أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


تحالف شرس لإفشال التجربة المصرية

بقلم : د. رحيّل غرايبة
25-03-2013 11:05 PM
عندما اندلعت الثورة الشعبية العربية ضد انظمة الاستبداد والقمع والفساد في عدد من الاقطار العربية, تفاجأت معظم الأجهزة الاستخبارية والقوى السياسية العالمية بسرعة سقوط بعض الحكام الأقوياء وتنازلهم عن قمة هرم السلطة في كل من تونس ومصر. ولم تجد الدول الكبرى صاحبة النفوذ والتأثير في عالمنا العربي سوى إعلان التأييد الظاهري لثورة الشعوب العربية، وحقها في الحرّية والديمقراطية, ولكن لم يمض وقت طويل حتى بدأت تعد العدة لوضع خطة محكمة بالتعاون مع الأزلام والمحاسيب والعملاء والمتغربين, وجيوب الاختراق الثقافي, والطابور الخامس, وخصوم المشروع الحضاري الإسلامي والمتخوفين من مجيء الإسلاميين, وبعض زعماء الدول العربية الذين يخافون من أن تطالهم موجة التغيير الثوري، وكل ما يدور في فلكهم من نخب فاسدة وأصحاب مصالح من الذين يخافون على تدهور مكاسبهم التي اكتسبوها في ظل منظومة الحكم الاستبدادي الفاسد الذين مضى على حكمهم ما يزيد على نصف قرن من الزمان.
يجري بناء تحالف معقد من كل التكوينات السابقة لإفشال تجربة التحرر العربي بدءاً من مصر, لأن افشال التجربة المصرية يعني بكل تأكيد توجيه ضربة قاضية لكل الطموحات المشروعة للشعوب العربية قاطبة بالتحرر الحقيقي من الاستعمار الداخلي الذي يشكل امتداداً للاستعمار الخارجي ويعمل على تحقيق الأهداف نفسها بطريقة أكثر فاعلية، لأن نجاح التجربة المصرية في المقابل يشكل بداية لنجاح مشروع النهوض العربي الكبير، وبداية تشكيل الأمل العربي بالوحدة وبناء الذات.
يتشكل هذا التحالف الشرس من المكونات التالية:
المكون الأول يتمثل بالعقل المفكر، والإدارة العليا، التي تتمثل بالأجهزة الاستخبارية الغربية والصهيونية، وما لديها من خبرة طويلة في شؤون المنطقة وما لديها من شبكات واسعة ومعقدة من العملاء والأزلام من كل الألوان والأشكال والأيدولوجيات الفكرية والسياسية والعقائدية، تشمل شخصيات وأحزاباً وأنظمة ومنظمات ومراكز.
المكون الثاني يتمثل بجهات التمويل، التي غالباً ما تعتمد على بعض الأموال الخليجية، التي كشفت التقارير والمعلومات المتسربة عن رصد مئات الملايين لتمويل عملية الإفشال هذه، وسوف يتم الإعلان عنها قريباً، عندما يتم إنهاء بعض التحقيقات وصدور بعض الاعترافات.
المكون الثالث يتمثل بجيش المنفذين في الساحات والميادين داخل مصر، وهم لفيف من تشكيلات مختلفة كما أسلفنا، من بقايا النظام المنهزم وبلطجية ومستأجرين لهم علاقة وطيدة مع الفلول وعلى ارتباط وثيق مع قادة الأجهزة الأمنية السابقة وبعضهم ما زال على رأس عمله، وهؤلاء يمثلون حالة منظمة من عصابات مدّربة ومافيات يعرفها المجتمع المصري تماماً، تمتهن الابتزاز والبلطجة، بالإضافة إلى جوقة المنظرين من بعض خصوم الإسلاميين وبعض خصوم الفكرة الإسلامية عموماً الذين يشكلون طيفاً واسعاً ومتعدداً ومختلفاً من فسيفساء الأفكار والاتجاهات السياسية المتباينة التي تُجمع على ضرورة إفشال التجربة مهما كان الثمن حتى لو أدى إلى إحراق مصر كلها وإفشال الدولة، تحت شعار 'علي وعلى أعدائي يا رب'!!
أما المكون الرابع فيتمثل بالإعلام من فضائيات وصحف ومواقع إلكترونية ووسائل تواصل، ويجري استخدامها بطريقة بشعة تمتهن التحريض والتعبئة، والنقل غير الموضوعي، وإتقان أساليب الخداع والتضليل للرأي العام المصري والعربي والعالمي، ويلحظ المراقب بسهولة معالم الخطة الإعلامية التي تنفذها الجهات الإعلامية المرتبطة بمكونات التحالف السابق في مصر وخارج مصر!!
ما يجري في مصر عبارة عن ترجمة واقعية للجيل الرابع من الحروب العالمية التي تقودها القوى السياسية العالمية بأدوات محلية مرتزقة تسعى لإثارة الفتنة التي تتجاوز حرية الرأي المسؤولة إلى العبث والتخريب والسحل والحرق وتدمير المقار، والاغتيال والفوضى العارمة المتمردة على كل ضوابط العقل والمصلحة الوطنية العليا سعياً لإيجاد الدولة الفاشلة.
على الرئيس المصري المنتخب أن يتحمل مسؤولية حفظ النظام والأمن للمجتمع والدولة، وعليه أن يضع حداً للفوضى والبلطجة والعبث بكل ما يستطيع من قوة وحزم، لأن التهاون أمام استفحال هذه الظاهرة نوع من الضعف القاتل، ولا يمت للحكمة بصلة، مع الحرص على الحوار والشراكة الفاعلة مع كل القوى الوطنية المخلصة التي تؤمن بالمصلحة العامّة، وتعلي شأن الوطن فوق كل اعتبار.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-03-2013 03:18 AM

يبدو أنك بكل الظروف التي مرت بالمنطقة أصبح الحمار بفهمها وهي طايرة . عن أي ثورات تتكلم هذا من صنع السيد الأمريكي.الشعب العربي مثل حكامه مسلوب الإرادة.اللهم إجعلنا من الحمير التي تفهم

2) تعليق بواسطة :
26-03-2013 05:47 AM

وآأسفاه أنْ أقرأ مثل هذا المقال ممن كُنتُ شخصياً أتوسم فيه وفي ارىئه الكثير من الخير !!!
ولكن الدكتور الفاضل في هذا المقال قام باستبدال ثوبه كله !! وصارت لغته أقرب الى لغة الرافضين لإعضاء مكونات الشغب المصري غير المنضويين للإخوان المسلمين أية حقوق في التعبير والمشاركة بالرأي وحق الإعتراض ,,, بمعنى صرتُ اراه يستخدم نفس عبارات حزب الحرية والعدالة بالمسطرة ,,,, وللدلالة على ذلك لنقرأ معاً بعض الفقرات الواردة في المقال :-
1-العنوان ,, تحالف شرس لإفشال التجربة المصرية .
2-الأزلام والمحاسيب والعملاء والمتغربين, وجيوب الاختراق الثقافي, والطابور الخامس, وخصوم المشروع الحضاري الإسلامي والمتخوفين من مجيء الإسلاميين .
3- المكون الثالث يتمثل بجيش المنفذين في الساحات والميادين داخل مصر، وهم لفيف من تشكيلات مختلفة كما أسلفنا، من بقايا النظام المنهزم وبلطجية ومستأجرين لهم علاقة وطيدة مع الفلول ؟
4- أما المكون الرابع فيتمثل بالإعلام من فضائيات وصحف ومواقع إلكترونية ووسائل تواصل، ويجري استخدامها بطريقة بشعة تمتهن التحريض والتعبئة، والنقل غير الموضوعي، وإتقان أساليب الخداع والتضليل للرأي العام المصري والعربي والعالمي .
وإنّي ارى الدكتور الفاضل في مقاله قد تحول الى محامي دفاع عن محمد مرسي وإخوان مصر الحاكمون للعباد بأمر الدين وما يتبع ذلك من رؤية كل من يعارضهم أو يجرؤ على المعارضة ليسوا إلاّ ( بلطجية وانهزامية وتآمرية وأزلام النظام السابق ومن الفلول ......الخ )

5- لا بل تحول الدكتور الفاضل الى مستشار أمني وأمين للرئيس محمد مرسي بل هو يظهر بصورة المحرض على القمع والمحرض على تكميم الأفواه والمؤيد الشرس للقول الدارج "" إذا لم تكن معنا , فأنت ضدنا " فعل ذلك كله الدكتور ارحيل الغرايبة بقوله التالي مخاطباً ومحرضاً مرسي :-

"" على الرئيس المصري المنتخب أن يتحمل مسؤولية حفظ النظام والأمن للمجتمع والدولة، وعليه أن يضع حداً للفوضى والبلطجة والعبث بكل ما يستطيع من قوة وحزم،"" أمـّا ما ورد في باقي الفقرة فهي من لزوم الديكور .
وآأسفاه على مبادرة زمزم, فلقد أثبت الدكتور أنّ الذي يُعشعش في فكر وعقل الإخوان سواء كانوا حمائماً - هذا إنْ كانوا كذلك - أو صقوراً - وإنّي اراهم كذلك - هو أمر واحد وهو:-
إقصـــــاء الغير بأي ثمن ولأي ثمن ولهدف واحد هو الإستئثار بالكرسي الذي طال انتظارهم له لمدة زادت عن الستين سنة وأكثر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012