنها شيوخنا! لماذا لا نتقبل النقد الايجابي؟ لماذا نحن مستعدين للغضب دائما؟ لماذا لا نقف للحظة و و نتمعن في حالنا و نفكر ما اذا ما قاله الملك هو الصواب ام لا؟ هل يعقل ان يريد الملك الا الخير لبلده و للعشائر؟ ارجوا من ابنائنا و بناتنا ابناء و بنات العشائر الاردنية و منهم عشيرتي ان يتفهموا و يتعقلوا

5) تعليق بواسطة :
21-03-2013 07:49 AM

ما أشطرك بالتنظير واغتنام الفرص ,,,
إطمئن لن تكون يوماً ما هيكل الأردن الإعلامي إسوة بهيكل مصر الناصرية , لأنه لا وجود للفكر الناصري في نظام الحكم الأردني وإنْ كُنتُ أعتفد بأنّ تلك المهنة بتلك الصورة التي كانت سائدة ليست مكسباً.
فبلاش تنظير

6) تعليق بواسطة :
21-03-2013 09:39 AM

الافرنجي برنجي شكلة الكاتب من عبدون بدريش قصص الفلاحين

7) تعليق بواسطة :
21-03-2013 02:50 PM

ماهر.. استهلالك خاطىء، فالضرر الذي أحدثته المقابلة لم ينتج عن خلل في سياسات الإعلام بقدر الخلل الحاصل في---------------------

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012